قال مصدر مصرفي مسؤول في أحد البنوك، طلب عدم نشر اسمه، لمصراوي، إن البنوك اشترت اليوم 850 مليون دولار من الإنتربنك (شبكة داخلية بين البنوك والبنك المركزي لشراء وبيع العملة) لإعادة بيعها للعملاء لتمويل العمليات الاستيرادية. وأوضحت المصادر، أن جزءا كبيرا من حركة صعود الدولار ثم عودته للهبوط أمام الجنيه جاء بعد بدء تداول شراء الدولار اليوم من خلال آلية الانتربنك، ولكن مع بدء تقليص الجنيه خسائره أحجمت البنوك عن الشراء وقامت بتدبير الدولار لعملائها دون الاحتفاظ به تخوفا من خسائر تراجع سعره. وسجل سعر صرف الجنيه انخفاضا تاريخيا مقابل الدولار خلال تعاملات اليوم الأربعاء في البنوك، ليقفز سعر الدولار لأول مرة لمستوى قياسي في حدود 32 جنيها قبل أن يعود إلى الانخفاض إلى تحت 30 جنيها نهاية التعاملات. وتواجه البنوك منذ العام الماضي تحديا بشأن تدبير الدولار لعملائها بغرض الاستيراد بسبب التبعات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية مما أدى إلى تكدس البضائع في الموانئ. ولم توضح المصادر إن كان توفير الدولار من آلية الإنتربنك تم من خلال تدخل البنك المركزي لبيع العملة للبنوك لتمويل احتياجات عملائها من الاستيراد أم من بين البنوك. وجاءت هذه التدبيرات من خلال الإنتربنك اليوم بخلاف تداول 420 مليون دولار لتمويل العمليات الاستيرادية خلال أول يومين من الموجة الثالثة لخفض الجنيه الأربعاء والخميس الماضيين. وكشف صندوق النقد الدولي في تقريره أمس عن التزام البنك المركزي المصري بنظام سعر صرف مرن يعكس ظروف العرض والطلب بالعملات الأجنبية في الاقتصاد. وأضاف الصندوق أنه على الرغم من أن البنك المركزي قد يتدخل أحيانًا في أوقات التقلب المفرط في أسعار الصرف، فإنه لن يكون هناك لجوء إلى تدخلات في أسعار الصرف أو استخدام الأصول الأجنبية الصافية للبنوك بقصد تثبيت أو ضمان مستوى سعر الصرف. وكان الدكتور مصطفي مدبولي أعلن اليوم في مؤتمر صحفيا عن خروج بضائع مكدسة في الموانيء بقيمة 1.5 مليار دولار خلال أول 10 من شهر يناير الجاري وذلك من خلال مختلف الأنظمة، سواء نظام التسجيل المسبق للشحنات "ACI"، أو من خارجه. وكان مدبولي أعلن في وقت سابق عن خروج بضائع من الموانيء بقيمة 6.8 مليار دولار خلال شهر ديسمبر الماضي لترتفع بذلك إجمالي البضائع المفرج عنها 8.3 مليار دولار. فيما قال مصدران، لمصراوي اليوم، إن صناديق عالمية (الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة) أجرت اليوم الأربعاء لأول مرة منذ سنة تحويلات بملايين الدولارات للبنوك من أجل الاستثمار في الجنيه المصري في عطاء أذون الخزانة المقرر عقده غدا الخميس، وهو ما أدى إلى حدوث حركة على سعر الدولار. ويتطلع أي مستثمر أجنبي في أذون الخزانة عند دخوله أي دولة من الأسواق الناشئة، ومنها مصر، إلى شراء العملة المحلية بسعر منخفض مقابل الدولار، والحصول على عائد مجزٍ لتحقيق مكاسب. وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، قال في وقت سابق، إن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في خروج 22 مليار دولار استثمارات غير مباشرة في أذون وسندات الخزانة خلال العام الماضي.
