تراجع اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الأحد بأحداث ليبيا وسورية، فبعد أن كانت صفحاتها الأولى تحفل بالتقارير الإخبارية والتحقيقات، والصفحات الداخلية لا تخلو من التعليقات والافتتاحيات التي تتناول تطور الاحتجاجات في سورية والعمليات العسكرية في ليبيا، شهدت صحف اليوم الأحدانحسارا واضحا في الاهتمام. تحت عنوان القذافي بريطانيا والولاياتالمتحدة:علاقة خاصة، سرية وحميمة ، تنفرد صحيفة الاندبندنت اون صنداي بنشر وثائق تقول إنها حصلت عليها من مكتب موسي كوسا احد اكبر مساعدي العقيد الليبي معمر القذافي والمشرف علي عمليات التجسس التابعة للنظام الليبي السابق. وتقول الصحيفة إن بريطانيا ساعدت في القبض علي احد اكبر معارضي نظام القذافي ثم تم ارساله الي ليبيا ليتعرض للتعذيب. وأضافت أن تورط حكومة لندن في اعتقال وتسليم عبد الحكيم بلحاج – وهو احد القادة العسكريين في صفوف الثوار الليبين في طرابلس حاليا – تم الكشف عنه في خطاب من ضابط في الاستخبارات البريطانية ام أي سكس . ويذكر الضابط البريطاني كوسا بان الاستخبارات البريطانية هي التي قامت باعتقال بلحاج الذي كان قائد جماعة القتال الاسلامية الليبية. وقالت الصحيفة إن الضابط البريطاني رفيع المستوي والذي لم تتمكن الصحيفة من الكشف عن اسمه لاسباب امنية – طالب بالحصول علي المعلومات التي تم الحصول عليها من بلحاج باستخدام وسائل تحقيق مشددة. وقال بلحاج في وقت لاحق انه تعرض للتعذيب اثناء التحقيق. وأشار التقرير إلي أن علاقة المخابرات البريطانية بنظام القذافي كانت وثيقة لدرجة أن عددا من وكالات الاستخبارات الاوروبية ومنها الايطالية والسويدية والهولندية سعت إلي مطالبة الاستخبارات البريطانية بالقيام بدور تنسيقي مع طرابلس. وتدلل الصحيفة علي دفء العلاقة بين الاستخبارات البريطانية والليبية بسلسلة من الخطابات المتبادلة بين الجانبين تحمل اسم من MI6 مع التحية ومن SIS مع التحية . وقالت الصحيفة إن الوثائق التي لم يتم التحقق من صحتها من مصادر مستقلة ترجع إلي سنوات حكم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. أما صحيفة الصنداي تايمز فقد كشفت أن بلير ساعد ابن العقيد القذافي سيف الاسلام في انجاز رسالة الدكتوراه المثيرة للجدل التي حصل عليها من كلية لندن للعلوم الاقتصادية. وذكرت الصحيفة في هذا الخصوص إلي خطاب ارسله بلير إلي سيف الاسلام علي ورقة تحمل شعار داوننج ستريت إلي المهندس سيف قدم فيه بلير الشكر إلي نجل القذافي لاطلاعه علي رسالة الدكتوراه القيمة التي انجزها حسب الخطاب الذي يحمل تاريخ الخامس من مارس آذار 2007. وفي نفس الصحيفة نطالع تقريرا أعدته ماري كولفين و جون أنجود توماس بعنوان أبناء الطاغية حصلوا على دعوات خاصة لدخول مقر القوات الخاصة (ساس) . ويقول معدا التقرير ان منسق بلير للشؤون الدفاعية مع ليبيا الميجور جنرال روبن سيربي أرسل دعوة الى خميس والساعدي إبنا القذافي لحضور عرض للقوات الخاصة خاص بالأشخاص البالغي الأهمية . وقال مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية ان الزيارة لم تتحقق، ولكن ارسال الدعوات سهل صفقات بيع أسلحة بريطانية إلى ليبيا، حسب الصحيفة. ويتضح من الرسالة التي وجدتها صحيفة الصنداي تايمز في مكتب الساعدي القذافي وهي وثيقة من جملة وثائق أخرى مشابهة أن السلطات البريطانية عاملت ابني القذافي معاملة الضيوف المهمين، أو كما تقول الصحيفة فرشت لهما السجادة الحمراء . وكان من المفروض أن يتضمن برنامج الزيارة شروحا سرية وضيافة وزيارات لشركات إنتاج حربي. تحت العنوان أعلاه نطالع في صحيفة الصنداي تلغراف تقريرا أعده أندرو جيليجان يفيد أن خميس القذافي لخص مخططاته الحربية لمعركته الأخيرة على الصفحات الأخيرة لدفتر مذكرات كانت قوات القذافي قد صادرته من مراسل بي بي سي جيريمي بوين. وقد عثر على دفتر المذكرات في حطام إحدى المركبات العسكرية من قافلة يعتقد أن خميس كان يقودها وانه قتل نتيجة قصف القاتلة. ووردت في البيانات التي عثر عليها في الدفتر أسماء أشخاص مطلوبين لنظام القذافي، يعتقد أن بعضهم اعتقل أو قتل. وذكرت الصحيفة ان الكتيبة التي كان يقودها خميس هي التي قصفت مدينة الزاوية في شهر فبراير/شباط، مستهدفة بقذائف المدفعية المساجد والمستشفيات. كذلك تتهم الكتيبة بتصفية 150 سجينا. وقال بوين أنه فقد دفتر مذكراته أثناء رحلة نظمتها الحكومة الليبية في شهر ابريل/نيسان الماضي إل.ى مصراتة، وانه تلقى مكالمة هاتفية قبل أسبوع أو أسبوعين من شخص ما قال انهم عثروا على الدفتر. وبعيدا عن الشأن الليبي تتذكر الاندبندنت اون صنداي احداث الحادي عشر من سبتمبر ايلول التي يمر عليها بعد ايام قليلة عقد كامل ما يزيد علي ثلاثة الاف طفل تحت عمر الثمانية عشر عاما فقدوا آباهم في الحدث الارهابي الاكبر الذي هز الولاياتالمتحدة. وتقول الصحيفة ان المتوسط العمري لهؤلاء الاطفال لا يتجاوز التاسعة كما أن عددا منهم كانوا اطفالا رضع وبعضهم لم يولدوا بعد حين وقع الاعتداء. وتقول الصحيفة إن بعض هؤلاء كانوا اطفال رجال الاطفاء او العاملين في مركز التجارة العالمي الذي تم تدميره بطائرتين قام بخطفهما ارهابيون تابعون لتنظيم القاعدة.