يمكن النظر إلى الاعتداءات التي حصلت على المساجد مؤخراً على أنها ليست أكثر من رأس جبل جليد، خاصة وأن الدراسات التي أُجريت مؤخراً، أظهرت أن المواقف العدائية تجاه المسلمين في ألمانيا سجلت ارتفاعاً ملحوظاً. ويشعر المسلمون هنا في ألمانيا بالانعزال وبممارسة التمييز ضدهم، الأمر الذي دفع "الشبكة البرلينية لمكافحة التمييز ضد المسلمين" الاتصال بالمساجد لتقديم الدعم والمشورة للمسلمين. دراسة عن المسلمين في مدن أوروبية وفي دراسة وضعها معهد أوبن سوساييتي اللندني وحلّل فيها أوضاع المسلمين في 11 مدينة أوروبية، جرى بحث حياة المسلمين في حي كرويتسبيرغ في برلين، المعروف بكثافة سكن الأجانب والمسلمين الأتراك فيه. وقالت وزيرة الاندماج والعمل في حكومة برلين كارولا بلوم إن 79 في المائة من المسلمين المستطلعة آرائهم في الحي مروا بتجارب عدة من التمميز ضدهم والمعاداة. وبتوصية من المعهد اللندني أنشأت حكومة برلين شبكة تعمل على مكافحة التمميز ضد المسلمين، وأعضاء هذه الشبكة هم مسلمون يتمتعون بتجربة، ينحدرون من الرابطة التركية والاتحاد المسلمين "إنسان". ومنذ الصيف الماضي يزور أعضاء الشبكة المساجد ويوزعون الاستمارات على المصلين ويقدمون المشورة والإرشادات والمعلومات اللازمة التي تضمن حقوقهم أمام القانون كأفراد بغض النظر عن جنسهم ودينهم وقوميتهم. "الكثيرون لا يعرفون بوجود قانون للمساواة" حول ذلك تقول ليديا نوفل، العاملة في الشبكة أيضاً، إن النساء المسلمات بصورة عامة، والمحجبات منهن بصورة خاصة، لا يعرفن بصورة كافية حقوقهن والقدرة على مواجهة التمييز والمعاداة بحقهن قانونياً. أما نوران يغيت فترى أن الكثيرين لا يعرفون أنه بالإمكان مقاضاة رب عمل إذا احتج بالحجاب لمنع مسلمة من الحصول على وظيفة مثلاً، إذ أن مثل هذا الأمر يعد انتهاكاً لقانون المساواة بين المواطنين. وبهدف رفع وتيرة تقديم المشورة وتوعية المسلمين على حقوقهم وواجباتهم قررت الشبكة البرلينية تأهيل مجموعة من المبادرين للعمل فيها بصورة طوعية وتوسيع دائرة العمل من المساجد إلى الجمعيات والأندية الشبابية، التي تظهر اهتماماً متزايداً بعمل الشبكة. كما أن الخطوة الثانية ستتمثّل في لفت انتباه المسلمين الشباب أو الكبار إلى أنه من غير المقبول منهم مضايقة الفتيات اللواتي لا يرغبن في وضع الحجاب، وضرورة احترام رأي الآخر. آنّه فينتر/اسكندر الديك
