للوهلة الأولى ستعتقد أنها ''الجريدة الرسمية الناطقة باسم ميدان رابعة العدوية''، ولا تتذكر أنك رأيتها من قبل كثيرًا لدى باعة الصحف والمجلات، للوهلة الأولى أيضًا سيلفت انتباهك تبعية الجريدة ل''حزب العمل''، وستعتقد أنها جريدة يسارية معنية بالقضايا العمالية والنقابية، إلا أنك ستجد صفحتها الأولى و ''المانشيت الأساسي'' يتحدث عن ''مذبحة الساجدين'' و''مقاومة الشعب للانقلاب''. ''جريدة الشعب'' التابعة لحزب العمل الإسلامي، حلت محل جريدة ''الحرية والعدالة'' الناطقة بلسان حال الحزب التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وتكفلت في عددها الصادر مطلع هذا الأسبوع بنشر تفاصيل الاشتباكات ومعركة ''الحرس الجمهوري'' أمام المعتصمين المطالبين برحيل الجيش وعودة الرئيس ''مرسي'' والرجوع في قرار تعطيل الدستور. على صفحتها الرئيسية وباللون الأزرق بديلاً عن ''المانشيتات'' الحمراء الساخنة المميزة للصحف القومية، وبعض الصحف المستقلة، وصفت تلك الجريدة التي يترأس تحريرها ومجلس إدارتها ''مجدي أحمد حسين''، وصفت ما حدث ليلة الاشتباكات بعناوين ''رجال الجيش يقتلون 8 نساء و7 أطفال بينهم 2 رضع، كفار قريش لم يقتلوا المسلمين غدرًا وهم عزل يصلون، تزايد أعداد جنود الشرطة والجيش الرافضين لقتل المدنيين''. وبجانب عشرات من الصور من قلب الحدث للمصابين والقتلى من داخل المشرحة، وصفحة تقريرية كاملة بعنوان ''مذبحة الساجدين'' اندمج المعتصمون في قراءتها للتعرف على تفاصيل أخرى قد تخفى عنهم. بجانب كل هذا أفردت الصفحات تقريرًا حول ''الدكتور محمد البرادعي'' و''قُبح الوجه الأمريكي'' في اختياره بعد ''انقلاب'' أطاح ب''مرسي''، معبرة عن النفوذ الأمريكي في الشأن المصري وانتظار قرار السفيرة الأمريكية ''آن باتريسون'' بموافقة السياسة الأمريكية ومباركتها لما يحدث في مصر، بعد أن صرحت من قبل بأن الإدارة الأمريكية لا تريد انقلابًا على الشرعية. وفي مدخل شارع الطيران بجوار مسجد ''رابعة العدوية''، وعند ''كشك التوزيع'' التابع لأحد المؤسسات الصحفية القومية الكبرى، انصرف المعتصمون عن شراء الصحف الكبرى المستقلة، خاصة تلك التي تمد الفضائيات الإعلامية بالأخبار، وتصف المعتصمين بالهمجية والإرهاب، كما انصرفوا أيضًا عن شراء الصحف القومية الكبرى العريقة ''الأخبار والأهرام والجمهورية''.