لندن (رويترز) - بعد أن ضمنوا مكانا لهم في التاريخ هل يشعر زعماء القاعدة المتقدمون في السن بالرضا لمجرد نشر أيديولوجيتهم وأساليبهم بين الجماعات المتشددة التي تعتنق نفس الفكر؟ يقول محللون متخصصون في مكافحة الارهاب ان الاجابة هي لا. وتشير أدلة بدأت تظهر في الغرب الى أن المتشددين الاسلاميين المخضرمين الذين حرضوا على هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة يطمحون الى تنفيذ مخططات لا مجرد أن يلعبوا دورا دعائيا فحسب. ويشيرون الى تحقيقات في مؤامرات مشتبه بها جرى الكشف عنها في الاشهر الثمانية عشر الماضية بالولاياتالمتحدة والنرويج وبريطانيا يقول مسؤولو انفاذ القانون ان مجموعة من العناصر في قواعد القيادة الرئيسية بباكستان هي التي نفذتها. وقياس نفوذ وخبرات قيادات الحركة التي يعتقد أنها مختبئة في شمال غرب باكستان قرب الحدود الافغانية مهم لخبراء الاستراتيجية الغربيين لان واشنطن كانت قد أعلنت أن هدفها الرئيسي في حرب افغانستان هو مكافحة تنظيم القاعدة. ويعتقد أن خطر شن غارات أمريكية بطائرات بلا طيار في الاعوام الاخيرة قيد قدرة مجموعة من المخططين الرئيسيين الذين نشطوا ذات يوم من المحيطين باسامة بن لادن زعيم القاعدة والرجل الثاني في التنظيم ايمن الظواهري لانجاح مؤامرات كبيرة خارج جنوب اسيا. لكن خبراء يقولون انه في عام 2008 بدأ صالح الصومالي - مسؤول العمليات الخارجية حينذاك بتنظيم القاعدة الذي يعتقد أنه مقرب من القيادة - اتخاذ خطوات لتنفيذ مخطط بالولاياتالمتحدة ومؤامرتين مزعومتين تم اكتشافهما في بريطانيا والنرويج. ويقول محللون انه نظم دورات تدريب للمتشددين في شمال غرب باكستان على التفجيرات وأعادهم لتدبير هجمات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج. وقال مسؤول غربي في مجال مكافحة الارهاب ان الادلة على ضلوع الصومالي تنبه الحكومات الغربية الى أن زعماء التنظيم ما زالوا يتطلعون الى شن هجمات. وذكر ممثلو ادعاء أمريكيون أن الصومالي تلقى مساعدة في مخطط القيام بهجوم في الولاياتالمتحدة من عدنان الشكري جمعة وهو عضو سعودي المولد بالتنظيم وراشد رؤوف وهو متشدد بريطاني من أصل باكستاني له صلات بتنظيم القاعدة. ويقول بول كروكشانك خبير شؤون الارهاب والباحث في مركز القانون والامن بكلية الحقوق بجامعة نيويورك ان المخططات "تظهر أن قلب تنظيم القاعدة لا يزال يمثل تهديدا." ومضى يقول "لا يزال غربيون يسافرون (من ديارهم في الغرب) الى المناطق القبلية (في باكستان) بأعداد كبيرة... هذا يعطي القاعدة فرصة لتحويلهم واعادتهم." وأضاف "عدد من أكثر مصنعي القنابل خبرة بالقاعدة موجودون هناك وبالتالي تظل المنطقة مصدر خطر كبير." وبالنسبة لتنظيم القاعدة فان تنفيذ هجوم كبير في الغرب أساسي لجمع الاموال من الداعمين الاثرياء الذين أحبطوا لاخفاق التنظيم في تنفيذ هجوم ناجح في الغرب منذ تفجيرات لندن عام 2005 التي سقط خلالها 52 قتيلا. ويرى بيل برانيف الخبير البارز في مركز مكافحة الارهاب بالاكاديمية العسكرية الامريكية في وست بوينت ان اختيار الصومالي لمواقع الهجمات في ثلاث دول مختلفة كان يهدف الى تقليل فرص رصدها كلها. وقال "هذه المخططات تبيان للهجوم المركب الموزع على نطاق جغرافي الذي يميز تنظيم القاعدة." وأضاف "لو كانت نجحت لاحدثت الهجمات في الدول الثلاث أثرا دعائيا ضخما." وتلقت مخططات القاعدة لشن هجمات ضربتين متلاحقتين حين أفادت تقارير بمقتل رؤوف في هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار في نوفمبر تشرين الثاني 2008 وقتل الصومالي في هجوم بطائرة بلا طيار في ديسمبر كانون الثاني 2009 . ويقول روجر كريسي الخبير الامني الامريكي ورئيس شركة جود هاربور للاستشارات ان من المعتقد على نطاق واسع أن الشكري جمعة ما زال على قيد الحياة ويعتبر الان "عضوا بارزا جدا بالدائرة الداخلية" لتخطيط العمليات. ويساور الحكومات الغربية القلق من أن الجماعات المتشددة التابعة للتنظيم التي تدربت في شمال غرب باكستان عام 2009 وفي العام الحالي 2010 ربما تكون قد شقت طريقها الى الغرب الان للاعداد لهجمات أخرى. وقال برينجار ليا وبيتر نيسر الباحثان بمؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية ان اكتشاف خلية مزعومة للقاعدة في النرويج يشير الى أن التنظيم سعى الى اكتساب قدرة جديدة على ضرب المحيط الخارجي لاوروبا بعد تعطيل خلاياه في اسبانيا وبريطانيا والمانيا وفرنسا. وأضافا أن الخلايا الارهابية لم تظهر على الاطلاق من فراغ لانها تحتاج الى أنصار لتجندهم وتدربهم. وكتبا في مقال مشترك بمطبوعة سي.تي.سي سنتينل "اكتشاف هذه الخلايا يكون في العادة مؤشرا على أن التشدد والشبكات السرية المتطرفة في تزايد."