يراوده حلم الجلوس أمام الرئيس منذ الصغر مثل كل المصريين الذين يحلمون بلقاء رئيسهم.. لم يكن يتوقع أن ترد عليه مؤسسة الرئاسة بقبول الحوار بعد التقدم بطلبه بأربعة أيام.. ليستعد بكامل أناقته.. وبعد دراسة شهر كامل للمحاور الذى يدور حولها الحوار الممتد لأكثر من ساعة متواصلة.. ليكون ''محمد سليمان'' المذيع بقناة النيل للأخبار أول مذيع يحاور الرئيس على الهواء مباشرة وصف ''سليمان'' انطباعه عن الحوار مع الرئيس بأنه شرف كبير له، وذلك بعد أن تقدم بالطلب باسم قناة النيل للأخبار إلى مؤسسة الرئاسة، والتى يعمل هو وزميل له مراسلاً بها، ليصله تأكيداً من الدكتور ''ياسر على'' المتحدث باسم رئاسة الجمهورية على موافقة الرئيس لإجراء الحوار'' إذ أن الرئيس حريصاً على أن تعود الكوادر والمؤسسات الإعلامية مرة أخرى إلى الصدارة''، مضيفاً أن أول خمس دقائق فى الحوار هم مزيجاً من الرعب والمهابة، وسرعان ما انصرفت بعد ان أكد أن الرئيس أمده بالثقة بالنفس والراحة والطمأنينة فى باقى الحوار. وأكد ''سليمان'' أن ليس له أى انتماءات حزبية أو سياسية على الإطلاق، نافياً ما ورد ببيان علاء فياض - المخرج بقناة النيل للأخبار - أن له ميول ضد ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أنه قام بإجراء عدد كبير من الحوارات الإعلامية مع مختلف التيارات السياسية مثل حزب الوفد والتجمع وغيرهم . وأكد سليمان أن المساحة بينه وبين التيارات السياسية متساوية، وقال فى استغراب :'' لا أعلم ما سبب قول زميلى ''علاء فياض'' لهذا الكلام؛ فتاريخي المهنى طويل فى العمل الإذاعي والصحفى؛ حيث بدأ منذ عام 96، التقيت فيها عدد كبير من الرموز السياسية، كما أن عملى كمراسل للتلفزيون يلزمني الحيادية''. وأضاف ''سليمان'': ''قدمت أكثر من 300 تقرير مصور في مختلف المجالات والأحداث ومع مختلف الأفراد والقيادات والجهات الرسمية الرفيعة بخلاف مداخلات على الهواء مباشرة وهاتفية؛ فقد شاركت فى تغطية أحداث الثورة منذ 25 يناير منذ اللحظة الأولى لها وإلى يومنا هذا؛ فالثورة هى التى أجلستني أمام الرئيس فكيف أكون ضدها؟!''، مشيراً إلى أن الحوار مع الرئيس جاء بناءً على طلبه الشخصي، وليس ترشيحاً من أحد . وعن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، والذى قال فياض أن ''سليمان'' ضد الجماعة ويصفها بالإرهابيين، نفى ''سليمان'' ذلك جملة وتفصيلاَ، قائلاَ :'' كان لي شرف تغطية أول مؤتمر علني للجماعة بقاعة مؤتمرات جامعة الأزهر، وتغطية مؤتمرات مرشحي الجماعة في كافة الانتخابات النيابية والرئاسية بكل مراحلها، وتغطية مؤتمرات المرشد وعلى رأسها ما كان من زيارته لمقر الطائفة الإنجيلية وغيرها، وحواري مع الأستاذ أحمد أبو بركة في مكتب إرشاد الجماعة بالمنيل وعشرات التقارير الأخرى وجميعها مصورة و يمكن الرجوع إليها''، على حد قوله . وعن كواليس الحوار مع الرئيس، قال سليمان: ''لم يتدخل أى شخص فى المحاور التى