يوم عمل شاق للصبي، يقود دراجته النارية "توك توك" يتجول بين شوارع بلدته ذات الطابع الريفي جنوب محافظة الجيزة بحثا عن الرزق لكن ضائقة مالية ألمت به، تذكر مبلغا ماليا منحه لصديق عمره على وعد بسداده في أقرب وقت. مساء أمس السبت بحث "إسلام طارق" عن صديقه "محمود" الذي يكبره ب 5 سنوات في الأماكن التي يتردد عليها حتى عثر عليه لدى تجوله في شوارع قرية سقارة التابعة لمركز العزيزية، صافحه بحرارة كعادته وتبادلا الحديث في موضوعات عدة لكن غلاء الأسعار وحاجة كل منهما للمال كان مسيطرا على الحوار الذي دار بينهما. "يا صاحبي مش ناوي تدفع اللي عليك.. هات ال 300 جنيه اللي عليك" بشيء من الدعابة طالب ابن ال 17 سنة من صديقه "محمود" سداد المبلغ الذي اقترضه منه في وقت سابق لاسيما مرور وقت طويل دون وفاءه بوعد قطعه على نفسه لكنه ماطل في الرد وأنهى حديثه: "مالكش حاجة عندي" دون أن يدري بما ستؤول إليه الأمور لاحقا. في وقت متأخر من المساء بدت الأجواء طبيعية داخل قسم شرطة البدرشين، وصل العقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث فرقة العياط والبدرشين من جولة تفقد خلالها الحالة الأمنية بالقطاع، علامات الإجهاد جلية على وجهه، لكنه يأبى المغادرة قبل فحص بعض البلاغات على أمل أخذ قسط من الراحة والتي تبددت مع وصول إشارة من شرطة النجدة بوقوع مشاجرة ووجود قتيل بقرية سقارة. انطلق مفتش المباحث إلى محل البلاغ على رأس قوة ضمت نائبه الرائد مصطفى مخلوف والرائد أحمد عكاشة رئيس مباحث البدرشين، وعُثر على جثة إسلام طارق صلاح 17 سنة سائق "توك توك" مقيم سقارة، بها طعنة في الصدر يرتدي ملابسه كاملة. فور إخطاره وجه اللواء محمد الألفي نائب مدير مباحث الجيزة بتشكيل فريق بحث يترأسه العميد عبد الرحمن أبو ضيف رئيس قطاع الجنوب لكشف ملابسات الواقعة، وتبين نشبو مشادة كلامية بين الضحية وصديقه "محمود. ج. ع" 22 سنة، بسبب رفض الثاني سداد مبلغ 300 جنيه للأول، تطورت إلى مشاجرة، سدد خلالها "محمود" طعنة نافذة بالصدر ب "كتر" أودت بحياة الصبي. عقب تقنين الإجراءات والعرض على اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، أعدت قوات الأمن عدة أكمنة في الاماكن التي يتردد عليها المتهم، أسفرت إحداها عن ضبطه فجر اليوم الأحد، وأقر بجريمته وأرشد عن سلاح الجريمة.
