البرتغالي مانويل جوزيه رجل شارف على بلوغ سن ال 70 تخللها العديد من النجاحات أغلبها كانت بألون الفانلة الحمراء، جعلت منه أيقونة لدى جماهير الأهلي، وأغلبهم يلقبونه بالساحر، بعدما أطفى نوعًا من سرحه الخاص على أداء الفريق خلال فترة تولية مهمة القيادة الفنية لفريق الكرة بالأهلي. لكن كل هذا لم يكن ليشفع لمانويل جوزيه، حتى يصبح الأقرب لمجلس محمود طاهر، فمنذ تولى الرجل رئاسة النادي، ولا حديث له من قريب أو بعيد بما يفيد وجود علاقة طيبة بينهما، أو على الأقل تذكر تاريخ جوزيه المشرف مع النادي، وهذا ما ظهر في العديد من المناسبات، التي أوضحت مدى توتر العلاقة بين جوزيه وإدارة الأهلي الحالية. وبالتدقيق قليلا ستجد أن ما يحدث مع جوزيه من تجاهل من قبل إدارة الأهلي جاء نتيجة عدة أسباب سنحاول سردها في بعض النقاط. إدارة طاهر لا ترغب في رجال حمدي والخطيب عاش مانويل جوزيه سنين من الشهد الكروي مع الأهلي، بعدما احتضنته إدارة الأهلي خلال فترة تولى حسن حمدي رئاسة الأهلي بداية من عام 2002 وحتى عام 2014، وطوال تلك الفترة حصد جوزيه شعبية أكثر مما حصد من البطولات، ليصبح بعدها المدرب الأنجح في تاريخ الأهلي بدون منازع، كل هذا ربما جعل من جوزيه شخص مكروه من قبل إدارة محمود طاهر، حيث أن المجس الحالي لا يريد وجود أي شخص من رجال حمدي والخطيب، حتى لا يقال أنهم يكررون نفس التجربة، وقت حدوث أزمة في منصب المدرب. خلاف مع علاء عبد الصادق عُرف عن مانويل جوزيه طوال فترة توليه قيادة فريق الكرة بالأهلي عن خلافه الشديد مع علاء عبد الصادق، مدير الكرة السابق في الأهلي، أثناء فترة ولاية جوزيه الأولى، الأمر الذي تطور مع مرور السنوات، وأصبح من الصعب دخول جوزيه لمقر النادي بالجزيرة كمدرب للفريق، طوال فترة وجود عبد الصادق كمدير للكرة. رغبة طاهر في التدخل في ملف الكرة بعد تولى محمود طاهر رئاسة النادي الأهلي، أراد أن يرسخ دعائم حكمه داخل القلعة الحمراء، في محاولى لإحكام السيطة على كل شيء داخلها، وجعل الإشراف على ملف كرة القدم على رأس أولوياته، ولذلك حاول إبعاد اسم جوزيه عن منصب المدير الفني ، حتى يظل مسيطرًا بكامل قوته على ملف الكرة، والتدخل في القرارات. شخصية جوزيه القوية يمتلك البرتغالي مانويل جوزيه شخصية قوية، لكن لم يكن ليدري أن تلك الصفة ستكون عائق أمامه، وتمنعه من الحصول على فرصة لتدريب الأهلي خلال فترة تواجد محمود طاهر في رئاسة النادي، فالأخير وإدراته حين وضعوا قائمة بأسماء المرشحين لتدريب الفريق خلفًا لفتحي مبروك، لم يكن من بينهم جوزيه، معللين السبب بكبر سنه، ولكن من المؤكد أنه لم يكن هذا هو السبب الرئيس وراء ذلك، ولكن عدم رغبتهم في استقدام مدير فني قوي، يملي عليهم شروطه، ويمنع أي شخص من نقده أو التدخل في عمله. جماهيرية جوزيه لكل شخص كارت رابح في اللعبة، ولعل الكارت الأكثر ربحًا لمانويل جوزيه هو جماهير الأهلي، التي دائما ما لعبت دور حائط الصد الأول والمدافع عنه، ضد أي شخص، حتى رئيس النادي الحالي، وهذا ما جعل إدارة الأهلي تغض الطرف عن انجازات جوزيه، وتتجاهله في العديد من المناسبات، لمنع تمدد حبه الجارف داخل شريان جماهير الأهلي. سخرية جوزيه من إدارة طاهر من المؤكد أن شخصية جوزيه القوية كانت لابد أن تتخد موقفًا ضد كل هذه التصرفات من إدارة الأهلي تجاهه، وخاصة حينما وصفوه بالمدرب العجوز، ليخرج عليهم في أحد البرامج الحوارية مرتديًا لحية بيضاء، ليدلل بشكل ساخر أنه ليس بالعجوز كما تروج إدارة الأهلي، هذا المؤقف جعل جوزيه في خانة المغضوب عليهم من جانب إدارة الأهلي.
