أنقرة (رويترز) - قال شاهد يوم الاثنين ان الافا من العمال الاتراك الذين ينتظرون اجلاءهم من ليبيا لجأوا الى ملعب لكرة القدم في مدينة بنغازي في شرق البلاد حيث تردد دوي اطلاق النار طوال الليل. وامتدت الاحتجاجات العنيفة على حكم الزعيم الليبي معمر القذافي الى العاصمة طرابلس حيث أفادت أنباء بسقوط عشرات القتلى اثناء الليل. وتوعد نجله سيف الاسلام بالقتال حتى "اخر رجل" بعد مقتل عشرات المحتجين في شرق البلاد. وقال سرتاج كاران المسؤول التنفيذي بشركة أرسيل التركية للتشييد لرويترز عبر الهاتف من الملعب الواقع قرب مطار بنغازي "بامكاننا سماع دوي الاشتباكات بالرصاص وانفجارات بعد أداء الصلاة على جثامين القتلى." وقال "الامر خرج عن السيطرة تماما نحن نرى صبية في الخامسة عشرة والسادسة عشرة يحملون (بنادق) الكلاشنيكوف." واضاف كاران ان نحو 3500 تركي وصلوا الى الملعب قبل ثلاثة ايام بعد تعرض مواقع شركاتهم للتخريب ينتظرون اجلاءهم. وقال أن عناصر بقوات الامن استبدلت ملابسها الرسمية وانضمت للاحتجاجات خشية أن يتعرضوا لاعتداءات من قبل المحتجين. وكان وزير التجارة الخارجية التركي قال ان لصوصا هاجموا شركات تركية في ليبيا التي تقدر قيمة مشاريع تركيا فيها بأكثر من 15 مليار دولار. ويقدر مسؤولون عدد العمال الاتراك في ليبيا بزهاء 25 الفا. وقال وزير الدولة للتجارة ظافر جاجلايان خلال اجتماع لبحث الازمة في ليبيا "في مواقع البناء التي تمت مهاجمتها وقعت هجمات على الممتلكات. لم يلحق شيء بالرعايا الاتراك." وتم اجلاء قرابة 600 مواطن تركي مطلع هذا الاسبوع من بنغازي التي تمارس فيها شركات تركية كثيرة نشاطها بها في شرق البلاد. وذكرت وكالة انباء الاناضول الرسمية انه يجرى نقل 250 تركيا اخرين على متن حافلات من شرق ليبيا الى مدينة الاسكندرية في مصر. وقال وزير الخارجية احمد داود اوغلو الذي جعل من تعميق العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع العالم العربي أولوية انه يجري ارسال أربع طائرات وسفينتين الى ليبيا لاجلاء المواطنيين الذين تقطعت بهم السبل. وأضاف خلال زيارة لتونس "الاولوية الاهم بالنسبة لنا في ليبيا هي وقف الاشتباكات بين الاخوة وضمان السلامة والحوار بين الاطراف وسلامة رعايانا." وايدت تركيا التي تحاول حماية مصالحها الاقليمية الانتفاضة الشعبية في مصر بقوة وقال داود اغلو ان التغيرات في تونس قد تحولها الى نموذج محتمل تحتذي به دول اخرى في المنطقة. ورفض الرئيس التركي عبد الله جول ما تردد بأن تركيا ساهمت في تأجيج الاضطرابات وقال انه يتعين على القادة في المنطقة الاستجابة لمطالب شعوبهم. وقال "يتعين التعامل مع هذه الامور دون اراقة دماء الاخوة وبالطبع على جميع القادة أن يضعوا ارادة شعوبهم وأمالهم في الاعتبار." وقالت شركة (اي.دي.أو) التركية للسفن انها سترسل يوم الاثنين سفينتين ترافقهما فرقاطة تابعة للبحرية لاعادة الاتراك من ليبيا الى وطنهم. وتتسع السفينتان لالف ومئتي راكب وستحملان الغذاء والاسرة لثلاثة الاف شخص ممن تقطعت بهم السبل في ليبيا. وقال جاجلايان ان تركيا تجري محادثات مع ليبيا بشأن ترتيب هبوط امن للطائرات التركية. وقالت تقارير اعلامية يوم الاثنين ان طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية لم تستطع الهبوط وسط مزاعم بأن المحتجين المعارضين سيطروا على المطار في بنغازي. وقال ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان تحدث هاتفيا مع القذافي الذي أهدى اردوغان جائزة القذافي لحقوق الانسان في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وبلغ حجم التجارة بين تركيا وليبيا نحو 2.4 مليار دولار العام الماضي. وكانت ليبيا جزءا من الامبراطورية العثمانية من القرن السادس عشر وحتى احتلتها ايطاليا عام 1912. وقال حيدر ينتور المدير باحدي شركات التشييد في البيضاء شرق ليبيا ان العمال اضطروا الى الانتقال لاماكن امنة بعدما هاجم لصوص مواقع عملهم. وأضاف لرويترز عبر الهاتف من ليبيا "هاجمت مجموعة موقعنا واستولت على أجهزة الكمبيوتر لكنهم لم يمسونا بسوء. المياه التي معنا تنفد." وقال اوميت اوزدمير نائب رئيس شركة تكفين التي تدير مشروعا باستثمارات تبلغ 550 مليون دولار في ليبيا أن الشركة علقت العمل بالمشروع وتعتزم اجلاء جميع عمالها الاتراك وعددهم 400 شخص.