القاهرة - اجتاحت المظاهرات العاصمة المصرية القاهرة استجابة لدعوى القوى السياسية والنشطاء بالتظاهر أمس الذي يوافق عيد الشرطة. وتجمع نحو خمسة آلاف متظاهر في ميدان التحرير، أكبر ميادين العاصمة المصرية، وسط حصار أمني مكثف، ورددوا شعارات تطالب النظام المصري بالرحيل وتحمله مسؤولية ما وصفوه بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وردد المتظاهرون هتافات معادية للرئيس حسني مبارك. وتعاني أكبر دولة عربية من حيث السكان من أزمات اقتصادية عدة متعاقبة أرهقت حياة المواطن ودفعت معدلات البطالة إلى التنامي. ففي إطار الزيارة التشاورية السنوية التي تقوم بها بعثة «صندوق النقد الدولي لمصر، قالت راتنا ساهاي، نائبة رئيس إدارة الشرق الأوسط وآسيا ب«صندوق النقد الدولي، إن مصر بحاجة إلى التركيز على نمو مستحدث لفرص العمل، حيث تحتاج إلى استحداث 9.4 مليون فرصة حتى العام 2020. ورشحت ساهاي قطاع الخدمات للقيام بذلك الدور قائلة إن الفندقة والتجارة والاتصالات والمواصلات من أكثر الصناعات نمواً ومرشحة لمزيد من النمو. وقالت ساهاي إنه من المقدر أن تحتاج مصر إلى خلق 9.4 مليون فرصة عمل حتى العام 2020. وقدرت بعثة الصندوق نمو الاقتصاد المصري ب5.8 بالمئة العام الجاري، و6 بالمئة في العام المقبل (2011-2012). وبجانب مشكلة البطالة قالت ساهاي إن من أهم التحديات التي تواجه مصر العمل على استقرار الاقتصاد الكلي عن طريق معالجة ارتفاع عجز الموازنة ومعدلات التضخم. كذلك قالت إن مصر يجب أن ترفع تنافسها عن طريق تحسين التعليم والتدريب وكفاءة سوق العمل. وكان عدد من المحللين الاقتصادين وجدوا في الظروف الاجتماعية التي تعيشها مصر مصدر قلق لاشتعال أعمال عنف في البلاد. فقد وقعت أمس اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين نجحوا في كسر الحصار الأمني أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة وتوجهوا في مسيرة سلمية إلى ميدان التحرير. ولم تتمكن قوات الأمن من منع المتظاهرين من إكمال مسيرتهم، واخترق المتظاهرون حواجز الأمن المركزي بالقوة وتوجهوا من ميدان التحرير إلى شارع قصر العيني. وقالت حركة شباب 6 أبريل المعارضة إن قوات الأمن بدأت في اعتقال عشرات النشطاء من أعضائها. وقامت قوات مكافحة الشغب بتطويق المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى الشارع ، لكن مواطنين يمرون بالشارع هاجموا قوات الشرطة واخترقوا السياج الأمني والتحموا بالمتظاهرين، ما أثار حماس المتظاهرين وردد المواطنون شعار «إحنا الشعب». ونظم شباب حركات 6 أبريل وشباب من أجل التغيير و كفاية المعارضة في مصر مسيرة للمطالبة بالتغيير وذلك في شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين. ورفع المتظاهرون أعلام مصر ورددوا هتافات معادية لمبارك. وطالب المتظاهرون برحيل حكومة أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وتغييرها بالكامل وهاجموا قيادات الحزب الوطني. وانتقد المتظاهرون أيضاً وزير الداخلية المصرية حبيب العادلي، ونددوا بالسياسات «القمعية» لوزارة الداخلية والأمن المصري وطالبوا بتعديل الدستور. وكانت مصادر أمنية مصرية ذكرت أن خمسة من المتظاهرين أصيبوا أمس في اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقالت المصادر، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن الاشتباكات أدت إلى تحرك المتظاهرين من أمام مجمع التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة والانتقال إلى شارع كورنيش النيل أمام مقر الحزب الوطني الحاكم وهتفوا قائلين «باطل باطل.. ارحل ارحل». وقد أغلق المتظاهرون شارع كونيش النيل، وهو من أكبر شوارع العاصمة القاهرة، بالكامل. وكانت الشرطة المصرية شددت إجراءات الأمن في شوارع وسط القاهرة، حيث أغلقت المناطق المتوقعة لانطلاق المظاهرات في عدد من الأحياء والميادين الرئيسة بينها شارع جامعة الدول العربية ومنطقة دوران شبرا وميدان إمبابة بمحافظة الجيزة وميدان المطرية شرق القاهرة. وانتشرت منذ الصباح الباكر سيارات الأمن المركزي والسيارات المصفحة وعربات الإطفاء وسيارات الإسعاف في عدد من ميادين القاهرة، ومنها ميادين التحرير وطلعت حرب والعتبة وأمام قصر عابدين الرئاسي، وأغلقت منطقة وسط القاهرة بالحواجز الحديدية وقوات مكافحة الشغب وانتشر رجال الأمن بالزي المدني في معظم شوارع العاصمة. وشوهدت كلاب بوليسية في ميدان التحرير بصحبة رجال أمن، كما شوهدت سيارات مخصصة لنقل الجنود تحمل كلاباً بوليسية في ميادين أخرى بوسط القاهرة.