انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، الانتخابات الأمريكية، ويتجه حاليا نصف الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وفي إسرائيل، تعد وسائل الإعلام بتغطية شاملة وسريعة لمجرى يوم الانتخابات الأهم في العالم، ولا سيما نقل النتائج إلى الإسرائيليين في أسرع وقت ممكن. ويختار الأمريكيون اليوم الثلاثاء، بين الرئيس باراك أوباما، المنتهية ولايته، ومنحه الثقة مجددا ليواصل ما بدأ منذ 2008، وبين ميت رومني، المنافس الجمهوري، والذي يعد بطريق أمريكية جديدة، في صميمها إصلاح الاقتصاد الأمريكي المتدهور. وفي غضون ذلك، يتابع الجهاز السياسي في إسرائيل عن كثب تطورات الانتخابات الأمريكية ونتائجها الوشيكة، ولا سيما أن للنتائج في أمريكا وقع كبير على الانتخابات القريبة في إسرائيل، في شهر يناير العام المقبل. وينقسم الساسة في إسرائيل في تفضيلهم لهوية الرئيس الأمريكي المُنتخب، ففي حين يرجو اليسار الإسرائيلي أن يفوز أوباما في ولاية ثانية، يدعم معسكر اليمين، وعلى رأسه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المرشح الجمهوري ميت رومني، خاصة أن نتنياهو ورومني يتشاطران دعم ملك الأموال اليهودي الأمريكي، شيلدون أديلسون، والذي موّل حملة رومني الانتخابية، في إشارة للصداقة بينهما. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتائج الانتخابات الأمريكية تندرج في اعتبارات الساسة في إسرائيل، لا سيما المقبلين على انتخابات قريبة. وذكرت الصحف أن تسيبي ليفني، رئيسة حزب ''كاديما'' في السابق، ورئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت، ينتظران نتائج الانتخابات بفارغ الصبر، ليحسما موقفهما إزاء قرار ترشحهما للانتخابات في إسرائيل. وتنتظر كذلك السلطة الفلسطينية نتائج الانتخابات لتحسم موقفها النهائي فيما يتعلق بمشروع الذهاب إلى الأممالمتحدة، الشهر الجاري، لتقديم طلب رفع تمثيلها في الجمعية العمومية لتصبح ''دولة غير عضو''، وحتى الساعة لم يعلن الجانب الفلسطيني موعد تقديم الطلب، تفاديا من صدام مع الإدارة الأمريكية الباقية أو المتجددة. وفي استطلاع للرأي على صفحة ''فيس بوك'' التابعة لموقع ''إسرائيل بدون رقابة''، اختار 195 مشتركا الرئيس أوباما، ردا على السؤال ''مَن الأفضل للشرق الأوسط؟''مقابل 41 صوتا لرومني، ولكن الأغلبية الساحقة، 732 صوتا، اختارت إمكانية ''لا أحد''، مما يدل على عدم رضاء نحو سياسة الولاياتالمتحدة في المنطقة. وكشفت وسائل إعلام عربية، أبرزها في مصر، أن الأغلبية في العالم العربي تفضل بقاء أوباما في البيت الأبيض على ميت رومني الجمهوري. وحول الانتخابات في الولاياتالمتحدة، كتبت يعيل شترنهل في صحيفة ''هآرتس''، وهي محاضرة في جامعة تل أبيب ومختصة بتاريخ أمريكا، أن الدولة العظمية، بغض النظر عن نتائج الانتخابات، أكان رئيسها باراك أوباما ثانية أو ميت رومني، ستستمر في مسار فقدان عظمتها ودورها القيادي في العالم. وأضافت: '' أننا نشهد أفول أمريكا، اقتصاديا وسياسيا''، وقالت الباحثة إن الأمريكيين يتجهون إلى انتخابات 2012 وهم واقعيين أكثر، إذ تنتابهم الشكوك في قدرة بلدهم، المسمى ''بلد الإمكانيات اللانهائية''، على تحقيق الحلم الأمريكي المنشود، والحفاظ على مستوى معيشة عال. وفيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية الجارية، تنبأت استطلاعات رأي أخيرة نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الولايات ''المتأرجحة''، النتائج التالية: ولاية كولورادوا – 52% أوباما مقابل 46% رومني- ولاية فلولايدا، وظهر فيها تفاوت في استطلاعات الرأي – 47% حتى 50% لأوباما، مقابل 45% حتى 52 لرومني. ولاية أيوا -49% رومني مقابل 48% أوباما، ولاية نيوهامشفير – استطلاعات تتنبأ فوز أوباما، ولاية كرولاينا الشمالية – تعادل 47%. ولاية أوهايو – تتنبأ معظم الاستطلاعات تعادل، وبعضها فوز لأوباما.