يستعد إقليم كردستان بعد ساعات لإجراء استفتاء على الاستقلال عن الدولة العراقية، وسط ترقب من القوى الإقليمية والعالمية، التي أعلنت رفضها للاستفتاء الذي اعتبرته بغداد مخطط لتقسيم العراق، ووسط خشية من اضطرابات في أعقاب تحذيرات متتالية من دول الجوار التي تعارض الانفصال بشدة. وفي أربيل، كبرى مدن اقليم كردستان ومعقل رئيسه مسعود بارزاني الذي دعا في يونيو إلى الاستفتاء، تزين الأعلام الكردستانية المنازل والمباني والسيارات، غير أن غالبية الذين سيدلون بأصواتهم، عبروا عن مخاوفهم من تبعات هذه المبادرة على الإقليم، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وأعلنت حكومة اقليم كردستان، يوم غد الاثنين عطلة رسمية، في كل اقليم كردستان والمناطق المشمولة بالاستفتاء. ويشمل الاستفتاء محافظات الإقليم الأربع أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة، بالإضافة إلى المناطق المتنازع عليها، والتي وردت في المادة 140 من الدستور العراقي، وتقع غرب وجنوب وشرق إقليم كردستان. أما كركوك فهي من أهم المناطق المتنازع عليها بالنسبة إلى الطرفين بالنظر إلى أنها غنية بالنفط. ويؤكد الأكراد مرارًا أنها تعود لهم تاريخيا قبل أن يطردهم منها صدام حسين ويوطن عشائر عربية فيها. كما نصت المادة 140 على أنه كان من المفترض أن يجري الاستفتاء عام 2007 لتحديد مصير هذه المناطق، إلا أن حكومة نوري المالكي تخاذلت عن تطبيق هذه المادة. وبعد دخول تنظيم داعش إلى هذه المناطق، استعادت البيشمركة السيطرة عليها ووضعتها تحت حمايتها. ورسم الإقليم خطة مستقبلية في حال الانفصال، إذ أصدر وثيقة سياسية تتألف من 15 فقرة تتضمن الحقوق القومية والسياسية والطائفية والثقافية والإدارية لمكونات كردستان، وتمت صياغتها من قبل ممثلي المكونات الطائفية والقومية والدينية الموجودة في الإقليم. وبدأ الاستفتاء بشكل فعلي مساء أمس السبت، للأكراد المقيمين خارج العراق، حيث أعلنت حكومة كردستان أن الإقبال على الاستفتاء كان واسعًا لكنها لم تعلن الأعداد الرسمية التي تقدمت للاقتراع في الخارج. وبدأت المفوضية المستقلة للانتخابات والاستفتاء، التابعة للإقليم أيضًا توزيع صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، على المراكز ومخيمات النازحين في محافظة كركوك، في وقت يؤكد فيه أكثر من مسؤول كردستاني على أن الاستفتاء سيجري كما هو مقرر في موعده، وذلك بعد انتشار أنباء حول موافقة أربيل على تأجيله. وفي السياق قتال مسعود بارزاني في كلمة له اليوم، إن الحكومة المركزية هي التي أرغمت الإقليم على إجراء الاستفتاء، قائلًا إن الشراكة مع بغداد انتهت، وأنه لا توجد شراكة حقيقية في العراق، بحسب "روسيا اليوم". وأضاف: "سعينا كثيرًا لمعالجة هذه الأوضاع مع بغداد والمجتمع الدولي، لكن بغداد هي من رفضت قبولنا". من ناحيته، شدد الوزراء العراقي شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مجددا على أن بغداد لن تتعامل مع الاستفتاء في كردستان ونتائجه، مضيفًا أنه ستكون هناك خطوات لاحقة لمواجهته. وأكد العبادي أن التفرد بقرار يمس وحدة العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة عبر إجراء الاستفتاء على الانفصال من طرف واحد، هو قرار مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه وستكون لنا خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد ومصالح كل المواطنين". ورغم أن المجتمع الدولي تقريبا يرفض الاستفتاء أو يطالب بتأجيله ويحذر من تبعاته على المنطقة، تأتي إسرائيل في الجهة المقابلة معلنة تأييدها لانفصال الأكراد عن العراق.