كشفت برقية منسوبة إلى وزارة الخارجية السعودية، وموجهة إلى وزير الثقافة والإعلام، عن أن الكاتب الصحفي المصري الراحل أحمد رجب أبلغ السفير السعودي بالقاهرة أنه لم يقصد المملكة قط في كتابته وإنما كان يقصد دولة قطر. وقالت البرقية التي جاءت بعنوان "سري" – ونشرها موقع التسريبات الشهير ويكيليكس – إنه "افاد سفير المقام السامي في القاهرة ان وزير الآثار السابق الدكتور زاهي حواس اتصل به مفيدا بأن الكاتب المصري أحمد رجب أبلغه ان جميع ما كتبه في الفترة السابقة تحت عنوان (2/1 كلمة) في صحيفة الأخبار عن دول الخليج العربية وتقصيرها عن مساعدة مصر لم يكن يقصد به الملكة إطلاقا، وإنما يقصد به قطر فقط وأنه يكن كل محبة وتقدير للمملكة ويعرف ما قدمته من مساعدات عديدة لمصر على مدى التاريخ". وأضافت البرقية "كما أبلغ السيد حواس السفير بعد طلب منه أن بكتب هذا في عموده اليومي فقال له (أخشى أن يُفسر الأمر وكأني قبضت مالأ من المملكة.. فأجابه بأنه لا يجرؤ أحد في مصر أن يقول ذلك عنه لأن الجميع يعرف نزاهته وصراحته فوعده بذلك، وأفاد السفير بأن الكاتب أحمد رجب اتصل به هاتفيا وأقسم له أنه لا يقصد المملكة إطلاقا ولكنه يقصد قطر، مضيفا كيف يصدر منه شيء ضد المملكة والجميع بعلم مواقفها البناءة للمصربن فيها نسب وصهر، مشيرا بانه سيقوم بنشر ما يؤكد ذلك لأنه أحس بأن البعض أعتقد بأنه يقصد المملكة". وأوضحت البرقية أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رأى ظانه يجب بذل الجهد لاستقطاب مثل هذه الأقلام، قائلا: "قد يشاطرني معاليكم الرأي مناسبة بذل الجهود بصورة مستمرة في استقطاب مثل هذه الأقلام المرموقة والمؤثرة على الساحة المصرية". وبدأ موقع ويكيليكس، الجمعة، نشر وثائق مسربة لمراسلات وزارة للخارجية السعودية، تشمل أكثر من نصف مليون برقية ووثائق أخرى تتضمن اتصالات سرية مع سفارات المملكة حول العالم. وبعض ما نشره ويكيليكس تقارير مصنفة ''سري للغاية'' من مؤسسات سعودية بينها وزارة الداخلية والاستخبارات العامة. ووفقا لموقع ويكيليكس، تشتمل الوثائق على مجموعة ضخمة من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين الخارجية والهيئات الخارجية. وقال الموقع إنه نشر نحو 70 ألف وثيقة اليوم بعضها باللغة العربية، كدفعة أولى وأنه سيوالي نشر بقية الوثائق تباعا خلال الأسابيع المقابلة. وأوضح بيان نشر على موقع ويكيليكس إن مجموعة تسمى الجيش اليمني الإلكتروني شن هجوم إلكتروني على وزارة الخارجية السعودية. وحذرت وزارة الخارجية السعودية، المواطنين من "تجنب الدخول إلى أي موقع بغرض الحصول على وثائق أو معلومات مسربة قد تكون غير صحيحة بقصد الإضرار بأمن الوطن". وكتبت الخارجية السعودية على حسابها على تويتر تقول ''عزيزي المواطن الواعي: تجنب الدخول إلى أي موقع بغرض الحصول على وثائق أو معلومات مسربة قد تكون غير صحيحة، بقصد الإضرار بأمن الوطن''. وتابعت في تغريدة أخرى ''عزيزي المواطن الواعي: لا تنشر أي وثائق قد تكون مزورة تساعد أعداء الوطن في تحقيق غاياتهم''. من جانبه قال جوليان أسانج، مؤسس الموقع، في بيان، إن البرقيات السعودية تميط اللثام عن ''نظام دكتاتوري'' لم يحتفل فقط بقطع راس 100 شخص هذا العام، بل أيضا أصبح يشكل تهديدا لنفسه وجيرانه، حسب تعبيره. ويقول الموقع إن السعودية تعد من الحلفاء المقربين من الولاياتالمتحدة، ومن بين أكبر الدول التي تملك احتياطيا نفطيا، ومن أكبر منتجي النفط أيضا، مما جعل لها تأثيرا كبيرا في الساحة الدولية، على الرغم من الانتقادات التي توجه إليها في مجال حقوق الإنسان. ويقول ويكيليكس بأن الوثائق التي بدأ بنشرها تشير تبين أيضا البيروقراطية والمركزية الشديدة التي كانت تدار بها المملكة العربية السعودية. يأتي نشر الوثائق، بعد مرور ثلاثة أعوام على بقاء جوليان أسانج اليوم الجمعة داخل سفارة الاكوادور حيث مازال يواجه الاعتقال اذا ما خطا خارجها.