هو رجل عجوز في الستينيات من عمره، نشأ في قرية سنهور التابعة لمركز دسوق بكفر الشيخ، يعرف وسط أهالي قريته ب"الخليفة" وهو لقب توارثه عن والده، والمقصود به، قيادته المواكب الشعبية الخاصة بالاحتفال بالمولد النبوي، مستقلاً حصانًا ومرتديًا زيًا معينًا. "28 عامًا وأنا ملقب بالخليفة.. والناس ما تعرفنيش غير بكده "الشيخ سعيد الخليفة".. بتلك الكلمات بدأ "سعيد محمد محمد" حديثه ل"مصراوي"، موضحًا أنه نال لقب الخليفة لكونه متوارثًا قيادة موكب الاحتفال بالمولد النبوي عن والده وجده. وقال "الخليفة": "أعمل بهذا العمل سنويًا، كونها عادة تعودنا عليها من أيام الجدود، محبة في النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث كان والدي، رحمة الله عليه، يمارس دور "الخليفة"، والأمر ليس للشهرة، أو للشو الإعلامي، وإنما محبة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرتي وبعض الأسر من الجيران والأحباب يتمسكون بإحياء تلك الذكرى". وأضاف: "طوال ال 11 يومًا الأولى من شهر ربيع الأول، أي قبل حلول ذكرى ميلاد خير الأنام صلوات الله عليه، وعلى مدار 28 عامًا، أقيم أمسيات دينية يومية في هذه الأيام بمنزلي، حيث يتجمع الأصدقاء والأحباب، من أهل قريتي، للمشاركة في هذه الأمسيات اليومية، تتضمن آيات قرآنية، وابتهالات دينية عبارة عن مدح في حب الرسول وحلقات ذكر". وتابع قائلاً: "في يوم 11 من ربيع الأول، نحن نسميها كمحتفلين بالمولد النبوي، ب"الليلة الكبيرة"، ويكون لها احتفالات خاصة، حيث يجري عمل شادر كبير يشمل مفروشات وأنوار وزينة، ومكبرات صوت، حيث تجرى فيها حلقات ذكر، ويكون هناك اتفاق مع أحد المنشدين الدينيين، لإقامة الاحتفال في هذه الليلة، ويكون الإنشاد مدحًا في حب الرسول وتقدم للمشاركين به مشروبات "شاي وقرفة". وأكد أنه في يوم 12 ربيع الأول، وهو ذكرى مولد الرسول، يجرى تنظيم موكب "الخليفة"، من خلال استقلاله الحصان، مرتديًا زيًا معينًا "جلباب وعِمة" ويطوف شوارع قريته، وبجواره مجموعة من "المحبين" للرسول، وآل البيت وينتهي الموكب أمام ضريح أحد الصوفية وهو "الشيخ محمد بن هارون" في القرية ذاتها.
