تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح الأحد الأوضاع في سورية واستعداد المعارضة الليبية المسلحة للسيطرة على مدينة الزاوية الاستراتيجية وتداعيات أعمال الشغب في بريطانيا. صحيفة الصنداي تلغراف تنشر خبرا تحت عنوان الاسد يتحدى مع استمرار قمع المتظاهرين. تقول الصحيفة ان الرئيس السوري وضع نفسه في صدام مباشر مع واشنطن يوم امس بعد ارسال الدبابات لقمع المظاهرات المناهضة للحكومة في مدينة اللاذقية، الميناء الرئيسي في سورية، وذلك بعد اقل من اربع وعشرين ساعة على تحذير وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون للرئيس السوري من اجل وقف العنف ضد المتظاهرين فورا. وتضيف الصحيفة أن السلطات السورية لجأت مساء السبت إلى قطع خطوط الهاتف والإنترنت عن اللاذقية لعزلها عن العالم الخارجي، وقال ناشطون إن المدينة شهدت إطلاق نار كثيف هز المدينة لنحو ساعة ونصف الساعة في الصباح ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل. وترى الصحيفة ان ما اسمته بالعدوان المستمر ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية سيدفع واشنطن في اغلب الاحوال الى الطلب بشكل واضح من الرئيس الاسد التنحي عن السلطة، وهو طلب تتجنبه الإدارة الأمريكية حتى الآن بسبب مخاوف من تفسيره بانه تدخل في الشؤون الداخلية لسورية. وتمضي الصحفية قائلة إن من المتوقع أن يتخذ الرئيس باراك أوباما قرارا بهذا الشأن أي المطالبة بتنحي الأسد من عدمه في غضون الأسبوع القادم، ما من شأنه تقييد هامش المناورة عند الرئيس السوري. وتواصل قائلة إن الضغوط الدبلوماسية الدولية على النظام السوري متواصلة إذ إن أوباما أصدر الليلة الماضية بيانا مشتركا مع ملك السعودية، عبد الله، يدعو إلى إنهاء النظام السوري حملة العنف الوحشية ضد الشعب السوري فورا. كما اتفق أوباما في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كامرون على أن الرئيس الأسد يفقد الشرعية بسرعة بسبب حملات القمع المستمرة التي تستهدف المحتجين. وتضيف الصحيفة أن الزعيمين عبرا عن اشمئزازهما من تعامل النظام السوري الوحشي مع الاحتجاجات الشرعية ولاسيما خلال شهر رمضان. وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة الإيرانية وهي حليف استراتيجي للنظام السوري وافقت على تمويل قاعدة عسكرية جديدة في اللاذقية بهدف تسهيل نقل الأسلحة ومعدات عسكرية أخرى إلى سورية. وتقول الصحيفة إن استمرار عدم الاستقرار في اللاذقية يمكن أن يكون مصدر إزعاج بالنسبة إلى النظام السوري وقبضته على السلطة بسبب أهميتها الاستراتيجية كميناء يطل على البحر الأبيض المتوسط. صحيفة الاندبندنت أون صنداي تناولت بدورها الشأن السوري تحت عنوان الدبابات السورية تهاجم قلب الاحتجاجات ضد نظام الأسد. يقول الخبر إن الدبابات وقوى الأمن ومسلحين من أنصار النظام (الشبيحة) انتشروا أمس في مدينتين سوريتين في محاولة منهم لنزع فتيل الاحتجاجات المتواصلة ضد النظام والمطالبة باستقالة الأسد. وتمضي الصحيفة قائلة إن أعنف هجوم شنته قوات الأمن السورية استهدف مدينة اللاذقية التي شهدت قبل يوم خروج آلاف المحتجين إلى الشوارع. وفي شأن عربي اخر تناولت الاوبزرفر تطورات القتال في ليبيا بين المعارضة المسلحة وكتائب القذافي وأوردت تفاصيل عن المعركة الدائرة للسيطرة على مدينة الزاوية. تقول الصحيفة إن المعارضة الليبية المسلحة توشك على السيطرة على المدينة وان خط المواجهة اصبح اقرب الى طرابلس اكثر من اي وقت مضى منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للعقيد معمر القذافي. وتمضي الصحيفة قائلة إن للاستيلاء على مدينة الزاوية التي اصبحت رمزا لما اسمته بالانتفاضة في ليبيا اهمية كبرى إذ تبعد نصف ساعة بالسيارة عن طرابلس، كما انها تعتبر خطا رئيسيا للامدادات لكتائب القذافي بالاضافة الى وجود عدد من القواعد العسكرية الرئيسية بالقرب منها. صحيفة الصنداي تلغراف تناولت بدورها الشأن الليبي قائلة إن حلف شمال الاطلسي (الناتو) يستهين بالدعم الذي يلقاه نظام العقيد معمر القذافي. وتنقل الصحيفة عن مسؤولين ليبيين قولهم إن تقدم مقاتلي قوات المعارضة سيتم صده قبل ان يتمكن هؤلاء من الوصول إلى العاصمة طرابلس. وتورد الصحيفة تصريحات ادلى بها للصحفيين جنرال وقع اسيرا في يد قوات المعارضة يقول فيها ان العقيد القذافي يتمتع بتاييد قبلي قوي في المناطق المحيطة بطرابلس. وننتقل الى الحدث الابرز في بريطانيا وهو اعمال العنف التي وان خفت حدتها الا ان تداعياتها لا تزال تتفاعل. صحيفة الصنداي تلغراف تنشر مقابلة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كامرون دعا فيها الشرطة الى عدم التسامح مع اعمال العنف والنهب. ووعد كامرون باتخاذ سلسلة من الاجراءات الصارمة سيتم الكشف عنها في الاشهر القليلة المقبلة لمكافحة الجريمة، واخلاء الشوارع من مثيري الشغب واللصوص كما جاء في الصحيفة. وتعهد كاميرون بدعم أسلوب عدم التسامح. صحيفة الاوبزرفر الاسبوعية بدورها قالت في عنوان رئيسي ان خلافات تدور بين الائتلاف الحاكم حول الرد المستعجل على اعمال العنف . وأضافت الصحيفة قائلة إن جهود الائتلاف الذي يضم حزبي المحافظين والديموقراطيين الاحرار تصطدم بانقسامات في الوقت الذي دعا فيه مسؤول كبير في حزب الديموقراطيين الاحرار الى وضع حد لردود السياسيين المستعجلة. وفي اشارة جلية الى التوتر في الائتلاف والكلام للاوبزرفر اكد سايمون هيوز نائب حزب الديموقراطيين الاحرار ان الحلول على المدى البعيد تكمن في دعم المجتمعات المحلية عن طريق توفير فرص العمل واعادة توزيع الثروة وليس تقليص المساعدات.