بايدن: كنت متعبا أثناء المناظرة مع ترامب وما زلت نفس الرجل الذي تولى الرئاسة    المجلس الوطني الفلسطيني يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي في جنين    قوات الدفاع الجوي الأوكرانية تسقط 4 صواريخ روسية موجهة شرقي البلاد    بايدن: سأستمر في السباق الرئاسي وسأفوز بولاية ثانية    «بايدن» يتهرب من الإجابة على سؤال بشأن خضوعه لفحص عصبي    جمال علام: قادرون على تحقيق أحلام المصريين في أولمبياد باريس    «مش عارف تنظم لعيبتك».. إبراهيم سعيد ينتقد مجلس الزمالك بعد عقوبات كاف (فيديو)    خالد جلال: دكة بدلاء الزمالك وراء تراجع مستوى الزمالك    تشكيل فنزويلا الرسمي ضد كندا في كوبا أميركا 2024    وزير التربية والتعليم يوضح أهم التحديات التي تواجه الوزارة    الارصاد: طقس اليوم حار رطب نهارا مائل للحرارة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمي بالقاهرة 35    احتفالات السنة الهجرية الجديدة 1446 في لبنان    محمد ثروت يتحدث عن كواليس فيلمه الجديد أوسكار عودة الماموث: مثلنا مع كائن غير موجود    أول ظهور علني لرئيس وزراء سلوفاكيا منذ محاولة اغتياله.. ماذا قال؟    «بايدن»: خضعت لفصوحات كورونا قبل مناظرة ترامب.. كنت أعاني من نزلة برد شديدة    نتيجة الدبلومات الفنية 2024 "عاااجل" الدور الأول عبر بوابة التعليم الفني برقم الجلوس    بيزنس حفلات التخرج.. رقص وجلسات تصوير وعروض فنية    ماكرون يشيد بمستوى المنتخب الفرنسي خلال مواجهته أمام البرتغال في «يورو 2024»    محمد حماقي يحيي حفل كامل العدد في بورسعيد.. صور    وزير الثقافة الأسبق عبدالواحد النبوي: دار الوثائق بها 110 ملايين وثيقة ترجع للعصر الفاطمي    6 أعمال احرص على فعلها قبل صلاة الفجر.. تغفر ذنوبك وتوسع رزقك    منال الوزيرة ال 12.. ومشاكل المحليات    ملف مصراوي.. زفاف نور الشربيني.. وتأهل إسبانيا وفرنسا لنصف نهائي يورو2024    بعد دقائق.. ثروت سويلم ينفي نفسه بسبب الأهلي وبيراميدز (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت 6 يوليو 2024 بالصاغة    أيمن الجميل: نجاح المشروعات الزراعية الجديدة بالأراضي الصحراوية يفتح الباب لمضاعفة الرقعة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي    جولة ميدانية مفاجئة لمحافظ سوهاج الجديد عقب تسلمه المهام.. قرارات وتوجيهات مهمة    مصرع شخصين وإصابة 7 في حادثي سير بالمنيا    الغرفة التجارية: لا يوجد أي مؤشر لانخفاض أسعار السيارات في السوق    عبد الرحيم علي يهنئ ماجد موسى بقرار مد خدمته رئيسًا لجمارك مطار القاهرة    استمرار تراجع أسعار الدواجن اليوم السبت 6 يوليو 2024    اتهام محامِ شهير بالتعدي على «فتاة» داخل مكتبه في الهرم (تفاصيل)    حظك اليوم برج العذراء السبت 6-7-2024، على الصعيدين المهني والعاطفي    قرار من وزير التربية والتعليم الجديد بشأن الثانوية العامة    قصة تاريخ العام الهجري الجديد.. داعية يوضح    رأس السنة الهجرية 1446.. أجمل التهاني والأدعية    يقلل الاكتئاب ويحسن صحة العقل.. فوائد مذهلة للحليب الذهبي    تحمي القلب وتعزز الإبداع.. 7 فوائد صحية لنوم القيلولة يوميا    مرض أسماء جلال تسبب في خسارة وزنها خلال أيام قليلة.. تحذير من هذه الأعراض    عملية «شفط دهون» تنهي حياة سيدة سعودية بأحد المراكز الطبية في القاهرة    عمرو أديب يوجه رسالة للمواطنين: «إحنا تعبنا.. نستنى شهرين» (فيديو)    «خلينا ندي الفرصة للناس تشتغل».. مصطفى بكري بعد تشكيل الحكومة الجديدة    يورو 2024 - مدرب إسبانيا: نشهد إنجازا تاريخيا.. ولنرى إلى أي مدى سنصل    الأنبا إغناطيوس برزي: الأسرار المقدسة منها خمسة عمومية    تزوير توكيلات وقوة أمنية.. ماذا حدث لشقيق عصام صاصا بحدائق الأهرام؟    