فيينا (رويترز) - تعتزم القوى الكبرى اجراء محادثات مع ايران الشهر القادم بعد أن فشل أول اجتماع بينها منذ اكثر من عام في احراز أي تقدم نحو حل النزاع الممتد منذ فترة طويلة بشأن الاهداف النووية للجمهورية الاسلامية. وتريد القوى الست الكبرى وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا بحث الانشطة النووية التي يشتبه الغرب في أنها تهدف الى انتاج قنابل ذرية. لكن طهران تؤكد أنها لن تخوض محادثات بشأن مسعاها لتخصيب اليورانيوم. ويمكن أن يفجر الخلاف المستمر منذ ثماني سنوات سباق تسلح اقليميا ويشعل صراعا عسكريا في الشرق الاوسط مما سيجلب عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي. لكن الدبلوماسيين الغربيين وغيرهم من الذين يتعاملون مع القضايا النووية الحساسة يواجهون كذلك تحديات أخرى منها المخاوف المتزايدة بشأن برنامج التسلح النووي لكوريا الشمالية وشكوك بشأن سوريا. وفيما يلي الخطوط العريضة للمخاطر النووية المحتملة: - البرنامج النووي الايراني: في أول اجتماع تعقده منذ أواخر 2009 اتفقت القوى الكبرى وايران في جنيف على الاجتماع مجددا في تركيا بحلول نهاية يناير كانون الثاني. كانت هذه النتيجة الوحيدة الملموسة للمناقشات التي جرت في السادس والسابع من ديسمبر كانون الاول والتي أكدت عمق الانقسامات بين الجانبين بشأن برنامج ايران النووي الذي تقول طهران انه مخصص لتوليد الكهرباء وحسب. وقال مسؤول بالاتحاد الاوروبي "المشكلة هي أن مستوى الثقة منخفض بقدر انخفاضه في كوريا الشمالية." وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون التي تمثل القوى الست ان الاجتماع الذي يعقد في اسطنبول أواخر الشهر القادم سيركز على "أفكار عملية وسبل للتعاون نحو حل لمخاوفنا الاساسية بشأن القضية النووية." لكن كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي استبعد مناقشة أنشطة تخصيب اليورانيوم بالبلاد وهي الانشطة التي يمكن أن تكون لها أغراض مدنية وعسكرية على حد سواء. وتقول ايران ان لها حقا سياديا غير قابل للمصادرة في الطاقة النووية. وتأمل القوى الكبرى ان يؤدي فرض عقوبات اكثر صرامة من جانب الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي منذ يونيو حزيران على ايران خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم الى اقناعها بالدخول في مفاوضات جادة تقود في نهاية الامر الى اتفاق على تقليص أنشطتها النووية. لكن محللين يقولون ان الضغوط الخارجية وحدها قد لا تكون كافية لاجبار طهران على التراجع في حين يشير البعض الى أنه ربما يكون على القوى العالمية أن تقدم تنازلات. وهم يعتبرون أنه قد يتم احراز تقدم اذا سمحت القوى لايران بمواصلة قدر من التخصيب وقبلت ايران بعمليات تفتيش اكثر صرامة من الاممالمتحدة لضمان أنها لا تصنع القنابل سرا. لكن احتمالات حدوث هذا تبدو ضئيلة في الوقت الحالي لان مطلب السماح لايران بمواصلة جزء من التخصيب منصوص عليه في قرارات متكررة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة وقد رفضت طهران مرارا خضوع أنشطتها النووية لعمليات تفتيش اكثر صرامة من الاممالمتحدة. ولم تستبعد اسرائيل والولاياتالمتحدة القيام بعمل عسكري اذا فشلت الدبلوماسية في حل الخلاف. لكن قادة الجيش الامريكي أوضحوا أنهم يعتبرون هذا الملاذ الاخير. ما تجدر متابعته: - جولة جديدة من المحادثات في اسطنبول بحلول أواخر يناير. - كوريا الشمالية: بلغ التوتر أعلى مستوياته منذ عقود من الزمن في شبه الجزيرة الكورية بعد أن قصفت بيونجيانج جزيرة كورية جنوبية في نوفمبر تشرين الثاني وكشفت عن احراز تقدم كبير في برنامجها النووي. وتوقفت المحادثات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان