اختلفتا فى التفاصيل فلم تكن الأولى كالثانية. الأولى نجحت بغير ترتيب ولا إعداد وسادت بلا قائد أو زعيم، أما الثانية فلم تفلح إلا فى إثارة النكات والتعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعى فلم تستطع بزعيمها «المناضل السابق» ولا بالحشد المزعوم بأن تضع يوم 24 أغسطس فى نفس مصاف اليوم الأول والثورة الأولى «25 يناير»، إلا أن قاسما واحدا جمعهما «المانشيتات الصحفية» فى صباح يوم الثورة، فالصحف القومية وصحف الحزب الحاكم استخلفت نظاما بنظام ورئيسا برئيس وتبقى مانشيتاتها واحدة. «مليونية الأشباح» مانشيت «الحرية والعدالة» صباح يوم 25 أغسطس اتفق مع مانشيت «أخبار اليوم» فى مضمونه عن مليونية الأمس «مليونية فشنك»، حان الوقت الآن لتجتمع الجريدة التابعة لحزب الحرية والعدالة مع الجرائد القومية على قلب «نظام واحد»، جريدة الجمهورية كتبت فى مانشيت رئيسى «فشل مليونية إسقاط الإخوان» فى حين يحمل أرشيف جريدة الجمهورية العدد الصادر بتاريخ 26 يناير 2011 مانشيتا رئيسيا «50 متظاهرا بالمنصورة و100 بدمياط و200 بالإسكندرية وبورسعيد والفيوم والمنوفية هادئة»، ثم يليه مانشيت آخر يحاكى مانشيت اليوم فى مغازلة النظام «المصريون رفضوا دعاوى التخريب والاستدراج إلى العنف». اما الأهرام تلك المؤسسة العريقة فقد سارت على نفس النهج القديم ولم تغير من أسلوبها فى غض الطرف عن أى ما يحدث فى مصر طالما هو خارج النظام فمانشيت الأهرام عن مليونية 24 أغسطس جاء فى نفس المكان الذى كتب فيه مانشيت ثورة يناير فى الجزء الأسفل من يمين الصفحة الأولى «مظاهرات بالقاهرة فى غياب الأحزاب والمتظاهرون ينصبون 15 خيمة أمام الاتحادية» جاء هذا بعد المانشيت الرئيسى فى صدر الصفحة الأولى «70 رجل أعمال و7 وزراء يصحبون الرئيس إلى بكين» فى حين كان المانشيت القديم عن ثورة يناير فى صبيحة يوم السادس والعشرين هو «الآلاف يشاركون فى مظاهرات سلمية بالقاهرة والمحافظات» يعلوه مانشيت آخر رئيسى «احتجاجات واضطرابات واسعة فى لبنان».