عبر بطريرك كنيسة اللاتين في القدس البطريرك فؤاد طوال في رسالة الميلاد التقليدية الثلاثاء عن المه لفشل المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين داعيا الى "عدم اليأس". كما عبر البطريرك طوال عن صدمته ازاء وضع المسيحيين في العراق الذين يهاجرون منذ مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد. وقال غبطة البطريرك في رسالته التي تلاها في مقر بطريركية اللاتين في القدس القديمة "لقد تالمنا لفشل المحادثات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينين، ولا يجوز ان نتوقف عند هذا الفشل او نشعر باليأس، اذ نؤمن بان هناك رجالا ذوي ارادة طيبة من الطرفين ومن الجماعة الدولية يريدون وضع طاقاتهم في خدمة السلام". واضاف "نامل ان يكون لاوروبا دور اكبر في مسيرة السلام". واضاف "واذ نؤمن بان لا شىء مستحيل لدى الله نتمنى ان تتحقق رسالة الميلاد وان يستتب السلام وان تتم المصالحة بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني، فلتغمركم افراح الميلاد". يشار الى ان المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة اثر فشل الولاياتالمتحدة في محاولتها حمل اسرائيل على اعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة الذي كان يطالب به الفلسطينيون من اجل استئناف المفاوضات. وتحدث البطريرك من جهة اخرى عن اوضاع المسيحيين في العراق. وقال "صعقنا للمذبحة" التي تمت في بغداد داخل كنيسة سيدة النجاة معتبرا ان الضحايا الذين سقطوا هم "امتداد لالاف ضحايا العنف والاصولية التي تضرب اينما كان". واوضح "اتبنى كلمات البابا بنديكتوس السادس عشر: (..) اجدد ندائي كي تكون تضحية هؤلاء الاخوة والاخوات بذرة سلام وولادة جديدة وكي يجد جميع الذين يعملون من اجل المصالحة والتاخي والتضامن دافعا للعمل من اجل تحقيق الخير". وكان مسلحون اقتحموا في 31 اكتوبر/تشرين الاول كنيسة سيدة النجاة في حي الكرادة وسط بغداد وقتلوا 44 من المصلين بالاضافة الى كاهنين. وقضى ايضا في الاعتداء الذي اعلنت شبكة القاعدة مسؤوليتها عنه سبعة من عناصر الامن. وهناك حاليا نصف مليون مسيحي في العراق مقابل 800 الف الى 1,2 مليون في العام 2003. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر دعا في رسالته الاخيرة من اجل السلام المسؤولين السياسيين الى "وقف اي مضايقة بحق المسيحيين" لا سيما في الشرق الاوسط والارض المقدسة حيث يشكلون اقلية. وقال البابا "السنة التي تنتهي شهدت للاسف اضطهادا وتمييزا واعمال عنف رهيبة وعدم تسامح ديني" مشيرا "بشكل خاص الى ارض العراق العزيز". عين البطريرك طوال المولود في الاردن عام 1949، قبل عامين بطريرك كنيسة اللاتين في اسرائيل وفلسطين. من جانب اخر، حث طوال على الحوار بين الاديان قائلا "نتمنى ان يقوى ليس فقط على مستوى الاكاديميين ورجال الفكر ولكن ان يتحول الى حوار حياة لمختلف طبقات المجتمع". وشجب كل اشكال "العنصرية واللاسامية واللامسيحية والاسلاموفوبيا". واكد البطريرك "تراجع الدور المسيحي في هذه البلاد في السياسة والمواقف الاخرى" نتيجة تراجع العدد جراء الهجرة. واشار الى ان عدد السكان المسيحيين في كل مدينة القدس "فقط 10 الاف مسيحي من كافة الطوائف مقابل 240 الف مسلم و450 الف يهودي". وقال "رغم هذا العدد المتناقص الا اننا اقوياء في مؤسساتنا مثل المستشفيات والمدارس ومدينة بيت لحم افضل مثال على ذلك".