والولاياتالمتحدة واليابان وروسيا والصين منذ عام 2008 حين قالت كوريا الشمالية انها انتهت. وتقول كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة واليابان انها لن تنضم من جديد الى هذه المحادثات الا حين تلتزم بيونجيانج التزاما صادقا بنزع السلاح النووي مضيفة أن ما كشفت عنه في الاونة الاخيرة بشأن التقدم الذي أحرزته في التكنولوجيا النووية يظهر أنها أبعد ما تكون عن الصدق. وتملك كوريا الشمالية اليات نووية أساسها البلوتونيوم وقد أجرت تجربتين لتفجيرين نوويين عامي 2006 و2009 لكنها لم تظهر أن لديها قنبلة نووية جاهزة. وفي الشهر الماضي قالت ان لديها محطة لتخصيب اليورانيوم بها الالاف من أجهزة الطرد المركزي. وأكدت أن هذه المنشأة يمكن أن توفر لها مسارا ثانيا لانتاج قنبلة نووية. ما تجدر متابعته: - المعلومات التي تم الكشف عنها مؤخرا بشأن احراز تقدم نووي والمؤشرات على تجربة نووية جديدة. - سوريا: أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن رفض سوريا السماح للمفتشين بدخول موقع في صحراء دير الزور يهدد دليلا محتملا في تحقيقات الوكالة التابعة للامم المتحدة على احتمال ان يكون لدى دمشق أنشطة نووية سرية. وذكرت تقارير مخابرات أمريكية أن الموقع الذي قصفته اسرائيل في عام 2007 كان مفاعلا نوويا تحت الانشاء صممته كوريا الشمالية يهدف الى انتاج البلوتونيوم المستخدم في القنابل النووية. وكانت الولاياتالمتحدة قد قالت ان على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تبحث الضغط من أجل عمليات تفتيش اجبارية على سوريا لتبديد المزاعم بوجود أنشطة نووية سرية مما يعطي الخبراء صلاحية التفتيش على أي مكان بعد اخطار دمشق بفترة قصيرة. وقد تغضب اي خطوة من هذا النوع دمشق التي تحسنت علاقاتها مع واشنطن منذ أصبح باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة عام 2009 . ورفضت سوريا الدعوات بالسماح لمفتشي الاممالمتحدة بزيارة دير الزور قائلة ان عليهم أن يركزوا تحقيقهم على اسرائيل بدلا من هذا. ما تجدر متابعته: - احتمال قيام الولاياتالمتحدة بتحرك دبلوماسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. - باكستان: تقترح الولاياتالمتحدة أن على مجموعة الموردين النوويين التعامل مع خطط الصين لبناء مفاعلات جديدة لباكستان وهي ليست من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي. لكن الصين أشارت الى أنها لا تحتاج الى موافقة المجموعة المكونة من 46 دولة والتي تسعى الى ضمان الا يتم تحويل الصادرات النووية الى أغراض غير سلمية. وأثارت خطط الصين لبناء مفاعلين نوويين اخرين في مجمع تشاشما النووي تساؤلات من الهند والولاياتالمتحدة ودول أخرى تشعر بالقلق من أن يقوض هذا قواعد حظر الانتشار. وتعتقد بكين أن من المهم مساندة باكستان على مواجهة الهيمنة الهندية في المنطقة. كما انها تشعر بقلق ازاء النفوذ الامريكي في جنوب اسيا. ويقول منتقدون ان الاضطرابات الداخلية في باكستان ودورها السابق في نشر تكنولوجيا التسلح النووي بشكل غير مشروع تتطلب ان يخضع مجمع تشاشما لتدقيق دولي أكثر صرامة. ما تجدر متابعته: - مناقشات مجموعة الموردين النوويين بشأن القضية ويحتمل أن تجري في 2011 . - ميانمار: أبلغت ميانمار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أواخر سبتمبر أيلول أن المزاعم عن أنها تحاول تطوير سلاح نووي لا اساس لها من الصحة وأن أنشطتها النووية ذات أغراض سلمية محضة. وكانت جماعة في الخارج تتخذ من النرويج مقرا لها قالت في يونيو حزيران ان ميانمار تحاول تطوير برنامج نووي سري بهدف امتلاك سلاح نووي. ما تجدر متابعته: - أي مزاعم جديدة عن أغراض أو أنشطة نووية سرية.