رأى المحلل السياسي محمد صفار ان الجيش يعتمد على تمرير أحداث عنف يستطيع التحكم في وتيرتها ليحدث الفرقة في صفوف المعارضة و يسود هو ولكنه يحاول أن لا يتمادى في هذا العنف كي لا يؤدي ذلك الى توحيد صفوف المعارضة ضده. و أضاف صفار:'' ان المسألة تبدو كلعبة شطرنج يحاول فيها الجيش ان يلعب لعبة توازنات''، الرؤية ذهب اليها صفار في تحليل أوردته وكالة أنباء رويترز بعنوان:'' المظاهرات العنيفة قد تؤدي الى تمديد أجل الحكم العسكري. وأضاف صفار انه كرد فعل على عنف المجلس العسكري تطالب الكثير القوى السياسية بإجراء انتخابات مبكرة ولكن ذلك - ان حدث- فلن يعمل على تحييد المجلس العسكري. وأضاف: '' في هذه المرحلة التي تحكم فيها البلاد بديكتاتورية عسكرية بشكل غير معلن حيث ان أي رئيس للبلاد لابد لأن يكون مقبولا من جانب الجيش لتكون لديه القدرة على ادارة شئون البلاد''. وذكرت رويترز نقلا عما وصفته ب ''مصدر مقرب من المجلس العسكري'':'' التأييد الشعبي وحده لن يكون كافيا لأي رئيس سيأتي, لابد للرئيس القادم أن يحظى على تأييد النخبة في الجيش''. و أضاف:'' هذه مرحلة انتقالية تسلم فيها قوة سياسية السلطة لقوة أخرى و عليه لابد من عقد صفقات, هذه هي السياسة''. هذه الصفقة-بحسب رويترز- لابد أن تضمن للمؤسسة العسكرية عدم تقويض امبراطوريتها الاقتصادية كما يجب أن تشتمل على ضمانات بعدم الرقابة على الموازنات الخاصة بالقوات المسلحة. ورأت رويترز ان الاخوان المسلمين و موقفهم بعدم المشاركة في المظاهرات الأخيرة ضد المجلس العسكري حققوا مكسبا استراتيجيا للمجلس حيث تحولت المعارضة ضده الى أقلية منزوية في ميدان التحرير. و أضافت: اذا تحول الجيش الى عقبة في طريق الاستقرار ووصلت تلك القناعة لقطاع كبير من الشعب سيكون ذلك كارثة بالنسبة للمؤسسة العسكرية لذا فان الجيش يعمل على استمالة الأغلبية. و ذهبت رويترز الى أن عمرو موسى يعتبر أقرب مرشحي الرئاسة الى المجلس العسكري و أنه يمثل رابطا بين النظام القديم و بين قطاعات كبيرة من الشعب ترغب في استقرار البلاد. و أضاف صفار ان البرادعي كمرشح للرئاسة قد يمثل تحديا للمؤسسة العسكرية لأنه مستقل في مواقفه و ليس له علاقات بالنظام القديم ولأن علاقاته بالولايات المتحدة جيدة و هذا من شأنه أن يقلل من هامش الدور السياسي و الدبلوماسي الذي يريد أن يلعبه الجيش. و حذر حسن نافعة الكاتب و الحلل السياسي من التهجيل بانتخابات الرئاسة لأن ذلك من شأنه أن يجعل الرئيس الجديد المنتخب منزوع الصلاحيات تقريبا لأنه سيعمل وفقا للاعلان الدستوري الحالي. و نقلت عنه رويترز قوله ان الانتخابات الرئاسية اذا عقدت قبل صياغة دستور بواسطة البرلمان ستؤدي ''الى حرب سياسية بين الرئيس الجديد و الحكومة و البرلمان الذي لديه معركة من الأساس للعمل على توسيع صلاحياته '' اقرأ ايضا: لواء سابق بالجيش: احداث مجلس الوزراء عار علي القوات المسلحة