تنوعت اهتمامات صحف الأحد البريطانية ما بين قضايا داخلية كان في مقدمتها تراجع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن خطط إصلاح التأمين الصحي وقضايا أخرى عالمية كالأوضاع في سورية وليبيا وأعمال العنف في ساحل العاج. ونشرت صحيفة صنداي تلجراف موضوعا تحت عنوان داخل الأسرة الحاكمة في سورية وبجانب المقال صورة للرئيس السوري بشار الأسد وزوجته. وتقول الصحيفة إنه عقب اندلاع احتجاجات لم يسبق لها مثيل في سورية منذ 30 عاما، أعطى الرئيس السوري بشار الأسد انطباعا الأسبوع الماضي خلال خطابه الذي أدلى به بأنه زعيم يشك في ذاته ومتردد أي عكس الصورة التي كان يظهر بها منذ توليه مهام سلطته. وأوضحت الصحيفة أنه منذ شهرين فقط ظهر الأسد مطمئنا وواثقا من أن حمى الثورات والاحتجاجات التي انتشرت في المنطقة لن تؤثر على بلاده ولكن شعبه الذي خرج في تظاهرات متحديا أحد أكثر الأنظمة قمعا تسبب له في حالة ارتباك كبيرة. وذكرت الصحيفة أن ما حدث بعد ذلك ليس بمشهد جديد فقد خرجت قوات الأمن واستهدفت المتظاهرين وتسببت في سقوط عشرات الضحايا وفي الوقت ذاته اختفى الأسد الذي لا يكف التلفزيون الحكومي عن متابعة أخباره عن الأنظار تاركا شعبه في هذا الوقت الحرج. ثم جاء خطاب الأسد مخالفا للتوقعات وعلى عكس الأنظمة القمعية الأخرى في المنطقة التي حاولت استرضاء المتظاهرين وتقديم تنازلات، أعلن الأسد التحدى ضد معارضيه وظهر في صورة ديكتاتور عنيد على الرغم من أن بعض دول الغرب مازالت تنظر إليه كرئيس معتدل حتى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت عنه قبل خطابه بيومين إنه مقيد من قبل المتشددين داخل النظام . ولكن مسؤولين سوريين سابقين وأفراد من عائلته قالوا للصنداي تلجراف إن هذه صورة مغايرة للواقع، فبشار الأسد هو أشد المعارضين للتغيير داخل النظام . وأضاف المسؤولون أن الأسد لم يتوافق مع المتشددين داخل النظام نتيجة لضغوط وما يشاع عن تقييده من قبل الحرس القديم ما هي إلا شائعات أطلقها مسؤولون في إدارته وخدعوا بها الغرب. ونشرت صحيفة الأوبزرفر مقالا عن العملية العسكرية في ليبيا تحت عنوان واشنطن تسحب قواتها من منطقة حظر الطيران على ليبيا . وتقول الصحيفة إن واشنطن تبدا في سحب طائراتها وسفنها المشاركة في العملية العسكرية لفرض منطقة حظر الطيران على ليبيا وذلك مع وصول المعارك بين قوات القذافي وقوات المعارضة إلى طريق مسدود. وتعكس هذه الخطوة حالة الشك بين مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن قدرات وطبيعة عمل المعارضة الليبية. وذكرت الصحيفة أنواع الطائرات التي تم الإعلان عن سحبها ومعظمها طائرات ذات طبيعة هجومية من طراز ثاندربولت التي كانت تستخدم لتأثيرها المدمر ضد دروع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وأشارت الأوبزرفر إلى أن انسحاب القوات الأمريكية يأتي وسط خلافات بين قوات التحالف الدولي على أساليب الهجوم المتبعة علما بأن فرنسا تضغط بشكل دائم لتصعيد التدخل العسكري. الصحيفة ذاتها تناولت صراعا آخر في القارة ذاتها وهو الصراع الدائر في ساحل العاج وكتبت الصحيفة تحت عنوان ساحل العاج قد ينزلق إلى فوضى والعنف العرقي يخلف 800 قتيل . وينقل مراسلو الصحيفة الصورة القاتمة للأوضاع في أبيدجان العاصمة التجارية لساحل العاج حيث تصاعدت المعارك بين قوات الحسن واتارا وقوات لوران باغبو وهو الأمر الذي يهدد حياة آلاف المدنيين الذين يواجهون حاليا نقصا حادا في الإمدادات الغذائية والطبية. وأشارت الصحيفة إلى أعمال العنف العرقية التي أسفرت عن مقتل 800 شخص على الأقل في بلدة في بلدة دويكوي الواقعة غرب البلاد على الرغم من تواجد المئات من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هناك. وذكرت الصحيفة أن منظمات حقوقية دولية طالبت وتارا التي تسيطر قواته على 80 بالمائة من البلاد السيطرة على هذه القوات عن طريق رسالة واضحة للقادة الميدانيين بأن أي تجاوز في حق المدنيين سيواجه بالعقاب. ونقلت الصحيفة تحذيرات الأممالمتحدة من أن عدد ضحايا الصراع المسلح في ساحل العاج قد يصل إلى الآلاف وليس المئات في ظل انعدام وجود حل للأزمة في البلاد. صحيفة الاندبندنت أون صنداي تناولت على صفحتها الرئيسية قضية من قضايا الشأن الداخلي وكتبت تحت عنوان كاميرون يتراجع عن إصلاحات قطاع الصحة عن الإعلان المرتقب لرئيس الوزراء البريطاني والذي وصفته الصحيفة بالمهين لتعليق برنامج الحكومة لإصلاح الخدمات الصحية. وتقول الصحيفة إن موقف كاميرون محرج للغاية حيث سيضطر للتدخل في سياسة أحد وزراء حكومته ويعترف علنا بوقوع أخطاء في خطط وزير الصحة اندرو لينسلي. وأشارت الصحيفة إلى أن كاميرون سيضطر إلى إعلان تعليق خطط حكومته لإصلاح برامج الرعاية الصحية والاجتماعية في محاولة منه لطمأنة المرضى والأطباء بل وحتى أعضاء مجلس العموم البريطاني. ونشرت صحيفة صنداي تلجراف على صفحتها الأولى تحقيقا علميا قد يثير دهشة القراء تحت عنوان بقرات معدلة وراثيا تنتج حليبا بشريا . ويكشف التحقيق عن نجاح فريق من العلماء من تعديل حوالي 300 بقرة جينياً لتنتج حليباً يشبه حليب البشر سيتوفر في الأسواق خلال عامين. وأوضحت الصحيفة أن حليب البشر يحتوي على نوعين من المغذيات التي تساعد في تعزيز نظام المناعة والجهاز العصبي المركزي لدى الأطفال، ولا تتوفر هذه المكونات في حليب البقر والماعز. وأشارت الصحيفة إلى أن جماعات المحافظة على حقوق الحيوان احتجت بشدة على هذه التجارب وتساءلت عن سلامة الحليب الذي يتم انتاجه من أبقار معدلة وراثيا وتأثير هذه التجارب على صحة الماشية. ولكن رئيس فريق العلماء الباحث لي نينج يقول إن التقنية الجديدة ستتيح توفير البروتينات الصحية الموجودة في الحليب البشري للمستهلكين العاديين بأسعار معقولة . وأضاف أن حليب الأبقار المعدلة جينياً سيكون آمناً بقدر حليب البقر العادي.