امتدت المجاعة التى حلت بأجزاء من جنوب الصومال إلى 3 مناطق جديدة فى البلاد مع احتمال إعلان جنوب الصومال بكامله منطقة مجاعة خلال الأسابيع الستة المقبلة تزامنا مع بلوغ عدد ضحايا الكارثة 29 ألف طفل قضت عليهم المجاعة خلال 3 أشهر. وأكد بيان صادر عن وحدة الأمن الغذائى التابعة لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة فى الصومال الاربعاء، أن سوء التغذية الحاد ونسب الوفيات قد تجاوزا حدود المجاعة فى منطقتى بالكاد وكادال فى شبيلى الوسطى وبين السكان اللاجئين فى مقديشو ووادى افجوى. وأوضح البيان: «الاستجابة الإنسانية الحالية ما زالت غير ملائمة مما يرجع جزئيا إلى القيود المفروضة على التحرك وصعوبة زيادة برامج مساعدات الطوارئ» مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تستمر المجاعة فى أنحاء جنوب الصومال حتى نهاية العام الحالى. وتسيطر جماعة الشباب المتمردة على معظم أنحاء الجنوب الصومالى، وحظرت العام الماضى دخول المساعدات الإنسانية وطردت العديد من منظمات الإغاثة من المنطقة مما فاقم من أزمة الجفاف. ويتدفق مئات الصوماليين المتضررين من الجفاف على المعسكرات القذرة المنتشرة فى المدينة وحولها يوميا فى تحد لأوامر المتشددين الإسلاميين الذين يسيطرون على معظم المناطق الأكثر تضررا بالبقاء فى أماكنهم. وكشفت الولاياتالمتحدة أن 29 ألف طفل صومالى راحوا ضحية الجوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث أوضحت نانسى ليندبورج من الوكالة الأمريكية للمساعدة فى التنمية خلال جلسة استماع فى الكونجرس الاربعاء: «إن المجاعة قضت على آلاف الأطفال الصوماليين دون سن الخامسة فى الجنوب خلال 90 يوما» فى أزمة وصفها السيناتور الديمقراطى كونز ب «الأسوأ فى عقدين». وقتلت المجاعة عشرات الآلاف حتى الآن، واضطر 1.5 مليون صومالى إلى النزوح داخل بلادهم و800 ألف إلى بلدان مجاورة مهددة بعض مناطقها بالجوع علما بأن كينيا تحتضن وحدها 400 ألف لاجئ صومالى فى مخيم داداب، حيث حذرت الأممالمتحدة من ارتفاع مفزع فى معدل وفيات الأطفال. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون قد طلب مؤخرا 1.8 مليار دولار لتمويل الإغاثة، فيما قررت واشنطن قبل أيام السماح لتمويل منظمات دولية أبدت استعدادا لتقديم مساعدات للمتضررين فى مناطق تخضع لسيطرة جماعة الشباب على الرغم من أن الجماعة مصنفة «أمريكيا» فى خانة الإرهاب. ورحب برنامج الأعذية العالمى التابع للأمم المتحدة بتحرك واشنطن لتخفيف القيود التى تم فرضها على الجمعيات الخيرية العاملة فى مناطق تسيطر عليها حركة الشباب فى الصومال بهدف زيادة كميات الغذاء التى تصل إلى تلك المناطق المنكوبة. وعرقلت أعمال العنف توصيل المساعدات الإنسانية إلى نحو 100 ألف لاجئ وصلوا إلى مقديشو خلال الشهرين الماضيين ليبلغ عدد اللاجئين نحو 400 ألف.