دبي، 5 ديسمبر، 2012: كان اليوم الثاني والأخير من قمة المدن المستضيفة فرصة لإجراء حوارات غنية وهامة حول الإرث الذي تتركه الألعاب الأولمبية في المدن المستضيفة وما تقدمه لها، كما شهد أيضاً نقاشات حول الجوانب الإيجابية والسلبية لاستضافة المدن الأولمبية، لتتمكن المدن التي ترغب في استضافة إحدى الفعاليات الكبرى في تجنب هذه الآثار السلبية وتحقيق أقصى فائدة ممكنة. وتقام قمة المدن المستضيفة تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، رئيس مجلس دبي الرياضي، وبتقدمة من طيران الإمارات، على مدار يومي 4 و5 ديسمبر في ميدان. وتشكل القمة فرصة غاية في الأهمية لطرح الأفكار وتقديم التفاصيل اللازمة بحضور قادة الرياضة وأصحاب الخبرات القادمين من مختلف أنحاء العالم. وكان عدد من أبرز المتحدثين قد انضموا للندوات الحوارية في اليوم الثاني من القمة، حيث حضرت شخصيات بارزة من أولمبيادي لندنوأثينا بالإضافة إلى بروفسور في الاقتصاد. وأجرى المتحاورون نقاشاً حول الإرث الاجتماعي والاقتصادي والرياضي في المدينة المستضيفة لأكبر الفعاليات الرياضية في العالم. وشكلت الندوة الحوارية فرصة هامة لتقديم الكثير من المعلومات الغنية، خاصة مع ظهور اسمي مدينتي دبي والدوحة بين أسماء المدن التي تسعى للحصول على حقوق تنظيم الألعاب الأولمبية في المستقبل. وقد استهل اليوم الثاني من القمة فعالياته بندوة حوارية جمعت كل من السيدة دورا باكويانيس عمدة أثينا السابقة، والسيد كريس فوي مدير قسم العمليات في الخارج لشركة "فيزيت بريتين"، والسيد وولفغانغ ماينيغ بروفسور الاقتصاد من جامعة هامبورغ. وبدأ البروفسور ماينيغ حديثه بالتحذير من أن فكرة الإرث الإيجابي التي ترافق استضافة الألعاب الأولمبية ليست صحيحة تماماً: "عليك أن تضع مخططاً واستراتيجية لإرث الألعاب الأولمبية، تماماً كما تعمل على التخطيط لتنظيم الألعاب نفسها". وأكد البروفيسور ماينيغ أن المدن المستضيفة تعاني عادة من انخفاض عدد الزائرين وتشهد زيادة في نسبة الأشخاص الذين يغادرون الدولة المستضيفة خلال فترة تنظيم الألعاب الأولمبية. ولكن العوامل الإيجابية تشمل ظهور الأبنية والمرافق الفخمة، وافتخار مواطني الدولة بهذا الإنجاز، وتعريف المدينة المستضيفة لمختلف أنحاء العالم. وفي تعليق حول تأثير الألعاب الأولمبية خلال دورة لندن 2012، تحدث السيد فوي بقوله: "علمنا تماماً أن الفائدة التي سيجنيها قطاع السياحة ستتحقق على المدى الطويل بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، وقد أردنا أن نلهم الناس بما رأوه ليزوروا بريطانيا في الأعوام التالية، وليس خلال فترة الألعاب الأولمبية فقط". بدورها قالت السيدة باكويانيس أنها غير نادمة على الدور الذي قامت به لاستضافة الألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004 رغم ما تعانيه الدولة من ظروف اقتصادية صعبة: "لو كان الأمر بيدي لتقدمت بطلب الترشح مرة أخرى. لقد كانت أوقاتاً رائعة استعرضنا خلالها تاريخ اليونان وثقافتها أمام العالم بأسره". كما أكدت أن أثينا تتمتع حالياً ببنية تحتية متطورة بالإضافة إلى الفنادق الحديثة. وسيساهم وجود البنية التحتية والفنادق في دعم النمو السياحي في المستقبل. وتابع اليوم الثاني أعماله بتقديم أفكار حول كيفية تحقيق فوائد إيجابية في المدن المستضيفة من خلال الاعتماد على وسائل الإعلام، وأساليب تمويل الفعاليات الرياضية الكبيرة خلال الظروف الاقتصادية الصعبة. وخلال الندوة الحوارية الأخيرة، تحدث السيد بطرس بطرس، نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة الاتصالات المشتركة، محذراً المدن الراغبة بالترشح لتنظيم الفعاليات الرياضية الضخمة أن جميع الشركات ومن ضمنها طيران الإمارات قادرة على تقديم الدعم للحدث فقط ولكنها لا تستطيع تمويله: "لطالما كانت الشركات، ونحن منها، هدفاً للراغبين بالحصول على الرعاية, وأنا أود أن أقول لهم ألا يأتوا إلينا في حال رغبوا بالدعم المادي، ولكن بالإمكان أن يأتوا في حال أرادوا الاستفادة من انتشارنا العالمي لنقل الرسائل المبتغاة". وأضاف بقوله" يجب أن تقوم الحكومات بتمويل الفعاليات الرياضة الكبرى التي تنظمها. وفي حال لم تمتلك هذه الحكومات المال لتنظيم هذه الفعاليات الرياضية، فعليها ألا تتقدم بالترشح لها". ويشارك في قمة المدن المستضيفة عدد من قادة المؤسسات الرياضية من دوري الغولف الأوروبي، ومجلس الكريكيت الدولي، والاتحاد الأمريكي للتنس، وطيران الإمارات الشركة الراعية للعديد من الفعاليات الرياضية والتي تشمل بطولة كأس العالم لكرة القدم والدوري الأوروبي للغولف وبطولة العالم في لعبة الكريكيت. وتتضمن فعاليات قمة المدن المستضيفة التي تقام في ميدان، ندوات حوارية بحضور متحدثين بارزين ودراسات لنماذج مختلفة وورشات عمل وفرصاً تعليمية للجهات الراغبة في استضافة الفعاليات الرياضية في المستقبل. وتتولى مهمة تنظيم هذا الحدث، مجموعة ستريم لاين للتسويق، الشركة المتخصصة في إدارة الفعاليات والتسويق والمعارض، والتي سبق لها أن نظمت العديد من الفعاليات ومنها القمة العالمية للطيران والتي جرت مؤخراً في أبوظبي.