تربيت منذ نعومة أظافري في منزل مكون من غرفتين مسقوف بالخشب لا يسع ساكنيه، عشنا 10 أفراد فيه أنا وأشقائي الستة ووالدي ووالدتي وجدتي، تحملت أعباءً كثيرة لظروفي المادية البسيطة، فكنت أنا الشقيقة الكبرى لإخوتي، وكنت أتحمل قدرا كبيرا من المسئولية فكنت لا أدفع مصروفات المدرسة وفي الجامعة كنت أصور الكتب من أصدقائي لعدم قدرتي على شرائها. كانت هي كلمات عبير تقبية ل"مصراوي" بعدما نافست الرجال فكانت هي المرأة الوحيدة بالدائرة، وحجزت لنفسها مقعد في برلمان 2015 رغم ظروفها المادية الصعبة ووجود منافسين لها من أكبر عائلات منيا القمح بمحافظة الشرقية. تقول تقبية: تربيت وسط أسرة بسيطة وعشت وشعرت بمعاناة الإنسان البسيط ومشاكله واحتياجاته الفعلية، فكنت في المدرسة لا أستطيع دفع المصروفات وكان يساعدني بعض أقاربي في دفعها، وبعد ذلك انضممت لصفوف المستحقين ولم أدفع المصروفات، وعندما كبرت ودخلت الجامعة كنت لا أقدر على شراء الكتب، وكنت أقوم بتصويرها لتوفير بعض الجنيهات البسيطة على أسرتي التي لم تتحمل، حتى حصلت على ليسانس آداب قسم صحافة. عشقت الصحافة منذ عرفت أن هناك من يحلمون بأبسط الأشياء ولا يجدوها، وحلمت بأن أعبر عنهم، ورغم أن مجموعي في الثانوية العامة كان 94.5% وكان من الممكن أن ألتحق بكلية الهندسة؛ إلا أنني فضلت طريق الصحافة والتعبير عن هموم الناس والتحقت بكلية الآداب قسم صحافة بجامعة بنها، تدربت في عدة صحف إلى أن أكرمني الله وأصبحت رئيس قسم الحوادث بجريدة الغد، بعدما تخرجت من الكلية بأقل من عام. وتضيف: "أنا أشعر بالفقراء جيدًا لأني خرجت من بين الفقراء ومررت بأصعب الظروف، لذلك قررت خوض سباق الانتخابات البرلمانية، كان مجرد حلم يراودني، لمساعدة البسطاء من خلال منصبي وبعد التعديلات الدستورية جاءت الفرصة، وخاصة بعد تقليل السن إلى 25 سنة، وأنا من أقل المرشحين دعاية والماديات كانت قليلة جدًا". ولم يكن أحد من معارفي مقتنع بي عند تقديمي للترشح، غير والدي، فكان طوال الوقت بجانبي يحمسني ويشجعني ويعطيني الأمل، ولذلك أكرمني الله من أجله وفضل دعواته لي. كنت أرى نظرات استهزاء بعيون البعض خلال مؤتمراتي الانتخابية بسبب ضعف الإمكانيات، ولكن كل ذلك لم يؤثر على طموحاتي وآمالي في الوصول لكرسي البرلمان، فتركت كل ذلك وراء ظهري وركزت في شيء واحد فقط، وهو النجاح والفوز بالمقعد من أجل خدمة الفقراء والبسطاء. وتابعت: "تلقيت تهديدات كثيرة من بعض المرشحين لكي أنسحب من الانتخابات البرلمانية بعدما نجحت في المرحلة الأولى، ووصلت لجولة الإعادة، لكن لم أخضع لذلك واستكملت طريقي وخُضت التجربة حتي وفقني الله ونجحت لأثبت لكثير من الناس أن المال ليس كل شيء فحسب، حيث أن حب الناس لا يقدر بمال أبدا. واستطردت: "أنا لا أؤمن بالخدمات الخاصة وسأعمل على المصلحة العامة وخدمة المواطن البسيط، وهناك مجموعة من القوانين محط الاهتمام أولها قانون العمل الموحد ومساواة القطاع الخاص بالقطاع العام، من حيث الحقوق والامتيازات؛ لأنني أرى أن هناك عزوفًا من الشباب عن الوظائف الخاصة، وحرصهم على الوظائف الحكومية. كما سأتطرق لمناقشة قضية الغزل والنسيج الخاصة بمدينة منيا القمح، والتي تعد قضية شائكة جدا؛ نظرًا لتشريد أكثر من 3 آلاف أسرة، وسأهتم بتقديم طلب إحاطة ليوضح جميع المسئولين أسباب وحلول تلك المشاكل. وأشارت نائبة منيا القمح، إلى أن والدها دائمًا ما كان ينصحها بألا تتردد في خدمة المواطن البسيط، وأن تعمل على تلبية المصالح العامة التي تعود بالنفع على الجميع، من خلال عملها في الصحافة وذلك ما كون لها جماهير ومحبين في الدائرة فكنت لا اتردد عن خدمة أي مواطن يطلب مساعدتي له مضيفًة: "والدي كان دائمًا ما يذكرني بأنني كنت يوما لا أستطيع شراء كتابًا، وأن أتذكر ذلك جيدًا وأكون بجانب البسطاء من المواطنين".