اكد المتحدث باسم توني بلير ان رئيس الوزراء البريطاني الاسبق زار الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي في ليبيا قبل بضعة اشهر من الافراج عن عبد الباسط المقرحي المدان في تفجير لوكربي لكنه شدد على ان بلير لم يرتكب اي خطأ. وقالت صحيفة صنداي تلجراف انها عثرت على خطابات ورسائل بالبريد الالكتروني تفيد بأن بلير الذي ترك منصبه في 2007 زار القذافي في يونيو حزيران 2008 وابريل نيسان 2009 وانه استخدم في زيارة منهما طائرة من طائرات القذافي وكان بصحبته ملياردير امريكي. وقالت الصحيفة ان بلير الذي ظل رئيسا للوزراء لمدة عشر سنوات لم يذكر هاتين الرحلتين على مواقعه على الانترنت. وجاءت زيارتا بلير قبل الافراج عن المقرحي -المدان بتفجير طائرة كانت في طريقها الى الولاياتالمتحدة فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 مما اودى بحياة 270 شخصا- من سجنه في اسكتلندا. واضافت الصحيفة انه في توقيت زيارة بلير الى ليبيا كانت طرابلس تهدد بقطع العلاقات مع بريطانيا اذا لم يتم الافراج عن المقرحي. وقال المتحدث باسم بلير ان الرحلتين لم تكونا سريتين وانه لم يحدث فيهما أي شيء خطأ. وأضاف "القضايا موضع النقاش خلال زيارات السيد بلير كانت تتعلق اساسا بافريقيا حيث كانت ليبيا انذاك رئيسا للاتحاد الافريقي وكانت تتعلق ايضا بالشرق الاوسط وعن ضرورة اقدام ليبيا على الاصلاح والانفتاح. "وبالطبع اثار الليبيون كما كانوا يفعلون دائما مسألة المقرحي. واوضح السيد بلير كما فعل دائما سواء كان في منصبه او خارجه ان القرار ليس قرار حكومة المملكة المتحدة لكنه قرار الحكومة الاسكتلندية." واطلقت السلطات الاسكتلندية التي تدير النظام القضائي بشكل مستقل عن لندن سراح المقرحي لاسباب انسانية في اغسطس اب 2009 بعد ان قال اطباء انه مصاب بسرطان قاتل وانه لن يعيش اكثر من ثلاثة اشهر. واثار الافراج عنه غضب الحكومة الامريكية واقارب 189 امريكيا من ضحايا تفجير لوكربي. وما زال المقرحي على قيد الحياة بعد اكثر من عام ونصف من الافراج عنه. واكد جوردون براون خليفة بلير كثيرا ان لندن لم يكن لها دور في القرار الاسكتلندي. وقال بام ديكس الذي قتل شقيقه في التفجير للصحيفة البريطانية "هذه الاجتماعات الجديدة بين السيد بلير والقذافي مزعجة ويجب الاعلان الان عن تفاصيل ما دار فيها... انا مندهش ان توني بلير واصل عقد مثل هذه الاجتماعات بعد خروجه من منصبه." واتهم بعض السياسيين الامريكيين بريطانيا بتفضيل المصالح التجارية على العدالة في قضية المقرحي. ونفت السلطات الاسكتلندية ذلك مرارا. وقالت الصحيفة ان من بين الاوراق التي وصلت اليها ما يفيد بمصاحبة تيم كولينز الملياردير الامريكي وصديق رئيس الوزراء الاسبق له في واحدة من الرحلتين. واكد المتحدث باسم بلير حدوث ذلك لكنه قال ان الامر لم يتضمن مناقشة اي اتفاقات تجارية. وقال "توني بلير لم يكن له ابدا اي دور سواء كان رسميا أو غير رسمي أو مدفوع الاجر أو غير مدفوع مع هيئة الاستثمار الليبية او الحكومة الليبية وليست له اي علاقات تجارية مع اي شركة او مؤسسة ليبية." واشرف بلير خلال توليه رئاسة الحكومة على عودة العلاقات البريطانية مع ليبيا بدعوى تغير السياسة الخارجية للقذافي بعد عقود من رعاية الارهاب ومعارضة الغرب. ومنذ اندلاع الانتفاضة الليبية ضد القذافي هذا العام والصحف البريطانية تعيد نشر صور للرجلين وهما يتصافحان ويتعانقان خلال زيارة الى ليبيا قام بها بلير عندما كان رئيسا للوزراء. ودافع بلير كثيرا عن دوره في اعادة القذافي الى الساحة الدولية بعد ان وعد بعد هجمات القاعدة في 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة بالتخلي عن برامج انتاج اسلحة الدمار الشامل ومساعدة الغرب في تعقب المتشددين. وقال بلير لرويترز في مقابلة هذا الشهر "اقول دائما للناس ان الامر شديد البساطة. السياسة الخارجية لليبيا تغيرت... والمشكلة كانت انهم في النهاية لم يكونوا مستعدين للاصلاح الداخلي." ويقول بلير انه تحدث الى القذافي في الايام الاولى للانتفاضة الليبية في وقت سابق هذا العام وحثه على التنحي.