التصريح بدفن عامل سقط من أعلى عقار تحت الإنشاء بسوهاج    حزب الله: بهذه الصواريخ قصفنا مستوطنة مرجليوت    مترجم "فرقة العمال المصرية": البريطانيون أجبروا المصريين على العمل    الري: تعظيم الاستفادة من مياه الصرف الزراعي بترعة السويس    «هنمنع عنكم طائرات الأباتشي».. نبيل فهمي يكشف تهديد أوباما بعد ثورة 30 يونيو (فيديو)    قداسة البابا فرنسيس يبعث برسالة إلى شباب مؤتمر اللاتين بمصر    مواجهة سرقات التيار وخفض نسبة الفقد.. أهم ملفات وزير الكهرباء (فيديو)    سقوط سيارة فى المياه أثناء حفل زفاف بالدقهلية ووجود مصابين    شروط التقديم لمدارس الإنتاج الحربي 2024 بعد مرحلة الإعدادية والأوراق المطلوبة    أكثر من قرن.. حزب العمال البريطانى من النشأة إلى السلطة    الصحة العالمية تحذر من مادة مسرطنة يستخدمها الملايين    رؤية هلال شهر المحرم 1446 كما أعلنتها دار الإفتاء    شيخ الأزهر من ماليزيا: مأساة فلسطين هي جريمة إبادة تجاوزت بشاعتها كل الحدود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق- مهرجان المساعدات للقرن الافريقي تأخر كثيرا
نشر في مصراوي يوم 26 - 07 - 2011

ال ادو (كينيا) (رويترز) - يجلس مسؤول بالامم المتحدة يرتدي حلة رسمية وسط الغبار قرب مجموعة من الاكواخ في شمال كينيا وبينما تعبث الرياح برباطة عنقه يخرج جهاز الاي باد ويصور بعناية جيفة متعفنة لبقرة.
منذ ان اجتاح الجفاف منطقة القرن الافريقي وخاصة منذ اعلان المجاعة في اجزاء من الصومال تكالبت منظمات الاغاثة على السفر الى مخيمات اللاجئين والمناطق النائية بطائرات وسيارات دفع رباعي.
يرى محللون أن هذا السيرك الذي تشارك فيه منظمات الاغاثة والكيانات الدبلوماسية والاعلام ضروري في كل مرة يعاني فيها سكان افريقيا من الجوع لان الحكومات سواء الافريقية أو الاجنبية نادرا ما تستجيب قبل بدء الكوارث بفترة كافية.
والى جانب هذا فان هناك دائما تبريرا ساذجا لاسباب المجاعة وترى مجموعة متزايدة من منتقدي جهود الاغاثة أن أجزاء من افريقيا محكوم عليها بدورة لا متناهية من الانذار المبكر الذي يجري تجاهله ثم المناشدات الاعلامية وبرامج التغذية الطارئة التي تطلقها الامم المتحدة بدلا من التحول الى اكتفاء ذاتي دائم.
قال سيمون ليفن وهو محلل في معهد أوفرسيز ديفلوبمنت للابحاث في موقعه على الانترنت "على الرغم من أن هيئات الاغاثة تتأهب للاستجابة.. فان هذا جاء متاخرا كثيرا لعلاج أي شيء بخلاف أسوأ الاعراض."
وقال ليفن "الاجراءات التي كان يمكنها الابقاء على حياة الحيوانات وتقديم الحليب والدخل لشراء الغذاء.. كانت ستكون أرخص كثيرا من تغذية الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية لكن وقت تلك الاجراءات ولى مع عدم الاستثمار بها بشكل كاف."
وتقول بعض منظمات الاغاثة ان الجفاف الذي اجتاح المنطقة التي تشمل مناطق من الصومال وكينيا واثيوبيا هي الاسوأ منذ 60 عاما وتضرر منها اكثر من 12 مليون شخص. وفي أكثر المناطق تضررا في الصومال هناك 3.7 مليون شخص معرضون لخطر الموت جوعا.
وقال مستشار انساني كبير في منظمة تابعة للامم المتحدة بالمنطقة طلب عدم نشر اسمه "يبدو مرة أخرى أن الكوارث البطيئة لا تنال الاهتمام الا عندما تصبح حرجة."
ومضى يقول "يمكن أن نتفهم هذا الامر مع الكوارث السريعة لانها تظهر فجأة لكن الجفاف... لقد رأيناه من قبل وسنراه مرة اخرى."
ويمثل الرجل الذي يصور البقرة النافقة بجهاز الاي باد واحدا في سلسلة من الاجراءات المتنافرة عندما توجهت جوزيت شيران مديرة برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة لمدة يوم الى قرية صغيرة وأكبر مخيم للاجئين في العالم في دداب لمعرفة كيف يقوم البرنامج الذي ترأسه بتوصيل المساعدات الغذائية الطارئة.
