أكد وزير خارجية هولندا يورى روزنتال ان الوضع في سوريا هو مأساة لكن التدخل العسكري الأجنبي في سوريا سيحول الأمور من سيىء إلى أسوأ. وقال روزنتال - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن الحكومة الهولندية والحكومات الغربية تعارض بشدة تدخلا عسكريا أجنبيا بسوريا لاسباب عديدة اهمها انالوضع في سوريا هو مأساة لكن التدخل العسكرى الاجنبي في سوريا سيحول الامور من سيىء لأسوأ. وأضاف "في الوقت نفسه فاننا لاحظنا أن دول الجوار مع سوريا وليس فقط الاردن تعارض هذا التدخل الأجنبي". وكان وزير خارجية هولندا يرد بذلك على سؤال حول فكرة التدخل العسكري الأجنبي في سوريا وهل لا تزال مرفوضة ام ان هناك حديثا الان عن حل وسط يسمح بتدخل عسكري بترتيبات ضابطة في سوريا. وأوضح وزير الخارجية الهولندي يورى روزنتال انه ناقش مع وزير الخارجية محمد عمرو الوضع في سوريا فى ضوء الشعور المشترك بمدى فداحة المأساة الانسانية هناك وأبعادها. وقال " لا يمكننا ان نتوقف وننتظر فقط لنرى ما يحدث في سوريا" ، معربا عن أمله في ان يكون بوسع المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي الوصول لشيىء من خلال مباحثاته فى دمشق. وقال وزير خارجية هولندا يورى روزنتال انه تبادل وجهات النظر البناءة مع وزير خارجية مصر محمد عمرو حول جهود ومبادرة مصر الاقليمية لعقد اجتماعات الرباعية الاقليمية للخروج بطريق ومنفذ يسهم في ايجاد حل للوضع المأساوي في سوريا. وحول موقف بلاده من المبادرة المصرية بشأن سوريا وعلاقتها بمهمة الابراهيمى ، قال روزنتال إن هولندا تثني على كل جهد ايجابي من أي طرف لحل الازمة السورية. وقال إن "مصر تتخذ مبادرات وكذلك تركيا ومن ثم فاننا نأمل مع هذه المبادرات ان يزداد الضغط على روسيا والصين" ، مؤكدا انه يتعين ان تتوحد جهود المجتمع الدولي وتتضافر لحل هذه المشكلة. وأضاف "عندما نتحدث عن المنطقة العربية فان الحلول يجب أن تأتي اولا من المنطقة العربية نفسها ونحن رأينا ذلك في ليبيا وكيف لعبت الجامعة العربية دورا مهما في ليبيا وكذلك في تونس وفي مصر" ، معربا عن اعتقاده بان الامر يتوقف على الجامعة العربية لكى تواصل ضغطها على بشار الاسد لتغيير موقفه. وحول الموقف الروسي من سوريا .. قال وزير خارجية هولندا اننى ناقشته مع وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف خلال لقاء بيننا مؤخرا. وأضاف ان هولندا ترى انه اذا كانت روسيا تريد ان تكون منخرطة فى سوريا ما بعد بشار الاسد فيجب عليهم ان يعيدوا النظر في طريقة تعاملهم مع الوضع في سوريا والأمر نفسه بالنسبة للصين. وردا على سؤال حول موقف ايران من سوريا وما اذا كانت طهران تشكل العقبة الرئيسية أمام الديمقراطية في الشرق الأوسط ، قال روزنتال انه التقى مع نظيره الايراني مؤخرا حيث ناقشا الوضع في سوريا واكدت له انه لم يكن واضحا في رسالته بشأن تورط ايران في سوريا وهو امر غريب لانه اذا كانت ايران تتصرف فعلا وفق ما تقوله فانه لم يكن لدينا مشاكل. وأضاف وزير خارجية هولندا قائلا " ولكننا نعلم فى الوقت نفسه انه اذا كانت دولة ما تسبب مشاكل فانها تكون جزءا من الحل لذلك من المهم للغاية ان تفهم ايران انها يجب ان تأتي سويا مع الدول الاخرى المعنية لتكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة. وتابع "من هنا ولهذا السبب فاننا نرى ان جهود مصر وتركيا وبشكل خاص السعودية ايضا للوصول الى نوع من الحل مع ايران هي محاولة جيدة". وصف وزير خارجية هولندا يورى روزنتال مباحثاته مع نظيره المصري محمد عمرو بانها كانت مثمرة للغاية وأظهرت اتفاق وجهات نظر الجانبين فى العديد من الأمور. وأضاف انه ناقش مع عمرو العدد من المسائل ذات الصلة بالعلاقات الثنائية ومن بينها امكانيات الاستثمار الاجنبي في مصر وامكانية التعاون فى بعض قطاعات الاقتصاد المصرى التي تعتقد هولندا ان بوسعها تقديم المساعدة فيها من خلال تلبية متطلبات الجانب المصري .. وقال اننا عندما نتحدث عن مساعدة دولة كمصر فيجب ان نعلم جيدا واولا متطلباتها. واضاف انه تم فى هذا الاطار بحث امكانية ارسال خبراء هولنديين لمصر فى مجالات الزراعة وادارة المياه والنقل والخدمات المصرفية...معربا عن ترحيب بلاده بزيارة الخبراء المصريين إلى ميناء روتردام الهولندي ومراكز التميز الزراعي الهولندية ، مؤكدا أن بلاده تعمل فى إطار الاتحاد الأوروبى على تسهيل نفاذ المنتجات المصرية إلى الأسواق الأوروبية، وخاصة المنتجات الزراعية. وقال انه تلقى الدعوة من وزير الخارجية محمد عمرو لحضور اجتماع فريق العمل بين مصر والاتحاد الأوروبى الذى سيعقد فى القاهرة يومى 13 و14 نوفمبر 2012 . واشار وزير الخارجية روزنتال الى انه وفى الوقت الذى تسعى فيه مصر وتتطلع لان تستعيد دورها الاقليمى المحورى فى منطقتها الواسعة فان هولندا تستطيع تقديم الدعم البناء لمصر فى مجال النقل والمجال اللوجيستى بشكل عام . وحول عدم ارتياح الراى العام العربى للموقف الهولندى من اسرائيل والاستيطان الاسرائيلى اكد روزنتال ان هولندا هي ثاني اكبر داعم للسلطة الفلسطينية وكذلك فان هولندا لديها القدرة التى تمكنها من التفاوض مع كل من الاسرائيليين والفلسطينيين والاردن لاقامة مشروعين في جسر الملك حسين ومنطقة اخرى قريبة من غزة من شانهما مساعدة الفلسطينيين بشكل كبير على دعم صادراتهم .. مشيرا الى ان احد المشروعين سيسهم فى زيادة الصادرات الفلسطينية بنحو خمسين مليون يورو. وأوضح أن هولندا كذلك لديها علاقات جيدة مع كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية تسمح لها بنقل رسائل بين الجانبين وهذا ما تقوم به هولندا بشكل مستمر ومكثف. وبالنسبة لموقف هولندا من الاستيطان الاسرائيلي ، قال وزير خارجية هولندا اننا أصدرنا عديدا من البيانات التي نوضح فيها رفضنا الاستيطان.