على الرغم من توقف السيول والأمطار الغزيرة التي تعرضت لها الإسكندرية، إلا أن معاناة أهالي قرية الجزائر مازالت مستمرة، حيث يعيش قاطنيها في مأساة وكارثة إنسانية بعد أن تراكمت مياه الأمطار في المصارف الزراعية المحيطة بها لتجتاح المنازل والزراعات فيما يشبه"الطوفان". فبمجرد وصولك إلى الكيلو 42، بطريق الإسكندرية الصحراوي، حيث تقع القرية ستفاجئ ببحيرات من المياه المتراكمة على جانبي الطريق في استقبالك، بينما يقف العشرات من الأهالي الغاضبون منذ 4 أيام تتعالي صرخاتهم طلبا للمساعدة والإنقاذ. وعند وصولك للقرية-وهي إحدي القري التابعة لحي العامرية غرب الاسكندرية وتعتبر قرية مركزية تخدم حوالي 5 قرى أخري بمحيطها- ستجد أمامك مدخل القرية غارقا فى المياه، كاشفا حجم المأساة والأزمة التي يعيشها الآف المواطنين في "جزائر الإسكندرية". مراسل"مصراوى" قام بجولة بالقرية الغارقة لرصد معاناة الأهالي – مستخدما سيارة نقل والتى تعد وسيلة التنقل الوحيدة داخل القرية – للعبور بين شوارعها الغارقة ورصد معاناة أهلها مع السيول والأمطار. محمد حسن، مزارع، كان أول من التقيناه من قاطنى القرية المنكوبة، ليرافقنا خلال الجولة وتحدث عن الأزمة قائلا:"منذ ولدت في هذه القرية ولم يحدث لنا كارثة مثل تلك، فقد كانت مياه الأمطار سابقاً بشرة خير لري زرعنا، ولكن هذا العام جاءات كنذير خراب حيث تلف المحصول في الحقول وضاع شقى عمر الفلاحين الغلابة في القرية". وبينما تسير السيارة التى اسقلناه مع أحد الأهالي، وسط بحيرات من المياه يشير مرافقنا إلى شخص سبعيني يقف في شرفة الطابق الثاني لأحد المنازل الغارقة، ويقول :"الراجل ده كل ماشيته وزرعه راح في الأزمة وخسر كل شقا عمره ويشير له للتحدث إلينا. ويقول الرجل ويدعى سليمان محروس،:"انا خسرت كل شقا عمري اللي جمعته في 30 سنه ودلوقتي محاصر في بيتي المهدد بالانهيار تحاصرنا المياه ومحدش من المسئولين عبرنا وكل التعويضات اللي بيقولوا عليها في الإعلام كدب"، حيث ليختتم حديثه قائلاً:"حسبي الله ونعم الوكيل". "بيوتنا اتخربت ومحدش من المسئولين عبرنا".. بهذه الجملة بدأ حسن علوان، أحد الأهالي:"قائلا:"اتصلنا بكل أرقام الطوارئ اللي اعلنت عنها المحافظة وشركة الصرف الصحي ومحدش عبرنا ل3 أيام وفي الأخر بعتوا لنا عربية شفط مياه ومعملتش حاجة ومشت زي ما جت". وأوضح مصطفي رضا قائلا:" سبب المشكلة أن نوبة الري للمنطقة جاءت في موعد سقوط الأمطار وعندما غمرت المياه الأراضي الزراعية، لم يقم المزارعون بري أراضيهم"، مشيراً إلى أنه جسور المصارف الزارعية انهارت لتغرق القرية بالكامل بسبب وجودها على أرض منخفضة مما جعل المياه تنهمر من كل المصارف المحيطة علي القرية لتتوقف الحياة بجميع شوارع القرية. وبعد فشلنا فى الوصول لباقى شوارع القرية لإرتفاع منسوب المياه، كان اللافت للنظر قيام عدد من سيارات الجيش بإجلاء المواطنين من أهالي القرية بعد انهيار منازلهم للانهيار. ويبقى السؤال هل سيستجيب المسئولين لصرخات هؤلاء الأهالي وينقذ حياتهم قبل أن يتحولوا إلي رقم في عداد الضحايا.