اديس ابابا الخرطوم وكالات الأنباء: حذر رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي من عواقب' مروعة' بالنسبة لافريقيا اذا عاد السودان الي الحرب بعد استفتاء حاسم علي استقلال جنوب السودان في9 يناير المقبل ولا يفصل السودان سوي47 يوما عن استفتاء في جنوبه المنتج للنفط علي ما اذا سينفصل عن السودان او سيظل جزءا منه وهو تصويت ضمنه اتفاق السلام الذي ابرم عام2005 وانهي عقودا من الحرب بين الشمال والجنوب. واودي الصراع وهو اطول حرب اهلية في تاريخ افريقيا بحياة زهاء مليوني شخص وشرد اربعة ملايين. وقال ملس الذي يستضيف محادثات ازمة سودانية في اديس ابابا امس الثلاثاء لرويترز' مثل جميع سيناريوهات يوم القيامة فإن( العودة للحرب) مروعة بدرجة لا يمكن توقعها. هذا سبب انه يتعين علينا فعل كل شيء في استطاعتنا لمنعها من الحدوث لان البديل سيكون بالغ التدمير ليس للسودان او للقرن الافريقي فحسب بل للقارة بأكملها. وقال ملس ان الحرب الشاملة' محتملة وليست حتمية. وصعد الجانبان من خطابهما بعد الفشل في التغلب علي الاختلافات بشأن قضايا من بينها من يحق له التصويت في منطقة ابيي الغنية بالنفط. وقد شارك قادة ست دول في شرق افريقيا-- بينهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير في الاجتماع في العاصمة الاثيوبية امس في محاولة لنزع فتيل التوتر. غير ان مسئولين يحذرون من انه لن يكون هناك وقت كاف للتوصل لاتفاق يرضي الطرفين. وقال ملس ان الحالة السودانية اكثر تعقيدا من حالة اثيوبيا واريتريا اللتين وقع خلاف بين زعيميهما لاحقا وخاضا حربا بسبب صراع علي الحدود قتل فيها80 الف شخص. واضاف لا يوجد قدر كبير من الثقة بين الجانبين في السودان مثلما كان بيننا وبين الحكومة الاريترية. من المرجح ان يكون الامر اكثر صعوبة وتعقيدا. وقال ملس الذي يعتبره الجانبان وسيطا نزيها: إن اثيوبيا تتمني ان تظل قريبة من الشمال والجنوب حتي اذا انشئت دولة جديدة. واستطرد قائلا لدينا علاقات ممتازة مع الجانبين الان ولا يوجد ما يبرر عدم قدرتنا علي الحفاظ علي هذه العلاقات لفترة طويلة في المستقبل... وبالطبع اذا لم يحدث سيناريو يوم القيامة. وفي الخرطوم اتفقت أحزاب حكومة الوحدة الوطنية في السودان علي رفع مذكرة للمفوضية القومية للاستفتاء تطلب فيها تمديد فترة التسجيل لمواطني الجنوب لتمكينهم من ضمان ممارسة حقهم في استفتاء تقرير المصير في يناير المقبل' لعدم كفاية الفترة الممنوحة لهم. ووجهت هذه الاحزاب انتقادات لاداءالمفوضية في الفترة الماضية من ايام التسجيل, ونوهت الي ما شهدته العملية من تقصير وخروقات بشهادة الاممالمتحدة والمجتمع الدولي خاصة فيما يتعلق بترهيب المواطنين الجنوبيين بولاية الخرطوم وتحريضهم علي عدم التسجيل. وقال الدكتور نزار خالد محجوب الامين السياسي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم عضو القطاع السياسي الاتحادي للحزب إن الوجود الكبير لموظفي المفوضية من أبناء الجنوب في مثل هذه العملية من شأنه ان يؤثر علي المصداقية والاداء. وأضاف أن ما شهدته العملية من اداء حتي الان يمثل تحيزا يثبت الخلل الذي قامت عليه المفوضية باعترافها في الاعتماد علي كوادر غير ناضجة, موضحا ان الامرالمعترف به في عدم الوفاء بالسن القانونية لموظفيها يمثل مقدمة منطقية للنتائج الماثلة حتي الان.