المنامة (رويترز) - قال رجل دين سني بارز في البحرين ان الدعوة لاقالة رئيس وزراء البحرين الذي يشغل منصبه منذ فترة طويلة وهو ما تطالب به الغالبية الشيعية هو خط أحمر بالنسبة للسنة في المملكة الخليجية. وقال جاسم السعيدي وهو نائب في البرلمان عن منطقة الرفاع وهي معقل للسنة ان الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة يجب ان يستمر في المنصب الذي يشغله منذ استقلال البحرين عام 1971 . وقال السعيدي "رئيس الوزراء خط أحمر بالنسبة لنا." وذكر ان السنة لن يرضوا ببديل للرجل الذي قضى حياته في خدمة البحرين مضيفا ان أكثر من ثلثي مواطني البحرين يريدون بقاءه في المنصب. واستطرد ان المواطنين يتغنون بحب الشيخ خليفة لانه الرمز الحي لهذه الدولة الصغيرة. وسحقت أسرة ال خليفة الحاكمة حركة احتجاجات مطالبة بالديمقراطية اوائل العام بعد ان فشلت المحادثات بين أحزاب المعارضة وغالبيتها شيعية والحكومة في الاتفاق على الاصلاحات. وطالبت احتجاجات الشوارع وأحزاب المعارضة بحكومة جديدة واصلاحات برلمانية تعطي المجلس المنتخب سلطات تشريعية حقيقية. والشيخ خليفة الذي يعتقد ان له مصالح هائلة في قطاع الاعمال شخصية لا تتمتع بشعبية بين كثيرين من الشيعة لكن السنة يعتبرونه حامي مصالحهم. ورفض السعيدي المعروف بارائه السلفية المتزمتة الكشف عما اذا كان السنة سيقبلون تقديم تنازلات في البرلمان. وكان الحوار الوطني الذي أطلقه الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة ملك البحرين بعد استخدام حالة الطواريء لانهاء الاحتجاجات ومعاقبة المشاركين فيها قد اقترح منح المجلس الوطني (البرلمان) سلطات أكبر لمراقبة أداء الوزراء. لكن اشتباكات الشوارع بين الشرطة والشيعة مازالت مستمرة بشكل شبه يومي في مناطق عدة من الجزيرة التي تستضيف الاسطول الامريكي الخامس. ويرى محللون ان اعمال العنف قد تتصاعد اذا استمر الجمود السياسي. وأثر الصراع على السياحة في البحرين وعلى القطاع المصرفي وأحدث انقسامات سياسية واجتماعية على خطوط طائفية صارخة. وعبر السعيدي عن رأي يتبناه الكثير من سنة البحرين وهو ان الجماعات الشيعية المعارضة بقيادة جماعة الوفاق تتامر مع ايران وحزب الله اللبناني الشيعي لاقامة دولة دينية. وتنفي الوفاق تلك الاتهامات. وعبر السعيدي عن ثقته بان ملك البحرين الشيخ حمد لن يطبق المزيد من الاصلاحات رغم مطالبة واشنطن بان تدخل الحكومة محادثات مع الوفاق. وقال انه لا يعتقد ان الزعامة ستتبنى مثل هذا الدور لانها تدرك ان المجتمع متنوع وذكر ان كل المحادثات يجب ان تجري في اطار البرلمان. وأجرت البحرين انتخابات تكميلية الاسبوع الماضي لشغل 18 مقعدا أصبحت شاغرة بعد انسحاب نواب الوفاق من المجلس الوطني احتجاجا على مقتل محتجين في فبراير شباط. وقاطعت الوفاق الانتخابات وتدنت نسبة الاقبال على التصويت الى 17 في المئة فقط وهو ما أثبت قوة الجماعة بين الاغلبية الشيعية في البحرين.