رجل لا يعرف المماطلة.. ربما بسبب هذا قرر خوض العملية العسكرية ''عاصفة الحزم'' ضد الحوثيين باليمن سريعًا، بدون أي مشاورات علنية، تلبية لرئيس اليمن عبد ربه منصور هادي، لردع جماعة خارجة عن الشرعية. الخطر أصبح يدق الأبواب والحروب لا تحتمل التسويف اذا ما مست أمن الوطن، منذ ان تولى ادارة شئون المملكة السعودية، خط خطوط جديدة فى سياستها حيث اوضح جليًا أنه خبير بدروب السياسة الداخلية والخارجية. الحرب ليست جديدة عليه.. ودائمًا هو من يقررها، فسبق له أن اشترك طواعية في الدفاع عن مصر ضد العدوان الثلاثي عام 1956، حيث تطوع هو وأخواه الأميران فهد وتركي لمشاركة الشعب المصري في صد العدوان الثلاثي على مصر والذي شنته انجلترا وفرنسا واسرائيل ردًا على مساعدة مصر للجزائر في مقاومتها ضد المحتل الفرنسي، وبعد انتهاء العمليات العسكرية تولى الأمير ''سلمان'' رئاسة لجنة التبرع لمنكوبي السويس، التي جمعت التبرعات من السعوديين لمساعدة المنكوبين في الحرب. لم تقف علاقته بالحروب عند هذا الحد بل شارك في حرب أكتوبر 1973، وقام بتشكيل اللجنة الشعبية لجمع التبرعات للمجهود الحربي بمصر وسوريا، وعمل على جمع التبرعات من منطقة الرياض التي تولى إمارتها آنذاك. الحرب مقترنة باسم الملك منذ صغره، الذي تولى مقاليد الأمور في المملكة العربية السعودية- منذ شهرين فقط، إثر وفاة شقيقه الأكبر الملك عبدالله بن عبدالعزيز العاهل السابق للسعودية - فى وقت صعب خاصة مع تزايد وتيرة الاحداث في اليمن وتصاعد تهديد الحوثيين للمملكة، وحالة الشتات العربي والخلاف الايراني المستتر، إلا أن ذلك لم يمنعه من اتخاذ القرار الاصعب له منذ توليه شئون الحكم وهو إعلان الحرب على الحوثيين فى اليمن وانتقال الحرب من مرحلة الدبلوماسية الى التدخل العسكري المباشر. تولى الملك سلمان منصب وزير الدفاع عام 2011 عقب وفاة شقيقه الأمير سلطان بن عبد العزيز، وتم اختياره وليًا للعهد عقب وفاة الأمير نايف 2012، حيث أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز أمراً ملكياً باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، الى أن تولى سدة الحكم يناير هذا العام، ويقدم دربًا جديدًا في سياسية المملكة ويعلن خوضها الحرب بعد فترة طويلة من الزمن تمتد ل25 عاما، بعد اشتراكها فى حرب عاصفة الصحراء ضد العراق.