"طُخه بس ما تموتوش يا بوي" أشهر ما قالته في تاريخها الفني القصير من خلال فيلم "البحث عن فضيحة" عام 1973، ليصبح دور "مسعدة" من أشهر أدوار نبيلة السيد حتى يومنا هذا، كسبت شعبيتها من خلال بساطتها فاستعان بها المخرجون في أدوار ثانوية مساعدة تتميز بخفة الظل والبساطة، كما تضيف إلى العمل لتترك بصمة بسيطة يتذكرها بها الجمهور، فلم تهتم يومًا لأدوار بطولة، بل فضلت الأدوار البعيدة عن التكلف. فتاة تجلس في فصل الأستاذ "حمام" تستمع لشرحه بين عدد من تلميذات فصله، ليصبح فيلم "غزل البنات" مع الفنان نجيب الريحاني وليلي مراد أول ظهور للطفلة نبيلة السيد، والتي ولدت 7 أغسطس 1938، وبدأت عملها الفني والتحقت بفرقة "ساعة لقلبك" في الخمسينيات بعد حصولها على دبلوم الفنون المسرحية في قسم التمثيل من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1949، ثم انضمت لقائمة فناني الكوميديا.
قدمت نبيلة السيد 130 عملا خلال مشوارها الفني القصير، فاشتهرت بالأدوار الكوميدية التي ظلت تلعبها لتصبح واحدة من أشهر كوميديانات السينما المصرية، وفضلت دائمًا رسم الابتسامة على وجوة محبيها ومشاهديها حتى في الأدوار الدرامية سواء بإفيهاتها الشهيرة أو بصوتها المميز القادر على الإضحاك بصورة عبقرية، فالتحقت بفرقة إسماعيل يس، وكذلك فرقة تحية كاريوكا في مسرحية "شفيقة القبطية".
وإلى جانب ذلك، قدمت نبيلة أعمالا تليفزيونية جعلت منها نجمة لامعة من خلال مسلسل "عماشة عكاشة"، والذي أدت فيه دور زوجة المعلم محمد رضا، "أهلًا بالسكان"، أيضا "عيلة الدوغري"، و"صيام صيام"، "أرض النفاق"، "سبع صنايع"، "القضية 80"، ولها عدة أعمال مسرحية متميزة، منها مسرحية "البيجاما الحمراء"، أمام الراحل سعيد صالح وكانت تلعب دور والدته وهو يلعب دور مراهق متخلف عقليا توجهه أمه، تضع له "زلطة" في يده اليمنى ليعرف الفرق بينها وبين اليسرى، وأيضا مسرحية "اتفضل قهوة"، و"مسعود سعيد ليه".
تعمدت نبيلة السيد عدم إظهار جمالها مثلما كانت تفعل من قبل زينات صدقي، رغم أن وجهها كان به مساحة جمال مصرية واضحة، لكنها اعتمدت على العمل ذاته ودورها الذي ستظهر من خلاله ليصبح لها رصيد متنوع من الشخصيات، فقدمت دور الأم وشقيقة الراقصة في "الراقصة والطبال" ودور العالمة في "خلي بالك من زوزو".
نهاية نبيلة السيد لم تختلف كثيرًا عن نهايات فناني الكوميديا التي تصاحبها بمعاناة دائمًا، فأصيبت بالسرطان وظلت تعاني منه حتى وفاتها 30 يونيو 1986.