صنعاء (رويترز) - اعتقل زعيم الحركة الجنوبية الانفصالية في عدن وأطلقت أعيرة نارية على مظاهرة في صنعاء يوم الاحد مع دخول الاضطرابات التي تجتاح اليمن يومها التاسع. كما نظم الاف الاشخاص اعتصامات في مدينتي اب وتعز مطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي جدد دعوته لاحزاب المعارضة للحوار. ويتولى صالح وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب السلطة منذ 32 عاما في اليمن الذي يواجه ارتفاع معدلات البطالة وتناقص احتياطيات النفط والمياه واضطرابات مزمنة في محافظات شمالية وجنوبية. وقال فادي الابن الاصغر لحسن باعوم زعيم الحركة الجنوبية الانفصالية لرويترز ان "مجموعة عسكرية مسلحة" القت القبض على والده في مستشفى كان يعالج فيه بمدينة عدن الساحلية الجنوبية ونقلته الى جهة غير معلومة. وكان باعوم قد اعتقل ايضا في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي بتهمة التخطيط لمظاهرات غير قانونية. وشددت الاجراءات الامنية في عدن يوم الأحد وانتشرت الدبابات والمركبات المدرعة في الشوارع الرئيسية بالمدينة. وفي العاصمة حاول نحو 50 من مؤيدي الحكومة تفريق مظاهرة لاكثر من ألف من معارضي صالح تجمعوا خارج جامعة صنعاء. واطلق أحد مؤيدي علي أعيرة نارية ولكن لم ترد أنباء عن حدوث اصابات وسريعا ما تفرق مؤيدو صالح بينما واصل المحتجون مسيرتهم مرددين "ارحل يا علي". واطلق الجانبان الرصاص يوم السبت في احتجاجات خارج الجامعة في أول انباء عن استخدام اسلحة نارية من جانب متظاهرين. واصيب عدد من المتظاهرين في هذه الاشتباكات. واصيب خمسة متظاهرين بينهم فتيات جراء اعيرة نارية طائشة على ما يبدو في بلدة الشيخ عثمان في الجنوب. وقال مسؤول محلي وشهود اليوم ان خمسة جنود اصيبوا مساء يوم السبت في خور مكسر والشيخ عثمان عندما اشتبك المحتجون مع قوات الامن. وفي مدينة اب الجنوبية قال شهود ان نحو الف محتج نصبوا مخيما في ميدان التحرير ملوحين بلافتات كتب عليها "ارحل" و"الشعب يريد اسقاط النظام". وفي تعز واصل الالاف اعتصاما لليوم التاسع على التوالي. وجاء في بيان حصلت عليه رويترز ان 12 منظمة يمنية لحقوق الانسان طالبت باقالة ومحاكمة مسؤولي الامن في عدن وصنعاء وتعز لدورهم في الهجمات على المتظاهرين. وجدد صالح يوم الأحد دعوته لأحزاب المعارضة لمواصلة الحوار وانحى باللائمة في احتجاجات اليومين الماضيين التي قتل فيها خمسة اشخاص على "عناصر خارجة على النظام والقانون". وقال لقادة عشائريين وعسكريين ومدنيين في صنعاء ان "الحوار هو أفضل وسيلة وليس التخريب ولا قطع الطرقات ولا قتل النفس المحرمة ولا العبث بالمال العام والحق الخاص لابناء الشعب اليمني العظيم". وأنحى صالح باللائمة يوم السبت على "أجندة خارجية" ومؤامرة ضد اليمن وأمنه واستقراره في الاحتجاجات المندلعة ضد الفقر والبطالة والفساد التي اكتسبت قوة دافعة منذ انتفاضتي تونس ومصر. ويواجه صالح جناح القاعدة ويكافح لانهاء الاحتجاجات التي اندلعت قبل شهر في انحاء البلاد. كما يواجه تمردا انفصاليا في الجنوب ويحاول الحفاظ على هدنة هشة مع المتمردين الشيعة في الشمال.