أهالي قرية «باها» تستغيث: أنقذونا من احتلال المياه لمنازلنا قرية محرومة من الصرف الصحي البيوت أصبحت قابلة للانهيار..والكهرباء أجازة مشروع للصرف الصحي بمجهودات الأهالي قرى بأكملها في محافظة بني سويف تعيش على بحار من مياه الصرف والمياه الجوفية، وسط إهمال المسئولين في المحافظة، وعلى رأسها قرية "باها " التابعة لمركز بني سويف، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من ثلاثين ألف نسمة. ورغم اعتماد ميزانية لإدخال الصرف الصحي، تم إيصال الصرف إلى بعض قرى المحافظة، والبعض الأخر مازال محروما تماما من الخدمات بصفة عامة، وما "زاد الطين بله" هو أن تعرضت المحافظة لموجة من السيول التي على أثرها ترك الناس بيوتهم وهجروها إلي الحقول هربا من المياه التي غمرت منازلهم. أمطار لم نشهدها في حياتنا: شبكة الإعلام العربية "محيط"، شاطرت أهل تلك القرية المنكوبة حزنها، لتعرض صورا من حياة بشر بلا "حياة"، يقول عبد العليم رجب علي من سكان القرية، أن الأمطار التي شهدتها القرية بالأمس لم نري مثلها في حياتنا. وتابع : الأمطار بدأت من الظهيرة ونزلت ثلوج وعواصف رعدية، واخترقت الأمطار أسطح المنازل وسببت تلفيات في الأسطح، ومعظم "العفش" قد تلف بفعل المياه الغزيرة. ليست الأمطار وحدها .. بل الصرف أيضا: وأضاف حسين سعيد من سكان القرية، أن القرى المجاورة لقريتنا لم تؤثر فيها الأمطار؛ لأنها مزودة بخدمة الصرف الصحي، لافتا إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت في نفوق جميع الطيور التي كان يربيها في سطح المنزل بسبب الأمطار والثلوج الشديدة. وتقول نادية أحمد من سكان القرية، إن مياه الصرف الصحي "الطرنشات"، غمرت البيوت لأن كل القرية تعتمد على الخزانات البلدية لعدم وجود شبكة صرف صحي في القرية. ويؤيد فتحي كامل، ماسبق، مضيفا أن شوارع القرية تحولت إلي برك وبحيرات ولا يستطيع أحد السير بقدمه فيها، حيث أن مياه الأمطار تظل حبيسة المنازل والشوارع لعدم وجود منفذ لتصريفها. الكهرباء والمياه "أجازة": ومن جانبه، يشير طه رياض، من سكان القرية، إلى أن الأحوال الجوية السيئة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي منذ أمس وحتى الآن، فضلا عن انقطاع مياه الشرب، منوها إلى أن معظم سكان القرية يقومون بتربية الطيور والمواشي التي تحتاج إلي المياه التي لا نجدها لأنفسنا!. الأهالي هربوا إلي الحقول: وبسؤالها عن سبب تركها المنزل، أكدت فاطمة سيد أن "منزلي الذي أقيم فيه أنا وأولادي تهدم جزئيا بفعل الطقس؛ لأنه مبني من الطوب اللبن وتحيط به المياه من كل جانب. ولفتت فاطمة إلي أنها اضطرت إلى ترك المنزل هي وأولادها هربا من المياه التي ارتفعت لأكثر من خمسين سنتيمتر ولجأت إلي الحقل الخاص بها. الصرف الصحي طوق النجاة: أكد محمود عبد الكريم، أحد الأهالي، أن القرية بحاجة ملحة إلى توصيل شبكة صرف صحي بصورة عاجلة لإنقاذ مايمكن إنقاذه من المنازل. تابع عبد الكريم: إن عددا كبيرا من المنازل معرض للانهيار بفعل المياه الجوفية، وما "زاد الطين بله" هطول الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها المحافظة. بينما كشف سيد راضي، أن أحد شباب القرية فكر في عمل مشروع صرف صحي بالجهود الذاتية، ونقوم بجمع الأموال من سكان القرية لتنفيذه، مؤكدا أن هناك حماس شديد لهذا لمشروع، ولكنه يحتاج إلى دعم من الحكومة علي الأقل بتسهيل التراخيص، وتقديم أي دعم مادي وأهالي القرية سوف تكمل الباقي. وعن المشكلة الحالية، قال راضي إن الأهالي يستغيثون استغاثة عاجلة لتوفير عربات كسح للمياه؛ لأن حركة الأفراد في الشارع أصبحت صعبة. ومع هذه الحياة الغارقة في مياه الأمطار والصرف الصحي المنعدم والبيوت القابلة للانهيار، يبقى التساؤل المعتاد، ماذا تنتظر الحكومة لإنقاذ هؤلاء المنكوبين وأمثالهم؟، خاصة أن أهل هذه القرية الكرام قدموا مجهوداتهم لحل مشكلتهم فعليا مطالبين الحكومة بالمساعدة فقط، رغم أن حل المشكلة من أساسها على عتق الحكومة نفسها!.