"احالة أوراقهم إلي فضيلة المفتي" .. كانت تلك العبارة كفيلة باشعال ثورة من الغضب بالشارع البورسعيدي، وذلك عقب حكم محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد، وعضوية المستشارين طارق جاد المولى ومحمد عبد الكريم، والمنعقدة بأكاديمية الشرطة، يوم السبت، 26 يناير من عام 2013م، بمعاقبة 21 متهمًا بالإعدام شنقاً، فى قضية أحداث الاستاد الشهيرة اولتي راح ضحيتها 72 من جماهير النادي الأهلي، والتى يحاكم فيها 73 متهمًا، من بينهم 9 من قيادات الشرطة، و3 من مسئولى النادى المصرى. 53 قتيل .. لقي ما يقرب من 53 قتيل مصرعهم، في الاشتباكات التي اندلعت بشوارع المدينة الساحلية عقب الحكم خاصة بمحيط سجن المحافظة العمومي، وعدد من الأقسام والمنشأت الشرطية واستمرت قرابة الأسبوع، وتجاوز عدد المصابين في تلك الأحداث ال2816 مصاباً طبقاً لإحصائيات المنظمات الحقوقية والأهلية، في الوقت الذي تعرض فيه قسم شرطة الشرق للاقتحام ومحاولة تخريب شركة الكهرباء ومحاولات فاشلة لاقتحام السجن وقسم شرطة العرب، وتعطيل حركة المعديات بين ضفتي قناة السويس، وإطلاق أعيرة نارية علي السفن العابرة بالقناة،استغلها عدد من الملثمين المسلحين المجهولين لإطلاق النيران علي ضباط الشرطة لتهريب المسجونين بالسجون . حظر التجوال.. دفعت تلك الأحداث رئيس الجمهورية السابق، محمد مرسي، لفرض حظر اتلجوال علي مدن القناة الثلاث (بورسعيد - الاسماعلية - السويس)، بدءً من 28 يناير، فواجهها أهالي المدينة الباسلة بتظاهرات ومهرجان واحتفالات ومباريات كرة قدم أمام ديوان عام المحافظة مع جنود الجيش الثاني الميداني، لكسر حظر التجوال وتحدياً لقرارات الرئيس السابق، وردد خلالها المشاركون هتافات :"احنا الي هزمنا العدوان وبكرة هنهزم الاخوان" ، "والليلة الليلة الليلة مفيش مرواح الليلة" ، "ارحل يعني امشي يالي مبتفهمشي" ، "بورسعيد تريد اسقاط النظام" ، "الداخلية بلطجية" ، "يسقط يسقط حكم الاخوان" . جمهورية بورسعيد.. قام العشرات من أهالي بورسعيد، في 29 يناير، بتغيير لوحات سياراتهم من منطقة حرة إلي جمهورية بورسعيد ، اعتراضاً علي قوانين حظر التجول والطواريء التي فرضها الرئيس علي مدن القناة، وقام ملاك السيارات بدهان االلوحات المعدنية باللون الأسود وطمس جميع أرقامها والكتابة عليها باللون الأبيض "جمهورية بورسعيد" ، وتسابقوا فيما بينهم علي حصد الأرقام المميزة الجديدة. شارع المرحوم/ محمد مرسي .. أطلق مجهولون علي أحد شوارع المحافظة اسم المرحوم محمد مرسي، احتجاجاً علي سقوط 52شهيداً وأكثر من ألفين مصاب في أحداث العنف التي أعقبت الحكم الصادر ضد متهمي احداث مجزرة الاستاد . وقام المجهولون باستبدال حرف "الواو" من اسم شارع المرحوم محمد موسي (بنما سابقاً) ، أحد مؤسسي النادي المصري بحرف "الراء" . 20 ألف لأسرة الشهيد.. أعلن اللواء أحمد عبد الله ،محافظ بورسعيد، أنه تم التنسيق مع كامل أبو علي ،رئيس النادي المصري السابق، علي تعويض أسر الشهداء بمبلغ 20 ألف جنيه لكل أسرة مناصفة بين الجهاز التنفيذي وأبو علي . وأشار"عبدالله" أن رئيس النادي المصري أعلن تكفله لمعاش شهري لكل أسرة يبلغ 1500 جنيه لمدة 15 سنة، من خلال مديرية الشئون الاجتماعية . العصيان المدني .. دعت رابطة أولتراس النادي المصري "جرين ايجلز" إلي عصيان مدني كامل بالمدينة بداية يوم الأحد 17 فبراير ، حتي تحصل بورسعيد علي حقوقها وكرامة ابنائها المهدرة، وحقوق من أسموهم "الشهداء" والعدالة لمن وصفوهم ب"المظلومين" . واستجاب للدعوة عدد من المدارس والعاملين بالمصالح الحكومية و العاملين بترسانة بورسعيد البحرية وهيئة الميناء ومصانع المنطقة الحرة للاستثمار، كافة التجار وديوان عام المحافظة والأحياء، بالإضافة الي قيام أهالي مدينة بورفؤاد بقطع طريق شرق التفريعة، لتصاب المدينة بشلل تام في كافة الخدمات . ووضع عدد من أهالي بورسعيد العشرات من "البالونات شو " علي الممشي السياحي المطل على المجرى الملاحي لقناة السويس، تحمل عبارة "اتقذوا أرواحنا" باللغة الانجليزية، رداً علي حظر التجوال الذي فرضه الرئيس السابق عقب الاحداث التي اعقبت الحكم باعدام 21 متهماً بمزبحة بورسعيد التي نتج عنها مصرع 52 بورسعيدي بمحيط السجن والأقسام الشرطية . قسم شرطة شعبي.. أنشأ شباب شارع محمد علي الشهير بحي العرب ببورسعيد، قسماً للشرطة، رداً علي انسحاب الداخلية من شوارع المدينة بعد أحداث العنف التي اندلعت عقب جلسة النطق بالحكم في احداث الاستاد يوم 26 يناير الماضي . وتوالت الأحداث بداية من توكيلات "السيسي" ثم اشتباكات مديرية الأمن، أعقبها حملة "تمرد" وتصدر "البورسعيدية" للمشهد، وقنبلة ميدان الشهداء التي راح ضحيتها الزميل الصحفي "صلاح الدين" ومن بعدها نجاح ثورة 30 يونيو. الذكري الثالثة واليوم يمر 3 أعوام علي تلك الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة الباسلة، وصرخات المصابين وأسر الشهداء مازالت مستمرة للمطالبة باحتسابهم من شهداء ومصابي الثورة، بالإضافة إلي معاقبة المتهمين الحقيقية عن قتل واصابة ابنائهم في محاكمات عادلة، في الوقت الذي مازالت القضية معروضة أمام القضاء المصري، والجميع ينتظر ماذا سيكتب التاريخ عن هذا اليوم، وعلي من سيحكم القضاء؟.