بدأت النتائج الاولية للانتخابات في بورما تصدر بشكل بطيء جدا الاثنين غداة انتخابات اعتبرها الغربيون والمعارضون غير عادلة وبلا مصداقية. وبدت النتيجة محسومة لصالح حزب اتحاد التضامن والتنمية الذي شكله المجلس العسكري الحاكم مؤخرا، في هذه الانتخابات التي وجهت اليها انتقادات شديدة غير انها رغم ذلك قد تقدم لاول مرة للمعارضة فرصة للتعبير عن رايها في البرلمان المقبل والجمعيات المحلية. ونددت الولاياتالمتحدة ولندن وباريس وبروكسل وكانبيرا بالانتخابات. ونشرت صحيفة "نيو لايت اوف ميانمار" الحكومية لوائح مرشحين منتخبين اذ اقتصرت المنافسة على عدد محدد من الدوائر، فيما اورد موقع ايراوادي الالكتروني التابع للبورميين في المنفى نتائج غير رسمية تشير الى فوز عسكريين واعضاء في المعارضة. كما نشرت صحيفة نيو لايت اوف ميانمار صورا للجنرال ثان شوي قائد المجلس العسكري الحاكم يدلي بصوته، ولسفراء اجانب يراقبون سير الانتخابات خلال جولة على عدد من مراكز التصويت حرصت السلطات على تنظيمها بشكل دقيق. ومن غير المتوقع صدور النتائج الرسمية النهائية قبل عدة ايام في هذا البلد البالغ عدد سكانه خمسين مليون نسمة يعيش قسم منهم في مناطق جبلية معزولة. ودعي اكثر من 29 مليون شخص الى صناديق الاقتراع في عملية بلا حماس وصفها بعض المعارضين بانها خطوة اولى نحو تطور بطيء جدا للنظام. وفي 1990، فازت في الانتخابات السابقة الرابطة الوطنية للديموقراطية بزعامة حائزة جائزة نوبل للسلام اونغ سان سو تشي التي لم تتمكن ابدا من تسلم السلطة والتي تخضع للاقامة الجبرية بشكل متواصل منذ 2003. لكن الرابطة تقاطع الانتخابات الحالية ومن ثم تم حلها. ومن المحتمل اطلاق سراح زعيمة المعارضة في غضون ايام وقد فرضت عليها الاقامة الجبرية على مدى 15 من السنوات ال21 الاخيرة. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين ان بورما فوتت فرصة لسلوك طريق الديموقراطية والمصالحة الوطنية من خلال تنظيمها انتخابات شابتها "تجاوزات بالغة" الاحد. وقالت كلينتون ان ادارة الرئيس باراك اوباما ما زالت على استعداد لفتح حوار مع المجلس العسكري الحاكم في بورما لكنها ستبقي "العقوبات الشديدة" المفروضة عليه طالما ان هناك معتقلين سياسيين وانتهاكات لحقوق الانسان وقمع للمعارضة في هذا البلد. واضافت ان "الجنرالات الذين حكموا البلد خلال السنوات ال22 الاخيرة فوتوا فرصة في بدء عملية تحول حقيقية الى حكم ديموقراطي والى مصالحة وطنية". واعربت عن "خيبة امل عميقة" حيال انتخابات الاحد ولا سيما مع ورود تقارير عن حصول عمليات تخويف ومنع الصحافة الاجنبية والمراقبين المستقلين من الاشراف على سير عملية الاقتراع.واعلنت ان "العملية الانتخابية شابتها تجاوزات بالغة" معتبرة انها لم تكن حرة ولا عادلة. ووعدت بتقديم الدعم الاميركي لشعب بورما الذي يتطلع الى مستقبل ديموقراطي يسوده السلام، مؤكدة ان ادارة بلادها "ستواصل اعتماد استراتيجيات موازية تقوم على ممارسة الضغط وتقديم تعهدات تقوم على مبادئ"، في اشارة الى نهج واشنطن القاضي بالابقاء على عقوبات ضد النظام العسكري مع ابداء استعدادها لفتح حوار مع المجلس الحاكم بشأن وقف سياسته القمعية. وقالت كلينتون ان الادارة الاميركية ستتعاون ضمن هيئات دولية مثل الاممالمتحدة ورابطة دول جنوب شرق اسيا "لتحقيق المحاسبة ووقف الانتهاكات لحقوق الانسان". واكدت التزام الولاياتالمتحدة بتقديم المساعدة الانسانية للذين يحتاجون اليها في هذا البلد الفقير الواقع جنوب شرق اسيا. وقالت "على قادة بورما ان يدركوا بعد خمسة عقود من النزاع الداخلي المتواصل وسوء الادارة الاقتصادية واقصاء البلاد من صفوف الاسرة الدولية، ان بورما بحاجة الى سلوك طريق افضل للمضي قدما".