أعلن رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي اليوم الثلاثاء انتهاء عمل حكومته التي استمرت طوال 14 شهرا، بسبب الخلاف مع نائبه وزعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني الذي ينتمي لتيار اليمين المتطرف. وقال كونتي في خطابه الذي طال انتظاره أمام مجلس الشيوخ " الأزمة الحالية تقوض لا محالة عمل الحكومة". وأضاف "في نهاية هذه الجلسة سأتوجه إلى رئيس الجمهورية لإبلاغه رسميا بانتهاء عمل الحكومة، وأقدم استقالتي إليه". وكانت الخلافات قد طفت على السطح بين "حركة خمس نجوم" بزعامة كونتي وبين حزب الرابطة بزعامة سالفيني واستمرت لأشهر، حول مجموعة من القضايا المهمة من بينها الضرائب والهجرة والمواصلات. ومن المتوقع أن تحاول الحركة الآن تشكيل حكومة بديلة مع الحزب الديمقراطي المعارض، وإذا فشلت الحركة في ذلك، من المرجح أن تواجه إيطاليا انتخابات مبكرة في اكتوبر أو نوفمبر المقبلين أو مطلع عام 2020. ومن ناحية أخرى قال مكتب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إن الرئيس سيجري مشاورات مع زعماء الأحزاب اعتبارا من الغد الأربعاء، لبحث ما إذا كانت هناك إمكانية تشكيل حكومة بديلة أو أن إجراء انتخابات مبكرة سيمثل مخرجا وحيدا للأزمة. وخصص كونتي قطاعا كبيرا من حديثه أمام مجلس الشيوخ اليوم لاتهام سالفيني بتخريب الحكومة والتصرف بأنانية. وقال كونتي إن زعيم الرابطة أبدى "عدم المسؤولية"، ويعرض البلاد لخطر "موجة من الغموض السياسي". وردا على كلمة كونتي غادر سالفيني – في حركة مسرحية – المقاعد المخصصة لأعضاء الحكومة وانضم إلى أعضاء مجلس الشيوخ التابعين لحزب الرابطة. وقال موجها الحديث لكونتي "أعتذر لك لأنني جعلتك تتحملني طوال عام"، ووصف كلمة كونتي بأنها "سلسلة من الإهانات". وعلى صعيد آخر أشار فابيو فويس المحلل ببنك باركليز إلى أن المسرح أصبح ممهدا "لواحدة من أكثر الأزمات الحكومية التي لا يمكن التنبؤ بتداعياتها في تاريخ إيطاليا الحديث". وأعلن مكتب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا مساء اليوم الثلاثاء أن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي سلم استقالته للرئيس.
