قتل 33 شخصا واصيب اكثر من 80 آخرين بجروح الاربعاء في هجوم انتحاري استهدف مصلين يؤدون شعائر عاشوراء في مدينة جابهار بجنوب شرق ايران قرب الحدود الباكستانية، واعلنت جماعة جند الله السنية المتمردة مسؤوليتها عنه. وسارع الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التنديد ب"الاعتداء الارهابي المروع"، كما دانت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون الشرق الاوسط اليستير بيرت "الاعتداء الوحشي"، وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "باكثر العبارات حزما بالاعتداء الانتحاري في مسجد جابهار". كما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني، ان الملك عبدالله بعث ببرقية الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد "دان فيها التفجير الارهابي"، مؤكدا "وقوف الاردن الى جانب الشعب الايراني وأسر الضحايا والمصابين لتجاوز هذه المحنة الصعبة". ووصفت الامارات العربية المتحدة الهجوم بأنه ارهابي. وصرح محافظ المنطقة ان "33 شخصا قتلوا واصيب 83 اخرون بجروح في هذا الهجوم الاعنف ضد مصلين شيعة منذ 1994. وكانت الحصيلة السابقة اشارت الى سقوط 39 قتيلا واصابة اكثر من 50 بجروح. واعلنت جماعة جند الله السنية في بيان نشر على موقعها الالكتروني مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري. واورد البيان "قتل عشرات من المرتزقة والحرس (الثوري الايراني) في هذه العملية الانتحارية المزدوجة التي وقعت امام مديرية مدينة جابهار". واوضحت ان "هذه العملية هي رد على شنق قائد الجماعة الامير عبد المالك ولشهداء جند الله". وذكرت ان "الهدف من هذه العمليات هو طرد المعتدين (الايرانيين) من بلوشستان". وكان عبد المالك ريغي اعتقل في شباط/فبراير وشنق في حزيران/يونيو. ونشر الموقع صور شخصين قال انهما نفذا الاعتداء، وهما مزنران بأحزمة ناسفة وقال انهما سيف الرحمن شبهاري وحسن خاشي. واعلن وزير الداخلية الايراني مصطفى محمد نجار ان تنظيم جند الله يستخدم باكستان قاعدة خلفية له لشن هجماته داخل الاراضي الايرانية. واضاف حسب ما نقل عنه موقع التلفزيون الايراني الرسمي "للاسف فان مجموعة من الارهابيين الذين تدربوا ويتخذون من باكستان مركزا لهم على الجانب الاخر من الحدود ارتكبوا هذا الاعتداء" مضيفا ان ايران سبق و"نبهت" باكستان الى هذا الامر. الا ان نائب وزير الداخلية الايراني علي عبدالله اكد الاربعاء ان "المعدات التي استخدمها الارهابيون في الهجوم تظهر انهم مدعومون من اجهزة استخبارات في المنطقة والولاياتالمتحدة". واتهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بوروجردي "اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية" بانها وراء الهجوم، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الرسمية ارنا. والشهر الماضي ادرجت الولاياتالمتحدة رسميا جماعة جند الله على لائحتها للمنظمات التي تعتبرها ارهابية، ما لقي ترحيبا حذرا من ايران التي اتهمت واشنطن في السابق بدعم هذه الجماعة. وقال عمدة جابهار علي باتني ان "الارهابيين ... قد رصدا قبل ان ينفذا الهجوم، لكن احدهما تمكن من تفجير سترته الناسفة". واوضح حاكم الاقليم علي محمد ازاد ان "الارهابيين قد قتلا، الاول بالانفجار والثاني برصاص الشرطة". واضاف باتني في وقت لاحق ان "قوات الامن اعتقلت ارهابيا ثالثا". وقال مسؤول في وزارة الاستخبارات ان الارهابي الثالث اعتقل على الحدود بينما كان يحاول مغادرة البلاد. وقالت وسائل الاعلام ان الهجوم وقع على مقربة من مسجد الامام حسين في جابهار. ووقع هذا الاعتداء عشية احياء ذكرى عاشوراء التي تصادف الجمعة العاشر من محرم 1432. وتعتبر عاشوراء اكبر الاحتفالات الشيعية حيث يحيي الشيعة ذكرى وفاة الامام الحسين، ثالث ائمة الشيعة، الذي قتل في معركة كربلاء عام 680 ميلاديا. وتضم ايران اكبر عدد من المسلمين الشيعة في العالم. وتقع مدينة جابهار في محافظة سيستان-بلوشستان المحاذية لباكستان وافغانستان والتي تشهد حركة تمرد دامية مستمرة منذ عشر سنوات يقودها متمردون من السنة من اتنية البلوش التي تشكل نسبة كبيرة من سكان المحافظة. وخلال العقد الماضي اعلنت جماعة جند الله مسؤوليتها عن العديد من الهجمات القاتلة على قوات الامن الايرانية وهجمات اخرى ادت الى مقتل مدنيين. وفي تموز/يوليو الماضي اعلنت جند الله مسؤوليتها عن هجوم على الجامع الكبير في مدينة زهدان عاصمة محافظة سيستان-بلوشستان، استهدف عددا من كبار ضباط الحرس الثوري الايراني وادى الى مقتل 28 شخصا. ونفذت السلطات الايرانية حملة قمع قاسية ضد جند الله واعتقلت العديد من اعضائها المشتبه بهم واعدمت زعيمهم عبد المالك ريغي في حزيران/يونيو.