موسكو (رويترز) - تعهد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء بالثأر بعد هجوم انتحاري في مطار بموسكو أسفر عن مقتل 35 شخصا على الاقل وسلط الضوء على فشل الكرملين في وضع حد لموجة الهجمات المتزايدة. وأمر الزعماء الروس أجهزة الامن باجتثاث مدبري الهجوم الذي يحمل بصمات المتشددين الذين يحاربون من أجل اقامة دولة اسلامية في جنوبروسيا. وقال بوتين في اجتماع للوزراء في موسكو "انها جريمة بغيضة في قسوتها ووحشيتها." وأضاف "لا شك عندي في الوصول الى الجناة وفي ان العقاب حتمي." وانتقد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أجهزة الامن ومديري المطار فيما يخص الهجوم على مطار دوموديدوفو وهو مطار دولي رئيسي في روسيا. وقتل ثمانية أجانب على الاقل في الهجوم. وقال ميدفيديف "يجب القيام بكل ما يمكن للعثور على العصابات التي ارتكبت هذه الجريمة وكشفها وتقديمها للمحاكمة ويجب تصفية أوكار هذه العصابات أينما كانت." وجاء الهجوم الذي وقع في صالة الوصول بالمطار قبل يومين من توجه ميدفيديف لتمثيل روسيا في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يضم مستثمرين وقادة الشركات والذي يعقد في مدينة دافوس السويسرية. وأخر ميدفيديف سفره الى دافوس حيث كان من المقرر أن يلقي كلمة اقتتاح المنتدى. وقال الجراح سيرجي سابلكين من معهد فيشنسكي للجراحة في موسكو لرويترز ان ثلاثة من الضحايا يرقدون في حالة حرجة مصابين بحروق خطيرة أو ضرر لحق بأعضائهم الداخلية بسبب شظايا القنبلة التي قالت السلطات انها كانت محشوة بقطع معدنية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير ولكن روسيا تواجه عصيانا اسلاميا متناميا في الجمهوريات التي تسكنها أغلبية من المسلمين في المناطق الواقعة على حدودها الجنوبية في شمال القوقاز. وهدد متمردون في المنطقة بشن هجمات على مدن وأهداف اقتصادية قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في ديسمبر كانون الاول هذا العام وانتخابات الرئاسة المقررة في 2012 ويتوقع أن يعود بوتين من خلالها الى الكرملين أو يدعم ميدفيديف لفترة ولاية ثانية. ولم تتأثر أسواق المال الروسية التي اعتادت على التفجيرات واحتجاز الرهائن على مدى 12 عاما كثيرا بالهجوم على المطار. وقال ميدفيديف "لا يزال الارهاب التهديد الاساسي لامن دولتنا.. التهديد الرئيسي لروسيا.. ولكل مواطنينا." وتابع ان الهجمات الارهابية تزايدت في العام الماضي مضيفا أنها "الاشارة الاكثر خطورة" لاجهزة انفاذ القانون. وأصدر الرئيس الروسي تعليمات لجهاز الامن الاتحادي لضمان الامن في أحداث دولية قادمة في روسيا من بينها دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2014 بمدينة سوتشي على أطراف منطقة شمال القوقاز. كما أصدر تعليمات لوزارة الداخلية بأن توصي باقالة المسؤولين عن أمن النقل وقال ان السلطات قالت ان المذنبين سيتحملون المسؤولية. وعرضت لقطات أذاعها التلفزيون مشاهد يظهر فيها كل من بوتين وميدفيديف وهو يوزع معاطف بيضاء ويقف بجوار أسرة الجرحى في زيارات منفصلة. وحقق بوتين وهو الشخصية السياسية الاكثر نفوذا في روسيا سمعة كزعيم قوي بشن حرب في أواخر عام 1999 في الشيشان للاطاحة بحكومة انفصالية. وحققت تلك الحملة اهدافها المباشرة وساعدته على تولي الرئاسة بعد ذلك بعدة شهور ولكن التمرد امتد منذ ذلك الحين الى الانجوش وداغستان المجاورتين. ويحذر منتقدو الحكومة من أن الخطاب المتشدد لن يفلح كثيرا في منع هجمات يشنها متشددون في اطار تمرد مسلح يقولون ان أسلوب أجهزة فرض القانون الخشن يزيده حدة. ويعني اختيار منطقة وصول مسافري الرحلات الدولية في مطار دوموديدوفو أن المهاجمين سعوا لتوسيع دائرة التوتر الى خارج الحدود الروسية. ونقلت وكالة ايتار تاس للانباء عن محقق قوله ان عمر المفجر يتراوح بين 30 و40 عاما على ما يبدو. وأشارت تقارير أخرى الى أن امرأة هي التي شنت الهجوم الانتحاري أو الى مهاجمين اثنين. وتضمنت قائمة القتلى التي نشرتها وزارة الطوارئ ثمانية أجانب من بينهم بريطانيان وألماني ومواطنون من بلغاريا وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وأوكرانيا. وقال زملاء الضحية الاوكرانية انها تدعى أنا يابلونسكايا وعمرها 29 عاما وهي كاتبة مسرح وصلت الى موسكو لتتسلم جائزة. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية مقتل بريطاني واحد. ويعزز انتشار العنف من شمال القوقاز يؤججه الفساد والفقر والصراعات العشائرية والتشدد الديني التطرف القومي في روسيا. واشتد التوتر الشهر الماضي بين الروس و20 مليون مسلم يشكلون سبع سكان روسيا. وهاجم قوميون روس بعض المارة ذوي الملامح غير السلافية كثيرون منهم من شمال القوقاز في وسط موسكو على بعد خطوات من الكرملين. (شاركت في التغطية داريا كورسونسكايا وأليكسي أنيشوك وتوم جروف وامي فيريس روتمان وأليسا دي كاربونيل وليديا كيلي)