رغم أنها طفلة لم يتجاوز عمرها 11 سنة، إلا أنها قررت العمل في تربية النحل وقطف العسل لمساعدة والدها، ورغم صعوبة ومشقة العمل، إلا أن "منة" تأمل الاستمرار في العمل، وترى أنه مستقبلها الذي تعول عليه. "باشتغل في النحالة عشان أساعد بابا.. وإن شاء الله هفضل أساعده لأن ده مشروعي أنا وإخواتي.. بانظم وقتي في دراستي ودروسي وعملي".. تقول "منة محمد"، التلميذة في الصف السادس الابتدائي، وتقيم بقرية المنشأة الكبرى، التابعة لمركز قلين بكفرالشيخ ل"مصراوي"، لتصف عملها. تقول منة إنها في بداية الأمر كانت تخاف من النحل وتخشى الاقتراب منه، لكن والدها علمها الأمر جيدًا حتى اتقنته وظلت في العمل على مدار عام كامل على الرغم من مشقته وصعوبته، لكنها تحدت ذلك وأصرت على الهدف التي عملت من أجله، واصفة عملها الحالي: "بقيت أنا والنحل أصدقاء". وتضيف منة ل"مصراوي": "عندما لاحظ والدي أنني أتقنت العمل في النحالة جهزلي منحل مخصوص فوق سطح منزلنا بعد مراعاة كل شورط العمل، والتي على رأسها أن يكون المكان بقرب أو وسط حقول زراعية ومنزلنا يقترب منه الحقول الزراعية فالتغذية للنحل تكون جيدة عندما يبدأ موسم ضخ العسل". وقالت الطفلة ذات ال 11 سنة ل"مصراوي"، إن أفضل أوقات عملها في المنحل يكون في الغروب، حيث تبدأ بالحصول على الأدخنة من المبخرة وتنشره في الخلية التي تفتحها لمنع النحل من لدغها. وأكدت الطفلة "منة" أن النحل له موسمين في العام الواحد، الأول في الوقت الحالي يسمى بموسم الشتاء حيث يبدأ من أول أكتوبر ويجري تغذيته من منشطات تغذية يمكن الحصول عليها من جمعيات النحل لعدم وجود حبوب لقاح في الحقول الزراعية خلال هذه الفترة، وتغذيته الطبيعية تكون مع بداية شهر نوفمبر عندما تبدأ زهور الكافور تتفتح وهى غذاء أساسي للنحل وبعد تغذيته منها يتكاثر النحل. ولفتت إلى أنه نفس الأمر مع بداية شهر ديسمبر تكون ظهرت محاصيل الموالح "البرتقال" و"اليوسفي"، فيتغذى عليها النحل لأنها عامل أساسي في تغذيته، ومن خلال ذلك يتكاثر النحل أيضًا ويظل على هذا الوضع إلى شهر مارس حتى يجرى قطف العسل خلال هذا الشهر ويعبأ في عبوات كما يرغب صاحب المنحل ويطرحه للبيع. وأوضحت الطفلة منة أنه ما بعد شهر مارس يجري تجهيز النحل للموسم الثاني ويتزامن مع موسم زراعة البرسيم، حيث يتغذى عليه النحل أيضًا ويزيد تكاثره، وفي شهر يونيو تجرى عملية قطف العسل الخاصة بالموسم الثاني، وما بعد ذلك وفي أشهر يوليو، وأغسطس، وسبتمبر، تجرى عملية تطريد النحل. وكشف والد "منة" محمد حلمي، معنى تطريد النحل وهو عبارة عن التخلص من الجزء القديم من النحل حيث يعبأ في طرود ويجرى بيعه لمتعهد متخصص، تمهيدًا لتصديره للخارج فيما يجري استخدام الجزء الجديد من النحل وهو المتكاثر من موسمي تربية النحل وقطف العسل خلال العام الواحد. ووصف ابنته "منة" بأنها "وش السعد" عليه، لتحقيقه أرباح ومكاسب عالية منذ أن عملت معه في أعمال النحالة لمساعدته رغم صغر سنها وتحملها مشقة العمل فيه.
