عقد محمد كامل عمرو وزير الخارجية مساء اليوم الأربعاء اجتماعا بمقر وزارة الخارجية مع وزير الخارجية الهولندى يورى روزنتال الذى يزور مصر حاليا. وقد نفى وزير خارجية هولندا عقب المباحثات تعرض المسلمين فى بلاده لأى اضطهاد مؤكدا أنهم يتمتعون بكل الحقوق والتعبير عن معتقداتهم وشعائرهم الدينية مثل غيرهم من الأديان الأخرى .. وقال فى رده على أسئلة الصحفيين حول دعم بلده لمطالب الأقباط بمصر فى الوقت الذى يتعرض فيه المسلمون فى هولندا لمظاهر الإضطهاد إن الدستور الهولندى يسمح بحرية الأديان.. ويضمن حرية الأديان .. والحكومة الهولندية تقر بأن الإسلام أحد الأديان ولهذا يتم معاملة جميع الأديان بمساواة وبدون تفرقة بين أى منهم . وحول إتخاذ أحزاب هولندية مواقف ضد الإسلام فى إشارة لحزب الحرية الهولندى بزعامة جيلرت فيلدرز الذى طالب بقطع العلاقات والمساعدات مع مصر وطرد سفيرها بسبب أحداث ماسبيرو.. أقر وزير خارحية هولندا بأن هناك حزبا سياسيا هولنديا «واحدا» ينظر إلى الإسلام على أنه «ايديولوجية سياسية» مؤكدا أن هذا ليس موقف الحكومة الهولندية . وأوضح أن حكومة هولندا تنظر إلى الإسلام على أنه دين مثل بقية الأديان .. وبالتالى فان المسلمين لديهم حقوق متساوية وممارسة شعائرهم وفقا للدستور الهولندى .. وعن تدخل هولندا فى المسائل الداخلية المصرية وغضب الرأى العام المصرى من هذا المسلك فى ضوء ما تردد عن لجوء هولندا للضغط على البرلمان الأوروبى لإتخاذ خطوات سلبية تجاه مصر نفى وزير خارجية هولندا ذلك .. مؤكدا أن الحكومة الهولندية إتخذت نفس مواقف الدول الأوروبية وهو ما عكسه بيان الإتحاد الأوروبى بهذا الشأن وقال أنه لا يوجد اختلاف بين مواقف حكومة هولندا وغيرها من حكومات الإتحاد الأوروبى. وأشار إلى أن مباحثاته مع وزير الخارجية محمد عمرو تطرقت الى العديد من الموضوعات أولها التطورات فى مصر والإنتخابات المقبلة والأوضاع الخاصة بالأحزاب السياسية التى ستخوض الإنتخابات .
وقال وزير الخارجية الهولندى أنه خرج بإنطباع جيد للغاية خلال المباحثات بِشأن نوعية وأسلوب إدارة الإنتخابات المقبلة فى مصر معربا عن إعتقاده بأن مصر والمصريين سيظهرون للعالم كيف سيتم الإنتقال من المرحلة الإنتقالية إلى خطوة أفضل .. وأضاف أنه تم وبشكل تفصيلى بحث امكانية وجود «شهود» على الإنتخابات من دول العالم المختلفة لرؤية كيف يتم الإنتقال الى الديمقراطية فى فترة الانتخابات القادمة .
وأشار إلى أنه كذلك مناقشة بعض النقاط التى أثارت تساؤلات المجتمع الدولى حول أوضاع الأقلية القبطية فى مصر .. وقال إنه إستمع من وزير الخارجية إلى أن هناك تحقيقات جادة تتم حاليا لتقصى الحقائق حول ما حدث فى ماسبيرو .. وسننتظر لنرى نتائج تلك التحقيقات .
وأضاف أنه استمع لرسالة من وزير الخارجية المصرى أعطت لديه انطباعا بأنها ستكون لجنة محايدة ستوضح حقيقة ما حدث فى 9 أكتوبر .. وقال أنه بالإضافة الى ذلك فقد أوصيت السلطات المصرية بأن يهتموا بشكل جدى بالعلاقة بين الطوائف فى مصر وتحسين العلاقات بينها وخاصة بين المسلمين والأقباط .
وذكر أن الموضوع الثالث على مائدة المباحثات كان عن عملية السلام فى الشرق الأوسط حيث اتفقنا على أهمية وجود مباحثات جادة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فى هذه المرحلة الحرجة من أجل التوصل الى حل .. مشيرا الى أن موقف حكومة هولندا هو ضرورة عدم الضغط على إسرائيل لوضعها فى زاوية تجبرها على الدفاع عن نسها بشكل دائم فى المجتمع الدولى .. وفى نفس الوقت فان هولندا لا تريد أن يتم عقاب الفلسطينيين .. وأضاف أن موقف بلاده كان معارضا بشدة للجوء الفلسطينيين للأمم المتحدة باستصدار قرار عضوية فلسطين فى الأممالمتحدة .. كما أن هولندا وقفت ضد إنضمام السلطة الفلسطينية فى اليونسكو ولكن الحكومة الهولندية ترفض فى الوقت ذاته أن يتم عقاب الفلسطينيين.. كما أن الحكومة لا تنوى وقف أى مساعدات يتم تقديمها للسلطة الفلسطينيين .
وأضاف أنه تم كذلك بحث التطورات فى العالم العربى والأوضاع فى سوريا مشيرا الى أن بلاده تتطلع بشكل كبير إلى جهود الجامعة العربية بشأن التشاور مع دمشق إضافة لبحث الأوضاع فى ليبيا خاصة إختيار رئيس وزراء من الغرب الليبى وهو أمر يعد منحى إيجابيا يظهر الرغبة فى المصالحة من جانب الأطراف الليبية والتغلب على الخلافات . وأضأف أنه تم كذلك بحث الأوضاع فى السودان خاصة وأن مصر لديها اهتمام كبير بالسودان موضحا أن حكومته تولى اهتماما كبيرا بما يحدث من تطورات وتحاول المساعدة وسوف تفتتح سفارة لها فى جنوب السودان بجوبا .. كما أنها ستشارك فى بعثة الأممالمتحدة فى جنوب السودان وتدفع حصتها فى تمويل هذه البعثة لأن هولندا تدرك الأهمية القصوى لاستقرار الأوضاع فى السودان وجنوبه .
من جانبه صرح المتحدث الرسمى للخارجية المستشار عمرو رشدى بأن الوزير الهولندى أكد أن نجاح الثورة المصرية كان حاسما فى استمرار وانتشار الربيع العربى .
وقال رشدى إن وزير خارجية مصر أكد لنظيره الهولندى ثقته فى تجاوز مصر لتلك المعوقات التى تعد من الأمور المعتادة فى المراحل الانتقالية فى حياة الدول .. وأشار الى وجود مؤشرات طيبة على عودة النشاط السياحى فى مصر ، وبخاصة فى المناطق الساحلية والمقاصد السياحية الرئيسية. كما تطرق وزير الخارجية إلى ما اتخذته الحكومة المصرية من إجراءات لضمان إجراء الانتخابات المقبلة فى أجواء من الحيدة والنزاهة التامة.
وإتصالا بالشأن الليبى ، إعتبر محمد عمرو «انتخاب الحكومة الجديدة علامة إيجابية على بدء الأشقاء الليبيين طريق إعادة الإعمار والبناء وإرساء الاستقرار فى البلاد» .