اعلن وزير الداخلية المغربي الطيب شرقاوي الجمعة في الرباط ان الاعتداء الذي وقع في مراكش الخميس نجم عن عبوة ناسفة تم تفجيرها من بعد. وقال الوزير المغربي ان "التحقيقات الاولية اظهرت (ان العبوة تتضمن) مادة متفجرة مؤلفة من نيترات الامونيوم اضافة الى مادة +تي ايه تي بي+ ومسامير، وقد تم تفجير العبوة من بعد". وكان شرقاوي يتحدث امام نواب مغاربة خلال اجتماع للجنة برلمانية الجمعة في الرباط. واضاف ان "من اعتادوا على اللجوء الى هذا الاسلوب معروفون، ما يجعلنا نعتقد ان الاخطار لا تزال ماثلة وعلينا ان نبقى يقظين وحذرين". واوضح شرقاوي ان الحصيلة الحالية للاعتداء هي "15 قتيلا بينهم 12 اجنبيا و26 جريحا". وكانت السلطات المغربية الجمعة انها تعمل "على كل الاحتمالات" بما فيها ضلوع تنظيم القاعدة في الاعتداء. ونفى مسؤول امني توقيف اي شخص حتى الان اثر الاعتداء. و+تي ايه تي بي+ مادة كيميائية متفجرة يستخدمها المتطرفون الاسلاميون. وقد استخدمت خصوصا في اعتداءات لندن التي اسفرت عن 56 قتيلا و700 جريح العام 2005. وقال شرقاوي ايضا ان "الظروف الحالية تفرض على السلطات العامة والاحزاب والنقابات وكل مكونات المجتمع اليقظة والدفاع عن خيار الحداثة". واكد ان "هذا العمل لن يوقف خيار الدولة المغربية بمواصلة مسيرة الديموقراطية واحترام حقوق الانسان". واعلنت السلطات المغربية الجمعة ان "كل الفرضيات واردة بما فيها تنظيم القاعدة" في تحقيقاتها حول التفجير. واعلنت وكالة انباء المغرب حصيلة رسمية جديدة للضحايا تتحدث عن سقوط 15 قتيلا مقابل 16 في ارقام قدمها مسؤول في مركز ابن طفيل الطبي الجامعي في هذه المدينة التي تبعد 350 كلم جنوبالرباط. وبلغ عدد الجرحى 23 شخصا. وفي باريس، قال وزير الداخلية كلود غيان "وفق المعلومات التي لدينا الان، هناك على الارجح، واقول ذلك بتحفظ، ستة فرنسيين بين القتلى وسبعة بين الجرحى". واعتبر الوزير الاعتداء بمثابة "ضربة قاسية للمغرب". وارسلت فرنسا ثمانية شرطيين من قسم مكافحة الارهاب والشرطة العلمية للمساعدة في التعرف على الضحايا. وعرضت الشرطة الدولية "انتربول" المساعدة في التعرف على الضحايا. وقالت وكالة انباء المغرب نقلا عن وزارة الداخلية المغربية انه تم التعرف على هويات مغربيين وفرنسيين اثنين وكنديين وهولندي. وكانت تحدثت الخميس عن مقتل احد عشر اجنبيا. واعلن وزير الاتصال المغربي خالد الناصري الجمعة لوكالة فرانس برس ان كل الفرضيات واردة بشأن الجهة المسؤولة عن الاعتداء، بما فيها تنظيم القاعدة. واضاف الناصري وهو ايضا الناطق باسم الحكومة ان "التحقيق متواصل لتحديد المسؤوليات لكن في الوقت الراهن لا اوجه اصابع الاتهام لاي جهة". وفي تصريح لفرانس برس، تحدث الوزير الخميس عن "عمل ارهابي"، مشيرا الى ان "المغرب يواجه الخطر نفسه الذي واجهه في ايار/مايو 2003". وفي 16 ايار/مايو 2003، اسفرت اعتداءات نفذها متطرفون اسلاميون في الدارالبيضاء عن مقتل 33 شخصا اضافة الى الانتحاريين ال12. ويعتبر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي الذي يضم اسلاميين متطرفين نشطا في بلدان الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، ويحتجز حاليا اربعة رهائن فرنسيين في النيجر. وانتشرت قوات الامن المغربية في انحاء البلاد. وقال مسؤول كبير في الشرطة لفرانس برس انه "تمت اقامة حواجز عند مداخل المدن الكبرى في المغرب لضمان الامن الداخلي للبلاد". واوضح الوزير المغربي ايضا ان الاصلاحات السياسية التي "التزم بها المغرب لا تراجع عنها رغم هذه المحاولات لزعزعة استقراره". وقال الناصري لفرانس برس ان الاصلاحات "لن تتوقف وسيكون المغرب اقوى في مقاومته كل المحاولات لزعزعة الاستقرار"، مؤكدا "اننا ملتزمون بعملية اصلاح شاملة تطال كامل القطاعات ولن نتراجع عنها". وفي خطاب في التاسع من اذار/مارس اعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس تعديلات دستورية تهدف خصوصا الى تعزيز استقلال القضاء وفصل السلطات بعدما طالبت تظاهرات سلمية شبابية بتغييرات سياسية عميقة. وفي رد فعل سريع امر محمد السادس الشرطة والقضاء باطلاع الشعب على خلاصات التحقيق بحسب بيان للديوان الملكي. وقام وزير الداخلية المغربي الطيب شرقاوي بتفقد موقع الانفجار. وقال "بمساعدة الدول الصديقة والمجاورة، سنجري تحقيقا لتحديد ظروف الجريمة ومرتكبيها"، رافضا التاكيد ما اذا كان الاعتداء ناجما عن هجوم انتحاري. ودانت جمعية العدل والاحسان المغربية الاسلامية المحظورة التفجير. وقالت في بيان "نستنكر هذا العمل الوحشي ايا كان منفذوه، ونجدد تاكيد رفضنا لكل اشكال العنف". وقالت الجمعية "نعرب عن عميق حزننا (..) وندعو الى عدم تكرار انتهاكات حقوق الانسان" التي اعقبت تفجيرات 16 ايار/مايو في الدارالبيضاء. واعتبر الكاتب طاهر بن جلون المغربي المقيم في فرنسا الاعتداء "المريع طعنة في ظهر المغرب الذي دخل في عهد الاصلاحات". ودان مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والاتحاد الاوروبي باريس ومدريد وواشنطن والجزائر ودكار وليبرفيل هذا "الهجوم الارهابي" الذي وقع في مقهى شهير في ساحة جامع الفنا في مراكش. وصباح الجمعة، حضر عشرات المغربيين وعدد من السياح الى موقع الانفجار الذي دمر واجهة المقهى والطابق الاول فيما تبعثرت الطاولات والكراسي حيث شوهد عدد من رجال الشرطة وخبراء يقومون بجمع الادلة التي قد تساعدهم في عملية التحقيق. ودانت الصحف المغربية الصادرة صباح الجمعة الاعتداء الذي وصفته بانه عمل "اجرامي وهمجي". واعلنت شركات السفر الفرنسية انها ستبقي رحلاتها الى المغرب وان ايا من زبائنها لم يلغ الحجز بعد التفجير. ونظمت هذه الشركات رحلات شارك فيها 455 الف سائح في 2010 الى المغرب.