سمحت شيران بالتقاط صورة لها بجوار الجيف في خطوة تخلو من مراعاة المشاعر ورسمت ابتسامة على وجهها بينما سارع العاملون في برنامجها الى التقاط الصور بالكاميرات والهواتف المحمولة وسط ذهول سكان المنطقة.
بعد ذلك أجرى مسؤولون محادثات مصطنعة مع لاجئين تم استغلالها في الرد على أسئلة من عمال اغاثة غربيين يأتون وعلى وجوههم في بعض الاحيان علامات التعاطف ودائما ما يعدون بأن بامكانهم تحسين الاوضاع.
قال اندرو كاتلي وهو خبير في شؤون القرن الافريقي في مركز فاينستاين الدولي التابع لجامعة تفتس لرويترز "في حين أن المنظمات الدولية غير الحكومية يمكن أن تكون نشطة للغاية فيما يتعلق بالاستجابة الانسانية فان الكثير منها ليس لديها استراتيجية تنيمة طويلة الاجل لتلك المناطق."
ورافق مراسلون شيران لعلمهم أنهم ربما يحتاجون تلك اللقطات المؤثرة التي يمقتها الافارقة أنفسهم للرضع الذين يعانون أكبر حالات الهزال حتى يتمكنون من لفت الانظار أو الالتقاء بأم لديها اكبر عدد ممكن من الاطفال الموتى.
لكن بالنسبة للكثير من المحللين فان هذا المهرجان الذي تحدثه منظمات الاغاثة ووسائل الاعلام يسرد القصة في القرن الافريقي بشكل ساذج ومضلل.
وهم يقولون ان من الواضح أن هناك جفافا لكن سبب فرار عشرات الالاف من منازلهم بحثا عن الغذاء هو أيضا تزايد العنف في الصومال الى جانب أن التجنيد القصري للقصر يزيد المشكلة تفاقما.
وتسيطر حركة الشباب الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة على أغلب أجزاء جنوب ووسط الصومال والتي فرضت حظرا على المساعدات الغذائية عام 2010. ومنذ ذلك الحين رفعوا هذا الحظر لكنهم أبقوا على حظر برنامج الاغذية العالمي لانهم يصفونه بأنه "جهاز تجسس".
قالت شيران أمام عمال الاغاثة في الميدان بشمال كينيا "القضية ليست سياسية" مضيفة أن الاستجابة للازمة هي الاهم الان وتابعت "الاهم هو انقاذ الارواح."
واتهمت حركة الشباب الامم المتحدة في الاسبوع الماضي بالمبالغة في حدة الجفاف وقالت انها لن تسمح لهيئات ذات "أهداف خفية" بالعودة.
ويرى محللون ان جزءا من المشلكة هو أن أغلب التمويل الذي يحصل عليه برنامج الاغذية العالمي وبعض أجهزة الاغاثة الاخرى مصدره الولايات المتحدة مما يفتح المجال لاتهامات بالانحياز.
وقال عامل اغاثة كبير سابق في منطقة القرن الافريقي "ما يهمهم حقا هو الامن في الصومال. منذ هجمات 11 سبتمبر جاءت التنمية مقابل أهداف امنية من جهات مانحة كبيرة مثل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وادارة التنمية الدولية (البريطانية)."
وتابع "القضايا الانسانية والتنمية الحقيقية كان لها المرتبة الثانية في أهدافهم الامنية."
ويقول موقع وزارة الخارجية الامريكية على الانترنت انه على الرغم من أن الوكالة الامريكية للتنمية الدولية مستقلة فانها "تتلقى توجيهات عامة ومباديء عامة للسياسة الخارجية من الوزير".
كما أن برنامج الاغذية العالمي في موقعه على الانترنت يقول ان الولايات المتحدة قدمت 45 في المئة من تمويلها الحكومي منذ بداية عام 2007 أو 7.3 مليار دولار من اجمالي 16.3 مليار دولار.
ويقول محللون انه بدون معالجة التعقيدات السياسية التي تؤثر على توسيع المساعدات بل وحتى استخدام كلمة مجاعة فسيظل من الصعب الوقاية من موجات الجفاف أو حتى التعامل معها.
وعندما تحدثت رويترز مع عدد من مسؤولي الاغاثة لم يرغبوا في نشر اسمائهم لدى انتقاد نظام الاغاثة خشية فقد وظائفهم أو أن تحظر حكومات افريقية دخولهم لكنهم قالوا ان هذا القطاع يحتاج بشدة الى اصلاحات.
وقال أحدهم "بعض هذه المنظمات موجودة في هذه المناطق منذ ما بين 20 و25 عاما وهم يفعلون اليوم ما كانوا يفعلونه قبل 25 عاما."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.