الحديث عن ما وصفته صحف الخليج ب"انتفاضة عُقلاء آل ثاني ضد نظام الحمدين" كان أبرز ما يُميّز أعدادها الصادرة اليوم، الثلاثاء، بعد إعلان الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، نجل أول وزير خارجية قطري، دعمه صراحة لدعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى اجتماع وطني لتصحيح الأوضاع في قطر، وتأكيده في بيان مُصوّر أن السكوت على ممارسات النظام القطري بات أمرًا مستحيلًا. وأكّدت الصحف أن بيان الشيخ سلطان -الابن الثامن للشيخ سحيم بن حمد بن عبدالله آل ثاني- أضفى مزيدًا من العُزلة التي تعيشها قطر ويواجهها تنظيم "الحمدين"، مُشيرة إلى أن وضع الدوحة "الحَرِج"، في ظل انتقال الأزمة للداخل، يمثل بداية النهاية لحكم نظام الحمدين. "مزيد من العُزلة" في تقرير حمل عنوان (عقلاء آل ثاني ينفضّون تباعًا عن "الحمدين")، قالت صحيفة "الخليج" إن الشيخ سلطان بن سحيم، أضاف مزيدًا من العُزلة التي يواجهها تنظيم الحمَدين بين أسرته، وكشف بلغة حازمة وحاسمة الوجه القبيح للتنظيم، والنظام القطري، بمُطالبته الشعب القطري بالتوحد لتطهير الدوحة من هذا النظام. وأضافت الصحيفة أن "الشيخ سلطان أكّد، وبكلمات هادئة، أن الحكومة القطرية سمحت للدخلاء والحاقدين ببث سمومهم في كل اتجاه، حتى وصلنا إلى حافة الكارثة، وهو ما دفعه للخروج والحديث إلى الشعب القطري، وأمله في الأسرة الحاكمة والأعيان الاستجابة لدعوة الاجتماع". "بداية النهاية" أما صحيفة "البيان" الإماراتية فاعتبرت إعلان الشيخ سلطان بمثابة إشارة على أن المعارضة القطرية اكتسبت زخمًا كبيرًا بعد يوم من إطلاق الشيخ عبدالله آل ثاني الدعوة إلى اجتماع للتباحث في الأزمة القطرية ووضع حد للمسار الخاطئ الذي ينتهجه تنظيم الحمدين. وقالت إنه من الواضح أن النهاية الدرامية لحاكم قطر قد اقتربت مع انفجار الوضع في قطر إلى الحدّ الذي يعوق قادة الدوحة لحصره، وسط غضب قبيلة "آل مُرة" -المكون القبلي المهم خليجيًا- ونشاط المعارضة، ودعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لأهله أن ينقذوا بلدهم. وأكّدت الصحيفة الإماراتية، نقلًا عن مُحللين، أن حكومة الدوحة في وضع حرج، في ظل انتقال الأزمة للداخل، ما يمثل بداية النهاية لحكم نظام الحمدين، مُبينة أن الفرصة حانت الآن أمام الأمير القطري ليواجه أخطاء إدارته للأزمة بدلًا من الأكاذيب، واستخدام بيوت خبرة تستنزف طاقة بلاده. وأضافت أن هناك خيارين الآن أمام قطر.. إما الانهيار أو القبض على تنظيم الحمدين الذي يقف خلف كل حريق اندلع في الدول العربية. "استجابة وترحيب" وتحت عنوان (عقلاء وكبار قطر ينتفضون)، قالت صحيفة "اليوم" السعودية إن بيان الشيخ سلطان يُمثل استجابة وترحيب جديدين من قِبل عدد من عقلاء وكبار الأسرة القطرية الحاكمة بدعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني الشعب القطري للوقوف صفًا واحدًا ضد الإرهاب. وأوضحت أن البيان لاقى قبولًا واسعًا لدى المعارضة القطرية، مُشيرة إلى تصريحات الناطق باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، التي أكّد فيها أن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يقود تصحيح المسار في خطوة جبارة، مشددًا على احتياج القطريين إلى من يصحح المسار لا من يؤزّمه. "ثلاث رسائل" وتحت عمود "بالشمع الأحمر"، تحدّث محمد مبارك في صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية عن رسائل بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني. وكتب يقول إن البيان يمثل تحولًا جذريًا في المشهد القطري ويعبر عن ثلاث رسائل مهمة". وذكر مبارك أن الرسالة الأولى موجّهة إلى الداخل القطري، ومفادها أن "الصمت والسكوت لن يكون هو الوضع السائد بعد الآن، وأن كبار الأسرة الحاكمة في قطر، وفي مقدمتهم الشيخ عبدالله آل ثاني، لن يقبلوا باستمرار هذا الوضع". أما الرسالة الثاني فموجّهة، بحسب قوله، إلى المجتمع الدولي، وخصوصًا القوى الدولية الكبرى التي التزمت الصمت أو دخلت مع النظام القطري في صفقات شراء المواقف السياسية، بأن "ثمة بديلًا واضحًا وشرعيًا لنظام الحمدين بات يظهر ويصعد بقوة في قطر، وأن أسرة آل ثاني هي من سيفرض هذا البديل الشرعي ويزيح نظام الحمدين عن سُدة الحكم". وتابع أن الرسالة الثالثة موجهة إلى القوى الإقليمية المجاورة ذات الأطماع التوسعية، التي زجت بأنفها في الأزمة القطرية وأرسلت قوافلها العسكرية في محاولة لتخويف دول التحالف الرباعي، ومفادها أن "الشعب القطري سوف يفرض التغيير بنفسه، وسوف يطالبهم بالانسحاب من أراضيه، ولن تفيدهم القوات التي أرسلوها بشيء، ولذا فإنه من الأفضل لهم سحب قواتهم والخروج طوعًا، حفظًا لماء الوجه قبل أن يُجبرهم الشعب القطري على ذلك".