اديس ابابا (رويترز) - حذر رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي من عواقب "مروعة" بالنسبة لافريقيا اذا عاد السودان الى الحرب بعد استفتاء حاسم على استقلال جنوب السودان. ولا يفصل السودان سوى 47 يوما عن استفتاء في جنوبه المنتج للنفط على ما اذا سينفصل عن السودان أو سيظل جزءا منه وهو تصويت ضمنه اتفاق السلام الذي أُبرم عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب بين الشمال والجنوب. وأودى الصراع وهو أطول حرب أهلية في تاريخ افريقيا بحياة زهاء مليوني شخص وشرد أربعة ملايين. وقال ملس الذي يستضيف محادثات أزمة سودانية في أديس أبابا يوم الثلاثاء لرويترز "مثل جميع سيناريوهات يوم القيامة فان (العودة للحرب) مروعة بدرجة لا يمكن توقعها. "هذا سبب انه يتعين علينا فعل كل شيء في استطاعتنا لمنعها من الحدوث لان البديل سيكون بالغ التدمير ليس للسودان أو للقرن الافريقي فحسب بل للقارة بأكملها." وقال ملس ان الحرب الشاملة "محتملة وليست حتمية". وصعد الجانبان من خطابهما بعد الفشل في التغلب على الاختلافات بشأن قضايا من بينها من يحق له التصويت في منطقة ابيي الغنية بالنفط. وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الاسبوع الماضي انه يتمنى زيادة عدد قوات حفظ السلام في السودان وسط مخاوف من احتمال اتجاه ذلك البلد الى حرب أهلية جديدة. وسيحضر قادة من ست دول في شرق افريقيا --بينهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير-- الاجتماع في العاصمة الاثيوبية يوم الثلاثاء في محاولة لنزع فتيل التوتر. غير ان مسؤولين يحذرون من انه لن يكون هناك وقت كاف للتوصل لاتفاق يرضي الطرفين. ويعقد بعض المحللين مقارنات بين وضع السودان ووضع اثيوبيا عام 1993 عندما أجرى اقليمها السابق اريتريا استفتاء بعدما أطاحت مجموعة يقودها ملس والزعيم الاريتري اسياس افورقي بنظام شيوعي. وقال ملس ان الحالة السودانية اكثر تعقيدا من حالة اثيوبيا واريتريا اللتين وقع خلاف بين زعيميهما لاحقا وخاضا حربا بسبب صراع على الحدود قتل فيها 80 الف شخص. واضاف "لا يوجد قدر كبير من الثقة بين الجانبين في السودان مثلما كان بيننا وبين الحكومة الاريترية. من المرجح ان يكون الامر اكثر صعوبة وتعقيدا." ويتوقع محللون ان يؤثر اغلب الجنوبيين الذين تجرعوا مرارة عقود من الحرب الاستقلال وينشئوا أحدث دولة في افريقيا. ويعتقد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال ان الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال ربما يكونوا أكثر انفتاحا على الوحدة. وقال ملس الذي يعتبره الجانبان وسيطا نزيها ان اثيوبيا تتمنى ان تظل قريبة من الشمال والجنوب حتى اذا اقيمت دولة جديدة. واستطرد قائلا "لدينا علاقات ممتازة مع الجانبين الان ولا يوجد ما يبرر عدم قدرتنا على الحفاظ على هذه العلاقات لفترة طويلة في المستقبل ...وبالطبع اذا لم يحدث سيناريو يوم القيامة."