استقبلت حارة أبو الشوارب، المتفرعة من شارع محمد علي، مولد نبيلة السيد، الذي يوافق في أغسطس عام 1938، وكان والدها يعمل متعهد أفراح، ويمتلك متجر آلات موسيقية، وهو ما جعلها تتوجه للغناء في الأفراح الشعبية، لمساعدة عائلتها. غزل البنات فتح لها فيلم "غزل البنات"، بابًا من نور دخلت من خلاله إلى عالم الفن، رغم تعلقها بالغناء في الأفراح الشعبية، حدث ذلك عندما ساعدها والد إحدى زميلاتها في دخول عالم التمثيل وهي لا تزال طفلة، أثناء بحثه عن صغيرات يشاركن في فيلم "غزل البنات"، لتظهر الفنانة نبيلة السيد، مع الفنان نجيب الريحاني داخل فصل دراسي في أحد المشاهد. وتعلقت بالفنان نجيب الريحاني إلى درجة هروبها من مدرستها الثانوية لحضور عروض فرقته المسرحية، وواظبت على حفظ النصوص إلى أن أُتيحت لها فرصة المشاركة في مسرحية "30 يوم في السجن" بعد غياب إحدى الممثلات، لينفتح أمامها باب الشهرة رغم صغر حجم أغلب أدوارها. جانا لحدنا يترجانا "عرف قيمتنا أما هجرنا وراح لغيرنا وبكانا"، عبرت تلك الكلمات التي غنتها الفنانة نادية مصطفى، عن مرحلتين من حياة الفنانة نبيلة السيد، الأولى: عندما انفصلت عن زوجها الأول رجل الأعمال، بسبب بعض الخلافات بينهما. والثانية: حين دق قلبها مرة أخرى، لتقع في حب الملحن حسن نشأت، الذي بادلها الحب أيضًا لسنوات طويلة، رغم أنه كان يصغرها ب 15 عامًا، وتُوجت قصة حبهما بالزواج. أحبت "نبيلة" الموسيقى كثيرًا وقالت عنها: "متهيألي الواحد ما يقدرش يعيش من غير ما يسمع موسيقى في كل الحالات، وكل مزيكا لها طعم ولها موقف". وكأنها كانت ترى نفسها في تلك الكلمات. كما أحبت نبيلة السيد، الفنانة نادية مصطفى، التي وصفتها بأنها فنانة بسيطة في كل شيء. القطار أضحكت نبيلة السيد، من شاهدوا أعمالها، خلال سنوات طويلة، واشتهرت بتقديم دور الخادمة في عدد كبير من الأفلام المصرية، وهو ما جعل كثيرون يطلقون عليها "خليفة وداد حمدي"، التي اشتهرت قبلها بتقديم هذه النوعية من الأدوار. حياتها الشخصية كانت تحمل الكثير من المعاناة، خاصة خلال تجربتها القاسية مع مرض السرطان، الذي قاومته باستمرارها في المشاركة في الأعمال الفنية، وعلى رأسها آخر أفلامها "القطار"، الذي عُرض بعد وفاتها، ومسلسل "كابتن جودة"، إضافة إلى آخر عروضها المسرحية، "ابتسامة وراء القضبان"، التي وضع اسمها على "الأفيش" بها كأول اسم لأول مرة في مسيرتها الفنية. طخه بس ما تموتوش تملك المرض جسدها وروحها، ولم يتخل عنها زوجها حسن نشأت، ورغم رغبة الكثيرين في زيارتها، كانت ترفض كافة الزيارات باستثناء الفنان صلاح السعدني، الذي اعتبرته شقيقًا أصغر لها، وكأنها تقول للمرض وهي تقاومه جملتها الشهيرة في فيلم "البحث عن فضيحة": (طخه بس ما تموتوش يا بوي)، ولكنها لم تصمد كثيرًا، وفارقت الحياة في 30 يونيو عام 1986.