بينما انتشرت سيارات شفط المياه لسحب بحيرات المياه التي أغرقت الإسكندرية, أمس الأول, بطرق الكورنيش وأبو قير ومناطق سموحة والمندرة ولوران ورشدي وسيدي جابر وغيرها من المناطق الراقية, ظلت هناك العديد من المناطق التي أغرقت مياه الأمطار المنازل فيها, بدون أدني أهتمام من جانب مسئولي المحافظة بسبب بعدها عن الأضواء, حيث ظلت تعاني لليوم الثاني علي التوالي من بحيرات المياه. وانتابت قاطني مناطقطوسون والزوايدة والمهاجرين وأبو سليمان والعامرية وعبد القادر, حالة من الغضب والاستياء بسبب تجاهل المسئولين لأزمتهم, ففي منطقتي الزاويد والمهاجرين, المتجاورتين بدائرة أول المنتزة, شرق الإسكندرية واللتين أغرقت مياه الأمطار شوارعهما وجميع المحال التجارية والطوابق الأرضية بهما, قام الأهالي بهما بالتجمع علي طريق العوايد السريع وقطعوه أمام حركة السيارات, مطالبين بضرورة وضع حلول عاجلة لما تعانيه المنطقتان. وقال محمد العفيفي, أحد أهالي منطقة عزبة المهاجرين, منذ الأمس ونحن نعيش في مأساة حقيقية فالمياه حاصرت القرية وعزلتنا عن المدينة, حيث لا يستطيع أحد الخروج أو الدخول بسبب بحيرات المياه, كما أتلفت المياه أجهزتنا وأثاثنا, مضيفا: هو إحنا مش بني آدمين علشان المسئولين في الحي والمحافظة يسألوا فينا ويرفعوا المية من عندنا زي ما رفعوها من الكورنيش. ولم يكن الحال بأحسن في منطقة أبو سليمان, حيث كان المشهد الرئيسي بها عشرات الأهالي الذين يقومون بنزح المياه من منازلهم بينما يحاول آخرون تطهير بلاعات, الصرف لعل وعسي تسحب ولو جزء من بحيرات المياه التي أغرقتهم. وفي منطقة كوبري الناموس يقف السيد محمد, عامل, أمام مدخل منزله الغارق في المياه, حيث تنخفض عن الأرض بنحو متر مما أسهم في ارتفاع منسوب المياه بها لما يقرب المتر ونصف المتر, حيث كان ممسكا بجردل, محاولا إفراغ المنزل من المياه بعد بناء سور من الطوب لنصف متر أمامه لحجز المياه حتي لا تغرق منزله مجددا. يقول السيد, كل شقا عمري وجهاز بنتي اللي بجمعه من سنين راح في الميه وباظ, ومقدرناش نعمل أي حاجة, مضيفا أتصلنا بالنجدة وأرقام طوارئ المحافظة ومحدش رد علينا. من جانبه قال اللواء أحمد أبو طالب, رئيس حي أول المنتزه, الأزمة كانت أكبر من إمكانيات المحافظة والحي, فالذي ساهم في تصاعد الأزمة واستمرارها هو إهمال مسئولي شركة الصرف الصحي, والذين تركوا محطات الصرف بالحي متعطلة, حيث تعمل بربع طاقتها, وعندما حاولنا التواصل مع أحدي تلك المحطات لم يجبنا أحد, مؤكدا علي أنه في حالة عملت تلك المحطات بكامل طاقتها فلن يكون هناك مشكلة. وأضاف:أبو طالب, في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي, ارسالنا سيارات بالفعل لسحب المياه ولكن لم تستطع أن تحل ولو جزء من الأزمة بسبب ارتفاع منسوب المياه وتعطل محطات الصرف. وأشار أبو طالب, إلي ان الحي أرسل في طلب شراء خمسة طلمبات سحب مياه ذات مواسير طويلة لسحب المياه من منطقتي المهاجرين والزوايدة وإلقائها بترعة المحمودية كحل مؤقت للأزمة.