قال وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند الذي هزمه شقيقه الاصغر في تصويت لاختيار زعيم جديد لحزب العمال المعارض يوم الاربعاء انه سيترك زعامة العمل السياسي. ويفسح قرار ديفيد الطريق أمام شقيقه اد ليحكم قبضته على الحزب الذي انتقل لساحة المعارضة للمرة الاولى منذ 13 عاما بعد خسارته انتخابات مايو ايار الماضي. وقال ديفيد وهو أحد أشهر شخصيات الحزب التي تحظي بالتقدير انه سيبقى بالبرلمان لكنه سيترك فريق قيادة الحزب أو "حكومة الظل". وقال لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي من منزله في لندن بعد مغادرته المؤتمر السنوي للحزب في مانشستر "أظن...اد يحتاج لساحة خالية ليضمن أنه قادر على قيادة الحزب نحو الامام بالطريقة التي يراها ملائمة من دون أن يقول له أحد ان هناك تشتيتا بسبب وجودي هناك." وذكر ديفيد في خطاب بعث به لمسؤول بالحزب ان أي زعيم جديد بحاجة لوقت وحيز ليحدد اتجاهه وسياساته. وأضاف أنه لو بقي في الواجهة يخشى من أن تكون هناك "محاولات مستمرة معوقة وهدامة" لايجاد ثغرات بينه وبين أخيه. وكان ديفيد (45 عاما) مرشحا ليكون زعيما يخلف رئيس الوزراء السابق جوردون براون الذي خرج من منصبه في مايو ايار. ولاقي ديفيد اعجابا من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي نقل عنها قولها العام الماضي "هو نابض بالحيوية ومليء بالحماس وجذاب ووسيم للغاية. هو حقا شاب جيد. وانه صغير السن الى حد كبير." وقال اد ميليباند انه كان "رائعا" لو انضم أخوه لحكومة الظل لكنه وصف قرار ديفيد بأنه "حكيم وكريم". وأضاف اد للصحفيين "هو شقيقي وأنا واضح جدا كزعيم لهذا الحزب بابي مفتوح دائما له ليخدم في المعارضة او عند العودة للحكومة." واعتبر المحافظون المنتمون لتيار يمين الوسط قرار ديفيد مليباند دليلا على أن اد الذي يعتبرونه أسيرا للنقابات يقوم "باخلاء ساحة الوسط في السياسة البريطانية". ويتبادل الشقيقان الاعلان عن حب كل منها للاخر وبدا ديفيد شجاعا عندما علم بهزيمته اذ حث الحزب على الالتفاف حول شقيقه. لكن خيبة أمله ظهرت يوم الثلاثاء عندما قال اد في المؤتمر السنوي للحزب ان العمال أخطأ بتأييد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003. وصوت ديفيد لصالح الغزو. ولم يكن اد وقتها عضوا بالبرلمان لكنه لم يعلن أبدا معارضته للحرب قبل حملته الدعائية لزعامة الحزب. وجلس ديفيد الذي تولى عدة مناصب وزارية منذ 2002 وحتى العام الحالي متحجر الملامح ولم يصفق لانتقاد أخيه للحرب في العراق. وقالت وسائل اعلام انه مال على نائبة زعيم حزب العمال هارييت هارمان وسألها عن سبب تصفيقها وهي التي صوتت كذلك لصالح الغزو. وقال سايمون لي محاضر العلوم السياسية البارز بجامعة هول ان موقف ديفيد ميليباند لا يمكن الدفاع عنه بعد تبرؤ اخيه من قرار العمال بشأن العراق. وأضاف "لا أعتقد أن الامر أساء بالضرورة لحزب العمال. السؤال هو هل في ذلك أفكار جديدة." وفاز ديفيد بتأييد عدد أكبر من نشطي الحزب وأعضائه بالبرلمان في مسابقة الزعامة لكن أخيه الاقل خبرة اد (40 سنة) تفوق عليه بفارق ضئيل بفضل دعم نقابات العمال. وتأمل النقابات في أن يصبح اد حليفا قويا في معركتها ضد التخفيضات الشديدة لحجم العمالة التي خطط لها الائتلاف الحكومي للمحافظين والديمقراطيين الاحرار.