وضعتها للحوار، سواء من قناة النيل للأخبار أومن مؤسسة الرئاسة؛ فقد اطلع الدكتور ''ياسر'' على المحاور صباح، الخميس الماضي، ولم يتدخل''. وأضاف ''سليمان'' أن الحوار تناول 4 محاور رئيسية وهى :''الثورة والسياسة الداخلية والوضع الاقتصادي ثم العلاقات الخارجية''؛ حيث تم الحوار داخل أروقة القصر الرئاسي بعد تكريم الرئيس لأبطال ''البارالمبية''، مؤكداً أنه لا توجد صورة واحدة للرئيس داخل هذا القصر على عكس ما كان فى السابق، بعد أن أشار الرئيس أن هذا سعيه لترسيخ دولة المؤسسات. ورداً على ما ورد بأنه ضعيف فى اللغة العربية قال ''سليمان'':'' أنا خريج الأزهر الذي التحقت به في المرحلة الثانوية، وحتى تخرجت وعملت مدرسا لمادة اللغة العربية للمرحلة الثانوية لمدة 15 عاما، كما أنى اشتركت في لجنة تعديل المناهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية، وأقمت أول وأكبر معرض صحفي مدرسي نال جائزة من الدولة، وكذلك أصدرت أول مجلة خاصة شبابية على نفقتي الخاصة، هذا بخلاف عشرات الحوارات مع فحول الأدب والفكر والسياسة والفن والإعلام في مصر في تلك الحقبة تحديدا، كما أصدرت أيضا مجموعة قصصية وكتبت في عدة صحف في مجال التعليم ''. وعن مسألة نعته للنقيب ''حازم عزب '' - الضابط بمديرية أمن القاهرة - بأنه ''شهيد الشرطة'' يقول :''ذلك شرف لي بعد أن أبلغه الله مكانة الشهداء، وزميلي الأستاذ علاء فقط هو من يملك سبب الربط بين ما اتهمني به وبين هذا التقرير تحديدا، علما بأنني سجلت تقريرا مع الجاني بعد القبض عليه وكل ما قمت به من أعمال أذيع ولم يمنع تقرير لي من الإذاعة لأي سبب طوال فترة عملي بالنيل للأخبار''، على حد قوله . وكان علاء فياض - رئيس تحرير بقناة النيل للإخبار - قد شن هجوما حاداً على المذيع محمد سليمان ''محاور الرئيس''؛ حيث قال فى بيان أصدره عقب ''حوار الرئيس ''أن هناك حالة من الاستياء داخل قناة النيل للأخبار بعد أن تم الإعلان وبشكل مفاجئ عن قيام الإعلامي محمد سليمان بإجراء حوار مع الرئيس محمد مرسى'' ، كما جاء فى البيان . وأضاف فياض فى البيان:'' لم نتخيل أن يكون هذا في “ماسبيرو" وأن يصل إلي هذا الحد، فالآن يتم ترقية أشخاص ممن كانوا ضد الثورة في عملهم وسعوا لتشويهها من خلال تقاريرهم المصورة كالسيد ''محمد سليمان'' ليصبحوا مراسلين لرئاسة الجمهورية'' . وتابع فياض هجومه قائلاً :'' أن من ضمن مواقفه فى إشارة إلى ''سليمان'' ما قاله في ''ستاند اب'' تقرير مقتل النقيب حازم محمود عزب (29 سنة) الضابط بمديرية أمن القاهرة واصابة رقيب الشرطة حسين علي (23 سنة) على الطريق الدائري يوم 20 سبتمبر2011، حيث قال في تغطية لتشييع جنازة الضابط '' يا ليت كل من يدعون البطولة والشهادة مثلك يا حازم ، هكذا تكون الشهادة وليس ما يقال عنهم شهداء وهم ليسوا بشهداء، فضلاً عن مواقفه المعلنة ضد الثورة من أول يوم لها ووصف ميدان التحرير ومن فيه ''بشوية البلطجية''، على حد زعمه .