صدمة تنقّلت في التعليقات على حادث مقتل أسرة بمنطقة الرحاب 2 بالقاهرة الجديدة، تناقل معلومات منسوبة لجهات التحقيقات تحاول شرح ما جرى، بين تفاصيل كبيرة يحويها ما جرى، غزل أصدقاء الراحلين تفاصيل جمعت بينهم ونشروها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. لم تُصدّق هدير محمد ما قرأته، فركّت عينيها صباح اليوم حين طالعت الأخبار المنتشرة، اعتادت على قراءة اسم صديقتها نورهان عماد على القوائم الدراسية، لكنها لم تستوعب كيف وصل إلى قائمة تحمل أسماء ضحايا حادث مؤلم. دار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل إلى أصدقاء محمد عماد وشقيقته نورهان، نوبة حُزن دخلها المُقربين من الراحلين، لم تُسعفهم الكلمات للحديث عنهما، تحّل آثار الصدمة بين طيات كلامهم. صباح اليوم عثرت الأجهزة الأمنية على جثامين أسرة مكونة من خمسة أفراد مقتولين داخل فيلا خاصة بهم بمنطقة الرحاب 2 بالقاهرة الجديدة. واتهمت التحريات الأولية لجهات التحقيق الأب "عماد س."، 56 سنة رجل أعمال، بقتل زوجته "وفاء ف." 43 سنة، وأولاده "محمد" 22 سنة، و"نورهان"، 20 سنة، و"عبد الرحمن" 18 سنة، بالرصاص ثم الانتحار داخل ڤيلته لتعثره مالياً. تعرفت هدير على نورهان منذ ثلاث سنوات من خلال دراستهما داخل كلية سياسة واقتصاد بجامعة المستقبل، كانت علاقتها بالراحلة تتسم بالخِفة، تتلعثم بينما تحكي عنها بأنها لم تؤذِ مشاعر أحد، بينما كانت تتحلى بالوداعة. في يناير الماضي، كان الحساب الخاص للراحلة نورهان يمتلأ بالمحّبة والأمنيات الطيبة، حّل عيد ميلادها فما كان من أصدقائها سوى كتابة ما يتمنو أن يتحقق لرفيقتهم في عامها الجديد، لم تكن تُدرك هدير أن بعدها بثلاثة أشهر، لن ترَ صديقتها مجددًا ولن تجد الأمنيات طريقها إلى الواقع، تتمنى فقط أن يكون لها نصيبًا من تلك الأمنيات في مكان سكنها الجديد. قبل أيام؛ التقط عمرو يوسف صورة جديدة لمحمد عماد، أحّبها الأخير لكنه "ملحقش ينزلها على الفيسبوك"، لأول مرة ينشر لصديقه دون رد "مين هيقولي تاني إنت بتصور حلو؟"، يكتب يوسف بوجع على صفحته بموقع التواصل الأزرق، بينما يحكي بأن مكان التصوير الأخير نال إعجاب عماد "لكن أكيد إنتَ في مكان أحلى منه دلوقتي". غموض يكتنف الحادث، ينزعج يوسف من تسرع وسائل الإعلام بنشر تفاصيل غير معروف صحتها "ياريت نستنى تحقيقات المباحث وكل شئ هيبان"، يُحذر أصدقائه بينما يتذكّر الخطط التي أعدّها مع صديقه الراحل للصيف الحالي "طيب ده ينفع؟ دا خلاص الصيف جاي والمفروض إننا مسافرين سوا زي السنة اللي فاتت.. الله يرحمك يا حبيبي".
