قال مصدر أمني روسي إن الهجوم على مطار موسكو الذي أدى إلى مقتل 35 شخصا يوم الاثنين نفذه رجل وليس امرأة كما يعتقد، مشيرا إلى أن الهجوم يحمل بصمات الإسلاميين بالقوقاز. ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء الثلاثاء عن المصدر- الذي لم تكشف هويته- إن مدبري الهجوم الذي استهدف مطار دوموديدوفو بموسكو الاثنين "ضللوا الأجهزة الأمنية، مستخدمين رجلاً وليس امرأة كقنبلة بشرية".
وأدى الهجوم إلى مقتل 35 شخصا، وإصابة نقل 108 أشخاص آخرين، قالت وزارة الطوارئ الروسية إن 87 منهم لا يزالون موجودين بالمستشفيات.
وأوضح المصدر، أن "المعلومات التي توفرت لأجهزة الأمن أشارت إلى إمكانية أن تنفذ نساء تفجيرات في موسكو، غير أن الذي نفذ تفجير الاثنين كان رجلاً.
وغالبية التفجيرات التي وقعت في موسكو من قبل كانت من تنفيذ نساء زوجات لإسلاميين قتلوا بنيران القوات الروسية أو معتقلين في شمال القوقاز.
وتعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تعهد بملاحقة ومعاقبة مدبري الهجوم الذي وقع خلال فترة ما بعد الظهيرة المزدحمة. وأجل ميدفيديف الذي وصف الإسلاميين في شمال القوقاز بأنهم يمثلون أكبر تهديد لأمن روسيا سفره الى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا.
وكان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي يقتسم السلطة مع ميدفيديف الأقل نفوذا قد شن حربا في أواخر عام 1999 في الشيشان للإطاحة بالحكومة التي كات تطالب باستقلال الشيشان عن روسيا، وقد امتدت المطالبات بالاستقلال إلى الانجوش وداغستان المجاورتين، حيث يهدف الإسلاميون إلى إقامة "إمارة القوقاز الإسلامية".
ونقلت وكالة "رويترز" عن جلين هوارد رئيس معهد جيمس تاون الامريكي للأبحاث "لا يبشر ذلك بخير للعلاقات الروسية مع شمال القوقاز وهو دلالة أخرى على أن ما بدأه بوتين في عام 1999 بغزو جمهورية الشيشان ارتد أثره على صاحبه مجددا في العاصمة الروسية".
وأضاف "الانفجار الي وقع في دوموديدوفو سيعزز بشكل إضافي وجهة النظر بين النخبة الروسية بأن بوتين بدأ يفقد السيطرة على الأمن في العاصمة وهو ما يصب في مصلحة أعدائه".
ويقول محللون إن الإسلاميين يخططون لزيادة هجماتهم بينما تستعد البلاد للانتخابات الرئاسية عام 2012 والتي قد تشهد عودة بوتين مجددا للرئاسة.
وشهدت موسكو أسوأ هجوم في مارس 2010 عندما فجرت امرأتان من شمال القوقاز نفسيهما في مترو الأنفاق مما أدى إلى مقتل 40 شخصا. وعلى إثر هجوم الاثنين عززت الشرطة من إجراءاتها الأمنية في مترو موسكو الذي تعرض في السنوات الأخيرة لعدة هجمات.
تخطيط جيد ووصف الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف الثلاثاء الهجوم الانتحاري في مطار دوموديدوفو الدولي بأنه عمل (إرهابي) مخطط له جيداً هدفه قتل أكبر عدد ممكن من الناس.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن ميدفيديف قوله للصحفيين "إذا أخذنا بعين الاعتبار مكان (الحادث) والمؤشرات غير المباشرة الأخرى، فهذا عمل إرهابي مخطط له جيداً يهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من الناس".
وأضاف إن الجهاز الطبي يسعى لمساعدة من هم بحاجة للمساعدة وثمة عدد كبير من الجرحى.
وتعهد الرئيس الروسي مساعدة عائلات القتلى والجرحى في الهجوم. وكان ميدفيديف أعلن تأجيل سفره للمشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي حيث كان سيلقي كلمة.
وأعلن مدفيديف أن إدارة مطار دوموديدوفو يجب أن تحاسب، وقال إن ما جرى يظهر بوضوح انه كانت هناك خروقات أمنية واضحة.. لقد تطلب الأمر جهدا كبيرا لجلب أو ادخال هكذا كمية من المتفجرات إلى المطار.
وتابع "كل أولئك الذين لديهم مسئوليات، كل اولئك الذين يتخذون قرارات وكذلك إدارة المطار يجب أن يحاسبوا على كل شيء. هذه كارثة، هذه مأساة".
ومن جانبه، قال متحدث باسم لجنة مكافحة الإرهاب الروسية إن الإجراءات الأمنية غير الكافية في المطار هي الملامة في التفجير.
ونقلت (نوفوستي) عن مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية كانت على علم بأن "الإرهابيين" يخططون للاعتداء على مطار في موسكو لكن تعذر عليها تحديد مكان 3 مشتبه بهم واعتقالهم. وقال مصدر أمني آخر إن مدبري التفجير ضللوا الأجهزة الأمنية مستخدمين رجلاً وليس امرأة كقنبلة بشرية.
وأوضح المصدر أن المعلومات التي توفرت للأجهزة الأمنية أشارت إلى إمكانية أن تنفذ نساء تفجيرات في موسكو، غير أن الذي نفذ تفجير دوموديدوفو كان رجلاً.
وقتل التفجير الانتحاري الذي وقع في مطار دوموديدوفو الاثنين 35 شخصاً، وكشفت معلومات أولية غير رسمية عن التعرف على 18 جثة. أما بالنسبة للجرحى فقد أشارت آخر المعلومات التي توفرت لوزارة الطوارئ الروسية إلى نقل 180 شخصاً إلى المستشفيات، وما زال 87 منهم يتلقون العلاج فيها.
ولاقى التفجير في المطار إدانات عالمية واسعة من أمريكا والأمم المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية وغيرها.
وذكرت تقارير أن الهجوم ناجم عن تفجيرين انتحاريين وقعا في قاعة المستقبلين التابعة لصالة الرحلات الدولية عند الساعة 16.40 بالتوقيت المحلي، في حين قال مصدر أمني إن انتحارياً فجر نفسه في القاعة وان قوة الانفجار تقدر بحوالي 5 كيلوغرامات من مادة (تي. أن. تي) شديدة الانفجار.
وذكرت وزارة الداخلية الروسية أن فريقاً من كبار المحققين في الشرطة الروسية توجهوا إلى موقع الانفجار في المطار. وتم على الفور تأخير جميع الرحلات الدولية المتجهة إلى المطار، كما تم رفع مستوى التأهب الأمني في مطاري شيريميتييفو وفنوكوفو ونظام مترو الأنفاق الذي استهدفه هجوم انتحاري في مارس 2010.
ويشار إلى انه في أغسطس 2004 فجرت انتحاريتان من الشيشان نفسيهما في طائرتين بعد إقلاعهما من مطار دوموديدوفو الدولي. واستهدف هجوم القطار السريع بين موسكو وسان بطرسبرج في نوفمبر 2009 وأدى إلى مقتل 27 شخصاً.