اتهم رموز القبائل بمحافظة قنا مديرية الأوقاف وأئمتها بالقصور الدعوي، بسبب بيان وزارة الداخلية الذي أكد انتماء غالبية أعضاء الخلية الإرهابية المنفذة لتفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية للمحافظة. وذكر اللواء نظامي الشريف، أحد رموز قبيلة الأشراف، أن القوافل الدعوية لمديرية الأوقاف تذهب فعليًا إلى القرى لكن لفئة غير المستهدفة، فتذهب دواوين ومضايف كبار العائلات لإلقاء الدروس الوعظية دون حوار مباشر مع معتنقي الفكر التكفيري بقرى ومراكز محافظة قنا. وطالب نظامي الشريف بضرورة تحرك القوافل الدعوية لمديرية الأوقاف بالتنسيق الأمني للقرى لتحديد البؤر التي تنمو بها الأفكار الوهابية المخالفة لسماحة الإسلام الحقيقي . وأكد محمد حسن العجل، أحد الرموز الثقافية بقنا، ضرورة وضع بروتكول بين مديرية أوقاف قنا وجامعة الأزهر، للمساهمة ومشاركة أساتذة العقيدة ومقارنة المذاهب في تدريب أئمة الأوقاف المشاركين في القوافل الدعوية ليتمكنوا من إفحام وإقناع معتنقي الأفكار المتطرفة والمتشددة من تركها، مضيفًا: "للأسف مديرية الأوقاف لا تطور من أدائها رغم كارثية تواجد بؤر للفكر المتطرف بمحافظة قنا". وقال محمد أحمد الجبلاوي، أحد رموز قبيلة عرب الجبلاو، أن بعض المساجد التابعة للأوقاف تحتوي مكتبات تضم كتبًا داعمة لفكر جماعة الإخوان والفكر الوهابي والتكفيري، الأمر الذي يستدعي ضرورة التفتيش الجاد على المساجد لتطهيرها من دنس التطرف الذي لا يرضي الله ورسوله. وذكر محمد وافي، طالب بجامعة جنوب الوادي، أن الجامعة بمحافظة قنا بدأت تظهر بعض الأفكار المتطرفة للطلاب بها، الأمر الذي يستدعي وصول القوافل الدعوية والتوعوية لها، لتجفيف منابع تلك الأفكار. من جانبه، أشار الشيخ محمد الطراوي، وكيل وزارة الأوقاف بقنا، إلى أن القوافل الدعوية بقنا حققت نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية بملف تجفيف الصراعات الثأرية ومواجهة بؤر الفكر الشيعي بالمحافظة، مؤكدًا أن القوافل الدعوية بقنا تعمل في ضوء الإمكانات المتاحة. ولفت "الطراوي" إلى عقد عدة دورات تدريبية لدعاة القوافل لتدريبهم وإثقال كفاءاتهم، قائلًا: |كنا وما زلنا نطالبهم بكثرة الإطلاع والقراءة للإلمام بكل ما هو جديد"، موضحًا أن معتنقي الفكر التكفيري أغلبهم أصحاب حجج واهية، ويستطيع طلاب المرحلة الثانوية الأزهرية إفحامهم. وناشدت مديرية الأوقاف بتلقي أي شكاوي وإخطارات بظهور بؤر للأفكار المتطرفة بمختلف الجوانب الفكرية لمعالجتها دعويًا.
