أوضحت صحيفة "إندبندنت " البريطانية أن الوثائق التي تم اكتشافها اليوم الأحد في ليبيا كشفت عن علاقات سرية ومتميزة اتسمت بالدفء بين الزعيم الليبي معمر القذافي وبريطانيا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وقالت الصحيفة -في تقرير أوردته اليوم الأحد على موقعها على شبكة الإنترنت- إن وثيقة سرية وجدت في مكتب وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا ومكتب مخابرات العقيد الليبي أفادت بأن بريطانيا ساعدت في اعتقال عبد الحكيم بلحاج أحد قادة المعارضة ضد نظام القذافي قبل أن يتم إيفاده لليبيا التي تعرض فيها للتعذيب.وأوضحت الصحيفة أن تورط لندن في تسليم بلحاج -القائد العسكري للثوار في طرابلس حاليا- لليبيا تم الكشف عنه في خطاب أرسله أحد ضباط الإستخبارات الخارجية البريطانية (ام اي 6) لكوسا يذكره فيه بدور المخابرات البريطانية في اعتقال بلحاج الذي كان يتزعم آنذاك الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة قبل أن يتم إيفاده إلى ليبيا في عملية تسليم أدارتها واشنطن. ونقلت إندبندنت نصا من الخطاب الذي جاء فيه "هذا أقل ما يمكن تقديمه لكم ولليبيا للبرهنة على العلاقات المتميزة التي بنيناها خلال السنوات الأخيرة". وأردفت الصحيفة بالقول إن العلاقات بين نظام القذافي وليبيا كانت وثيقة للدرجة التي دفعت العديد من وكالات الإستخبارات في غرب أوروبا للاستفادة من خدمات المخابرات الخارجية البريطانية بهدف التقرب من الليبيين ومن ثم الحصول على المساعدة في تتبع هؤلاء الذين تشتبه تلك الوكالات في تبنيهم للارهاب ، كما طلبت المخابرات السويدية والإيطالية والهولندية من نظيرتها البريطانية المساعدة في التواصل مع طرابلس. وتضمنت وثائق أخرى -تناولتها إندبندنت- طلبات بريطانية ملحة للاستعلام عن أبو حمزة الليبي المشتبه في انتمائه لتنظيم القاعدة والذي تنقل بين إيطاليا وهولندا وصولا للمملكة المتحدة لجمع جوازات سفر بريطانية مزورة لتوصيلها لإيران.وكان الليبي قد اشتبه في تورطه في الهجوم الذي استخدم فيه غاز السيانيد السام في روما عام 2002 ، كما قامت بريطانيا بإحتجازه لفترة قبل أن تطلق سراحه في يناير 2010 ، ومن المعتقد أن يكون أبو حمزة الليبي قد لقي مصرعه في حادث دراجة نارية في لندن بعد الإفراج عنه بنحو 8 أشهر. من ناحية أخرى .. ذكرت الصحيفة البريطانية أن توني بلير كان وثيق الصلة بنجل العقيد القذافي سيف الإسلام ، حيث كشفت إحدى الوثائق أن بلير ساعد سيف الإسلام في الحصول على درجة الدكتوراه من مدرسة لندن للاقتصاد بطرق شتى ، وهو الأمر الذي نفاه المتحدث بإسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أمس السبت.ويذكر في هذا الصدد أن سيف الإسلام -الذي جمعته علاقات وثيقة بتوني بلير وحليفه بيتر ماندلسون وفقا للصحيفة- كان ينظر إليه بصفته خليفة والده في قيادة ليبيا ، وذلك قبل أن تسقط العاصمة الليبية في يد الثوار الشهر الماضي ويسقط معها نظام القذافي.